عمر راشد
تطرح صفحة «عقار خليجي» قضية التمويل العقاري الاسلامي باعتباره من القضايا العقارية المهمة التي نالت ولاتزال اهتماما كبيرا من قبل الكثيرين وباعتبارها احد المصادر الرئيسية لدفع وتنمية وتطوير العقار الخليجي في ظل نجاح الصكوك الاسلامية باعتبارها احدى الآليات الضرورية في تمويل الكثير من المشروعات التنموية، وعلى الرغم من نضج المفهوم «خليجيا» واكتشافه مصريا وازدهاره عالميا، لاتزال تلك الصناعة من وجهة نظــر الكثيــر مــن الخبــراء والمتخصصــين دون المستــوى المطلــوب.
بيع الصكوك
واوضح العديد من الخبراء ان قصور المفهوم نقل الصناعة من الشرق الى الغرب باعتبارها احد مراكز الثقل الرئيسية حاليا في بيع الصكوك وابتكار آليات وأدوات مكنتها من العمل بحرية وبكفاءة اكبر، فهل ستفشل الدول الخليجية في ان تصبح مركز ثقل للتمويل العقاري الاسلامي مثلما فشلت في ان تكون رائدة في قطاعات اخرى كثيرة ليس أقلها او آخرها صناعة «التكرير».
فقد أكد العديد من خبراء العقار الخليجي أن غياب التخصص في صناعة التمويل العقاري ووجود العديد من القيود التشريعية أدى الى تراجع دور الصناعة محليا لحساب شركات وبنوك المال العالمية وأفقد الصناعة دورها القيادي المنشود في احداث التطورات المطلوبة خلال المرحلة المستقبلية في ظل الفوائض المالية النفطية الهائلة وكذلك التطور العقاري الذي تشهده المنطقة.
نمو كبير
على الرغم من عدم وجود أرقام واحصاءات رسمية حقيقية عن حجم قطاع التمويل العقاري الاسلامي الخليجي والأرقام المتداولة في السوق هي عبارة عن توقعات أو دراسات، الا أن القطاع شهد نموا كبيرا في دولة الامارات خلال 2007 حيث بلغ حجم التمويل 25 مليار درهم.
وقد أسس بنك دبي الاسلامي عام 2004، قسم تمويل الـمقاولات لعرض خدماته بصورة فعّالة ومدروسة لهذا القطاع الذي يعتبر عصب النهضة العمرانية.
وخلال فترة وجيزة تمكن البنك من تحقيق انجازات كبيرة في هذا القطاع. وهو الآن بصدد تحقيق ما رمى اليه ليصبح الـمؤسسة التمويلية الرائدة فـي مجال تمويل الـمقاوليـن.
وتغطي خدمات القسم كما هو وارد على موقع البنك على الانترنت التعامل مع مقاوليـن يتعهدون بتنفيذ عقود انشاء فـي عدد من الأنشطة تشمل مقاولين البناء. والأعمال الكهربائية والميكانيكية، والبنية التحتية، والبترول والغاز، والطاقة والمياه وغيرها وذلك.
مشاريع تمويلية
وتوقعت مجلة ميد أن تشهد قيمة مشاريع التمويل الاسلامية نموا ملحوظا يصل الى 30 مليار دولار في العام 2012 وتعتبر أن شكل الازدهار الاقتصادي الذي شهدته دول مجلس التعاون الخليجي اثر ارتفاع أسعار النفط، هو القوة الدافعة وراء تطور سوق التمويل الاسلامي للمشاريع. وتؤدي معدلات النمو الاقتصادي المرتفعة المقرونة بالفائض في الميزانية الى توفّر السيولة في أسواق المصارف الاقليمية، بشكل لم يشهد له مثيل.
ووفقا لبعض المصادر المتخصصة في التمويل العقاري الاسلامي فإن المنتج الاسلامي مرتفع التكلفة وهو أكثر تعقيدا من المنتجات التقليدية والمقياس في نجاحه هو قياس شريحة وأعداد طالبيه، وقد نجح في جذب أكبر وأهم البنوك العالمية، كما نجح في جذب أقوى اقتصادات أوروبا وآسيا.
غياب التخصص
ويعد غياب التخصص في مجال التمويل العقاري الاسلامي من المشكلات التي تحد من تطور القطاع بصورة ملحوظة على الرغم من التطورات الاقتصادية التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن ممثلة في النمو الاقتصادي المتوقع بـ6% خلال 2008 والفوائض النفطية الهائلة لدول مجلس التعاون وزيادة القــدرات المصـرفية الاسلامية.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )