أحمد يوسف
لا يختلف اثنان حول الاهمية الحتمية التي فرضها ذلك الجهاز العجيب المسمى بالمحمول او الهاتف النقال او الموبايل او الخليوي في هذا العصر الحديث على الانسان، غير انه في الوقت نفسه لا يدري كثيرون بكوارثه التي تصيب القاصي والداني والنائم في بيته لا يدري شيئا عن ذلك الجهاز سوى كونه هاتفا ذا اهمية ضرورية.
مع ظهور هذا الشيء الغريب بالمجتمعات العربية في نهاية التسعينيات، انبهرت العقول وتفتحت الاعين بل سحرت امامه وامام قدرته على حل كثير من المشكلات في لحظات وما خلقه من تواصل غير معتاد، غير ان مميزاته الكثيرة اخفت وراءها كوارث حتمية وغرائز ونوايا كانت دفينة اظهرتها الايام وابتكرتها الشركات المروجة والعاملة في القطاع وكأنها تقول للناس في اعينهم «سنسرقكم وننهش اجسادكـم بـرغبتكم وانتم مسحورون» ونداويكم بالتي كانت هي الداء.
نعم هي تلك الشركات التي استغلت الفقراء قبل الاغنياء وتوارت بساتر من المهرجانات والدعايات والالاعيب والبروباجندا وما رادفها من اوكازيونات وعروض وما شابهها من تقنيات وابتكارات لتضحك على العقول وتسلب الاموال من الجـميع وبسهولة ويسر اقوى من السحر.
الامراض المتوطنة والسرقة العلنية جهارا والبلاء صارت حقيقة هذا «المحمول اللعين»، وصارت شركاته المروجة والقائمة عليه في الوطن العربي تتنافس وتتبارى من اجل ان تضحك على المستهلك وتضربه في مقتل دون ان يعي.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )