هشام أبوشادي
على الرغم من ان الأوضاع الاقتصادية والمالية في الكويت تعد أكثر من ممتازة، إلا ان هناك شعورا عاما يسود أوساط المتعاملين في سوق الكويت للأوراق المالية بعدم الارتياح في الشأن السياسي، بل ان هناك مخاوف من ان ينعكس الوضع السياسي سلبا على السوق في الفترة المقبلة خاصة في حال عدم اكتمال التشكيلة الحكومية مع بدء الدورة المقبلة لمجلس الأمة.
فهناك شبه اجماع على ان السوق الكويتي سيشهد نشاطا حتى بدايات الشهر المقبل، وان هذا النشاط في تقلص بشكل تدريجي كلما ازداد عدد الشركات التي تعلن عن نتائجها المالية، فحتى الآن اعلنت 11 شركة عن نتائج اعمالها لفترة الـ 9 اشهر الاولى من العام الحالي، ومعروف ان الفترة القانونية لإعلان الشركات عن نتائج اعمالها في الربع الثالث تنتهي منتصف الشهر المقبل، لذلك فإنه يتوقع ان تعلن العديد من الشركات عن نتائجها خلال الاسبوعين المقبلين، واغلب الشركات التي حققت ارباحا اكثر من ممتازة ستسارع بالإعلان عنها، فيما ان الشركات التي نتائجها متواضعة ستنتظر حتى نهاية الفترة القانونية.
وقد اقتصرت حركة التداول الاسبوع الماضي على 3 ايام فقط ما ادى الى انخفاض جميع مؤشرات السوق قياسا بالأسبوع قبل الماضي باستثناء المؤشر السعري الذي حقق ارتفاعا نسبيا، فقد ارتفع المؤشر السعري بمقدار 52.7 نقطة ليغلق على 13131.7 نقطة بارتفاع نسبته 0.4% مقارنة بالاسبوع قبل الماضي، لتصل المكاسب التي حققها المؤشر منذ بداية العام الى 3064.3 نقطة بارتفاع نسبته 30.4%.
وسجل المؤشر الوزني انخفاضا محدودا قدره 0.72 نقطة ليغلق على 766.48 نقطة بانخفاض نسبته 0.09% مقارنة بالاسبوع قبل الماضي، لتصل المكاسب التي حققها منذ بداية العام الى 234.77 نقطة بارتفاع نسبته 44.15%.
كذلك منيت القيمة السوقية بانخفاض محدود، حيث تراجعت بمقدار 68 مليون دينار لتصل القيمة السوقية الاجمالية الى 60 مليارا و896 مليون دينار، لتصل المكاسب السوقية المحققة منذ بداية العام الى 17 مليارا و780 مليون دينار بارتفاع نسبته 41.2% وسجلت المتغيرات الثلاثة انخفاضا ملحوظا، فقد تراجعت كمية الاسهم المتداولة بنسبة 22.4% والقيمة بنسبة 24.7% والصفقات بنسبة 12.9%.
الاتجاهات العامة
هناك شبه اجماع لدى أوساط السوق على أن السوق بشكل عام سيشهد نشاطا ملحوظا في الفترة المقبلة، ولكن الحيرة التي تنتاب أوساط المتعاملين تكمن في اختيار الاسهم التي يمكن شراؤها وتحقيق مستويات سعرية كبيرة لتحقيق اكبر مكاسب في فترة زمنية محدودة، وللمساعدة في هذا الأمر، فإنه من الافضل اقتناء اسهم الشركات التي نسبة نمو ارباحها التشغيلية من اجمالي ارباحها مرتفعة واسعارها السوقية لم تشهد ارتفاعا بما يتناسب مع نسبة ارتفاع السوق، فالفترة المقبلة ستشهد عمليات مضاربة قوية وتصعيدا وبيعا خاصة من على اسهم الشركات التي ارباحها غير المحققة تمثل نسبة كبيرة من اجمالي ارباحها، وستستمر المضاربات مركزة على اسهم الشركات الرخيصة، وهناك توقعات بأن تشهد حركة التداول في السوق في الفترة المقبلة نهجا مختلفا عن الفترة الماضية التي كان النشاط فيها ينحصر في نشاط اسهم مجموعة استثمارية لينتقل الى مجموعة استثمارية اخرى، فمن المتوقع ان يكون النشاط شبه شمولي بمعنى اننا سنجد بعض الاسهم التابعة لأكثر من مجموعة استثمارية تشهد نشاطا في وقت واحد كما حدث الاسبوع الماضي، حيث ارتفعت بعض الاسهم التابعة لمجاميع مختلفة مثل مجموعة الخرافي (الأنابيب المعدنية) والقابضة المصرية ومجموعة ايفا (الدولية للمنتجعات) وغيرهما من المجاميع التي تحركت بعض الاسهم فيها وهدوء باقي اسهمها، وهذا ادى الى خلق اجواء من الحيرة والتوتر لدى أوساط المتعاملين.
وبشكل عام، فإن حركة النشاط ستكون اكثر تركيزا على اسهم الشركات التي تدور حولها معلومات او اشاعات تتعلق بالأرباح او الصفــقات او العقود.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )