سيطرت حالة من الترقب لجملة متغيرات سياسية ومؤشرات اقتصادية على مجريات التداول في سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) امس، لاسيما مع توالي اعلانات ارباح الربع الثالث، ما شكل محطة لالتقاط الانفاس لدى المحافظ والصناديق الاستثمارية.
وقال محللون ومسؤولون في شركات مدرجة في البورصة لـ «كونا» ان البورصة تشهد منذ بدء التداولات عمليات اقتصادية بحتة تتعلق بالمضاربة السريعة وعمليات جني الارباح والعزوف المؤقت من جانب بعض المجموعات الاستثمارية ستستمر على حالها حتى استقراء الوضع الراهن.
وذكروا أن البورصة بما تمتلكه من قيمة رأسمالية تتجاوز 58 مليار دينار في شركاتها المدرجة البالغ عددها 192 شركة، قادرة على استيعاب مثل هذه الظروف والنهوض ثانية لتحقيق ارقام قياسية في كل مؤشراتها.
من جهته، قال رئيس مجلس الادارة في شركة الزمردة للاستثمار جاسم زينل ان معظم أسواق المال العالمية ومنها السوق الكويتية تتأثر بشكل كبير بأي متغيرات تنعكس على أدائها ومن الطبيعي أن تتجاوب البورصة مع تداعيات التشكيلة الحكومية الكويتية المنتظرة وماستؤول اليه المرحلة المقبلة.
وأضاف زينل ان سرعة اتخاذ القرار في الاعلان عن اعضاء الحكومة الجديدة ستؤثر عليها ايجابيا لأن مرحلة الترقب لاتفيد المتداولين والسوق بصفة عامة.
وذكر أن نتائج الربع الثالث لبعض الشركات المدرجة أثرت على مجريات السوق كما أن ارباح الربع الأخير من العام الحالي سترسم ملامح المؤشر السعري وبعدها سيتم تحديد ما اذا كان المؤشر سيظل على نفس المستوى أم سيحقق مزيدا من القفزات القياسية.
من جانبه، قال المحلل المالي نايف العنزي ان اعلانات الشركات المالية المتعلقة ببيانات الربع الثالث مازالت تلعب دورا جوهريا في مجريات التداولات ايجابيا تارة وسلبيا تارة اخرى، وهو ما ظهر على نمط المؤشر السعري الذي يشهد حاليا نوعا من التباين.
وأضاف العنزي انه على الرغم من أن السوق كسرت حاجز مستوى الـ 13 ألف نقطة فان التجاذبات السياسية المحلية المتعلقة بتشكيل الحكومة الجديدة وتلهف المتداولين على معرفة اسماء مرشحي الحقائب الاقتصادية لاستشراف مستقبل التداولات وضعت السوق عند مرحلة عزوف مؤقت عن الشراء أو البيع.
وارجع حالة التباين والترقب التي يمر بها السوق ايضا الى عامل مهم لايمكن اغفاله يتمثل في الخلاف الدائر حاليا بين ادارة البورصة ومجموعة الـ 61 شركة المعترضة على قرارات لجنة السوق في شأن رفض ادراج بعض الشركات، ماشكل عبئا على نفسية بعض المساهمين فيها.
وقال ان التطورات التي تشهدها المنطقة في شأن تصعيد الأمور في بعض المناطق المحيطة اثرت سلبيا على مجريات السوق على اعتبار ان البورصات دائما تبحث عن الاستقرار السياسي والاقتصادي معا واذا افتقدت احدهما تكون وضعية السوق مهتزة.
واوضح ان بداية تداولات البورصة لاسيما الساعة الاولى والتي تشكل مانسبته 30% من حجم تداولات اليوم وتكون مؤشرا حقيقيا لتصور اغلاق المؤشرين السعري والوزني سيطرت عليها عمليات الترقب لما هو قادم خلال باقي وقت التداول.
وتوقع العنزي ان يلامس مؤشر السوق السعري مستوى 13300 نقطة بعد اتضاح الرؤية لأرباح الربع الثالث للشركات والتي يتوقع ان تكون في أوجها خلال الاسبوع الجاري.
وقال رئيس جمعية المتداولين (تحت التأسيس) محمد الطراح ان الخلاف الدائر حاليا بين الشركات المعترضة على سياسة لجنة السوق في شأن الادراج اثر بصورة أو بأخرى على نفسيات بعض المتداولين، ما يستدعي البحث عن حلول فورية ترضي الطرفين حتى تعود البورصة الى سابق عهدها.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )