- البنك شارك كمدير رئيسي ومدير مشارك في إصدارات عديدة بلغ إجماليها نحو 6 مليارات دولار
قال الرئيس التنفيذي لبيت التمويل الكويتي (بيتك) محمد العمر أمام مجموعة من سفراء الاتحاد الأوروبي بالكويت، ان التجربة الرائدة لـ «بيتك»على مدى 33 عاما تركزت على التعامل مع مكونات الاقتصاد الحقيقي القائم على إعمار الأرض، وتحقيق معدل أكبر على دوران رأس المال بما يدعم الاقتصاد الوطني في أي بلد ويمثل قيمة مضافة، مبينا ان «بيتك» يستهدف التواجد والتوسع في أوروبا باعتبارها من أماكن الاستقرار والنمو المتوازن، وفق خطة مدروسة وعبر الاستثمار في أصول نوعية متميزة وبأقل درجة من المخاطر.
وأكد العمر في عرض قدمه بدعوة من سفارة هنغاريا ان «بيتك» يعمل على توثيق العلاقات التجارية والاقتصادية مع العديد من الدول في مجالات الاقتصاد الحقيقي والتنموي التي تفيد الشعوب وتعزز العلاقات وتقرب بين الحضارات.
فرع ألمانيا
وأشار إلى ان «بيتك» بدأ العمل فعليا في ألمانيا عبر فرع «بيتك ـ تركيا» في مدينة مانهايم، معتبرا ذلك نقلة مهمة في مسيرة العمل المصرفي الإسلامي في أوروبا، لمقابلة الطلب على المنتجات المالية الإسلامية من قبل الشركات والمؤسسات والحكومات والأفراد، مشيرا إلى أن «بيتك» رتّب وشارك في وقت سابق بعملية إصدار صكوك إلى ولاية ساكسوني انهالت الألمانية بقيمة 100 مليون يورو، كما ان لديه استثمارات عقارية في بريطانيا وقد تخارج في وقت سابق من محفظة عقارية في السويد، ويتطلع الى مزيد من الاستثمارات والعمل في أوروبا خلال المرحلة المقبلة.
وقال العمر ان العمل المالي القائم على الشريعة اثبت جدارة ومصداقية واستحق ان يكون بديلا اقتصاديا متاحا ومعترفا به في الأسواق العالمية، وقد زاد الطلب على المنتجات والخدمات المالية الاسلامية على مستوى العالم، وهناك دول وشركات أصبحت ترى في المنتجات المالية المطابقة للشريعة مثل الصكوك حلولا مهمة لمشاكل التمويل، كما أن هذا الأسلوب من العمل الاقتصادي يساهم في مقاومة الفقر والبطالة ويعمل في مجالات الاقتصاد الحقيقي بهدف خلق فرص العمل وتعظيم قيم الإنتاج وتحقيق الرخاء والتنمية.
إصدار الصكوك
وحول جهود «بيتك» في إصدار الصكوك اوضح العمر ان الصكوك هي البديل الشرعي للسندات وانها توفر حلولا ناجحة لتمويل التوسعات والنمو لأعمال العديد من الشركات كما أصبحت الحكومات تلجأ اليها ايضا لتمويل بعض مشاريعها، وغالبا ما تكون الصكوك مدرجة في احد الأسواق المالية الكبرى ومصنفة ائتمانيا وهو ما يحرص عليه بيتك دوما في الصكوك التي يصدرها او يشارك في ترتيبها، حيث شارك كمدير رئيسي ومدير مشارك في إصدارات عديدة بلغ اجمالها نحو 6 مليارات دولار في مشاريع كبرى بالكويت والمنطقة والعالم، منها صكوك هيئة طيران دبي ومشاريع لحكومات قطر والبحرين وأخرى مع البنك الإسلامي للتنمية بالإضافة إلى إصدار صكوك لصالح شركة تبريد الإماراتية، وولاية ساكسوني انهالت الألمانية وصكوك لشركات كويتية كبرى منها التجارية العقارية، والأهلية للاستثمار، وشركة الصناعات الوطنية لمواد البناء وغيرها.
وقال العمر ان «بيتك» يعمل بالتعاون مع منظومة متكاملة من شركاته التي تتميز بمجالات عملها المهمة في الاجارة وتطوير العقار والاستثمار والتدريب والأنظمة الآلية وغيرها، كما شارك البنك في تمويل مشاريع كبرى بمنطقة الخليج وحول العالم في مجالات الاتصالات والبنى التحتية والطاقة والتطوير العقاري وتمويل شركات معظمها يعمل في مجالات مهمة وحيوية مثل الصحة والتعليم والنقل وقد كانت في معظمها مشاريع تحمل أفكارا جديدة وتتطرق الى مجالات مستحدثة.
فرص الاستثمار
وشدد على قدرة «بيتك» الكبيرة على المواءمة بين مخاطر وفرص الاستثمار من ناحية ومتطلبات العمل والنمو، بالإضافة إلى ما يتمتع به من نمو في الأصول والتنوع بمجالات العمل، والوفاء الكامل لطموحات عملائه من حيث المنتجات المبتكرة والخدمة المتميزة التي تعبر عن دوره الريادي وإضافاته الملموسة للعمل المالي الاسلامي، مشيرا الى ان التقييمات الايجابية العديدة من وكالات التصنيف العالمية والجوائز العديدة التي حظي بها «بيتك» تؤكد التزامه بالتقاليد المصرفية والمعايير العالمية والأسس المهنية، وقد أصبح رمزا مهما في صناعة الخدمات المالية الإسلامية بالكويت والعالم.
مشاريع كبرى
وقال العمر ان «بيتك» شارك في تمويل أربع محطات كبرى لإنتاج الطاقة في الخليج، ثلاث منها في الإمارات «الشويحات والطويلة وأم النار» والرابعة في البحرين وهي محطة «الحد»، وتبلغ تكلفتها الإجمالية نحو 10 مليارات دولار، كما ساهم في تمويل هيئة الشارقة للكهرباء والماء لبناء محطة جديدة لتوليد الكهرباء وتحديث البناء الحالي لمحولات الكهرباء وإنشاء محطات تقطير مياه جديدة بقيمة إجمالية 350 مليون دولار. وشارك «بيتك» في تمويل مشاريع كبرى على مستوى المنطقة منها ما أصبح علامة في مسيرة التمويل الإسلامي مثل مشروع ايكويت الذي كان أول مشروع من نوعه يشارك فيه التمويل الإسلامي والتقليدي معا كل بأسلوب عمله، حيث اعتبر المشروع نموذجا تم تصميم هيكلية مشابهة له في مشاريع أخرى داخل الكويت وخارجها،
جائزة أفضل تمويل
وفاز «بيتك» عام 2002 بجائزة أفضل تمويل لأكبر مشروعين تنمويين وهما ايكويت والشويحات من يورومني العالمية، وقد رتب تمويل الحصة الإسلامية في المشروعين بقيمة 450 مليون دولار، وفي مجال الاتصالات التي يبدي «بيتك» اهتماما كبيرا به شارك في اكبر صفقة تمويل إسلامي في العالم بالقيام بدور المنظم الرئيسي والمستشار الشرعي لتمويل الرخصة الثانية للنقال في السعودية بحصة بلغت 200 مليون دولار وتبلغ قيمة الصفقة التي فازت فيها شركة (اتحاد اتصالات) 2.35 مليار دولار مما جعلها أكبر صفقة تمويل إسلامي في العالم.
مستقبل الصناعة
وتحدث العمر عن واقع وآفاق تطور صناعة الخدمات المالية الإسلامية حيث أوضح أن هناك نحو 300 مؤسسة في 75 دولة تدير أصولا قيمتها تتجاوز تريليون دولار بالإضافة إلى أكثر من 250 صندوقا استثماريا تعمل وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية تدير 300 مليار دولار. وتشير الدراسات والتحليلات إلى أن هذه الصناعة شهدت نموا خلال السنوات العشر الماضية بنسبة تتراوح بين 10 و15% وهي بذلك الصناعة الأكثر نموا وتطورا بين القطاعات الاقتصادية وتحظى بإقبال متزايد من قبل قطاعات كبيرة في مختلف البلدان ولم يعد نموها مقتصرا على الدول العربية والإسلامية بل تعدتها إلى جميع دول العالم.