قال الرئيس التنفيذي للعمليات في «زين ـ السودان» هشام مصطفى علام لـ «رويترز» إن أكبر مشغل للهاتف المحمول في السودان يتحرك بحذر نحو الجنوب الفقير في حين تدرس الشركة مستقبل سوق غير مستغلة نسبيا ولكنها تنطوي على تكلفة مرتفعة وعدم استقرار.ورغم تأثير العقوبات الأميركية والمعارك ما حال دون الاستثمار في قطاعات أخرى ازدهرت سوق الهاتف المحمول في السنوات الأخيرة وأضحت البلاد سوقا افريقية مغرية لشركات الهاتف المحمول.
وتصل حصة شركة الاتصالات المتنقلة (زين) إلى 60% من السوق في السودان واستثمرت 300 مليون دولار او نحو 20% من إجمالي النفقات الرأسمالية في السودان على مدار السنوات الخمس الماضية في الجنوب، ويقول علام ان المنطقة مازالت تمثل جزءا ضئيلا من الإيرادات.
وذكر علام في مقابلة في مكتبه بالخرطوم «ثمة إمكانيات في جنوب السودان ولكن هناك تحديات ضخمة، احدى المشاكل التي نواجهها التكلفة المرتفعة لبناء مواقع ومد (الكيبلات) في الجنوب».وقال إن بناء شبكة فائقة السرعة مكلف جدا في الجنوب لأنه ينبغي على الدولة المغلقة الاعتماد على شمال السودان او كينيا للوصول لكيبلات تحت المياه.
كما ان الشكوك بشأن خطط الحكومة الجديدة في الجنوب تجاه تنظيم القطاع تزيد من تعقيد الصورة، وقال ان شركات الاتصالات العاملة في الجنوب تسلمت في الأسبوع الماضي خطابا من حكومة جنوب السودان يطالبها بتعليق عملها حتى تصدر الحكومة قواعد جديدة للقطاع مما قد يضطر «زين» لتأجيل بعض أنشطة بناء أبراج الاتصال ومد الكيبلات.
واعترف علام بان «زين» التي رفعت عدد أبراج الاتصالات من ثلاثة أو أربعة قبل خمسة أعوام لحوالي 150 في الجنوب حاليا بدأت توسعها في الجنوب لأسباب خاصة بتغطية الشبكة وليس الربح.
وقال «قرار «زين» التوسع في جنوب السودان كان قرارا استراتيجيا محضا ولم يكن قرارا تجاريا ففي ذلك الوقت كان لدينا زين اوغندا ـ وزين كينيا ولا يمكن ان تكون لديك شبكة واحدة من دون جنوب السودان».وتابع «بعدما قيل، نعتقد ان ثمة فرصة في جنوب السودان، لن نقول ان جنوب السودان لن يفيد العمل، مازالت هناك فرصة للعمل في جنوب السودان حين تبدأ الأمور في الاستقرار وتتوافر البنية التحتية هناك».ولـ «زين» نحو 10.5 ملايين مشترك في السودان وتعمل إلى جانب شركات منافسة هي «ام.تي.ان» من جنوب افريقيا والشركة السودانية للاتصالات (سوداني).
وتغطي السوق السودانية للهاتف المحمول نحو 40% من عدد مواطني البلاد البالغ 40 مليون نسمة، ومنح الجنوب ويقطنه نحو ثمانية ملايين نسمة تراخيص للهاتف المحمول لشركتين أخريين.