عزا محللون ماليون وخبراء تراجع المؤشر السعري في سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) أكثر من 200 نقطة في بداية تداولات امس الى جملة من الأسباب ساهمت بصورة مباشرة في تذبذب القطاعات المدرجة ما ساهم في فقد المزيد من النقاط فيما اغلق السوق على انخفاض مقداره 334 نقطة.
وحذر المحللون المستثمرين خاصة الصغار منهم من مغبة التحركات العشوائية حيال الأوامر حتى لا يقعوا تحت طائلة العمليات المضاربية لانها السبب الرئيسي وراء هذا الهبوط الحاد ما قد يجعل من عمليات جني الأرباح سببا في المزيد من الهبوط.
واوضحوا في لقاء مع «كونا» أن هناك اسبابا غير واضحة المعالم من جانب الشركــات الـ 61 التي لها جدال طويل مع ادارة البورصة حول ادراج بعض الشركات التابعة لها وهو الأمر الذي اثر على تراجع المؤشرين السعري والوزني منذ بداية افتتاح التداولات.
وقال المحلل المالي علي النمش ان ما حدث في السوق امس أمر طبيعي وصحي، متوقعا ان تطول هذه الحركة الى فترة طويلة على اعتبار أن هناك الكثير من الشركات أسعارها رخيصة لكنها قد تضخمت دون اسباب حقيقية، ومع ذلك فان السوق تمر بفترة تصحيحية صحية.
واشار النمش الى ان ماجعل المؤشر يصل الى هذا الحد هو السيولة الضخمة التي تضخ فيه، وهي ليست من المقومات الصحيحة لصعود السوق على اعتبار انها تحمل المخاطر لأنها لاتجعل البورصة مستمرة في تحقيق قفزاتها القياسية.
واوضح أن هذا التراجع جعل الكثير من المحافظ والصناديق الاستثمارية تعزف عن الدخول في اوامر الشراء، كما انها فضلت الانتظار والترقب لاستقراء ما هو قادم من تراجعات علاوة على اقتناع البعض بانه وصل الى السقف الذي كان يخطط له حين لامس المؤشر مستوى الـ 13 الف نقطة.
وحذر المستثمرين من الدخول في حركات دون دراسة أو قراءة لما يدور على شاشات التداول حتى لا تتفاقم الخسائر جراء هذا الانخفاض الحاد.
اما مدير ادارة الاصول في شركة المدار للتمويل والاستثمار أحمد معرفي فقال ان ما يحدث في البورصة حاليا ما هو الا نتاج التفاؤل المفرط بمستقبل الشركات وارباحها التي وصل اليها المؤشر السعري الذي لامس مستوى الـ 13 ألف نقطة ما ساهم في انتفاخ أسعار أسهم دون سند اقتصادي.
وأضاف معرفي ان الأرباح الاستثنائية التي حققتها بعض الشركات عن الربع الثالث ساهمت أيضا في عمليات الصعود وزادت من الافراط فظن البعض أن السوق سيستمر في تحقيق ارقام قياسية جديدة وكانت النتيجة الحركات التصحيحية القوية.
واشار الى ان انحسار العمليات المضاربية كان سببا مباشرا ايضا في الصورة التي وصل اليها المؤشران السعري والوزني حيث كانت السمة الغالبة هي الترقب بحذر لمعرفة ما هو آت من اوامر ما جعل التحركات خاصة من صغار المستثمرين تغلب عليها العشوائية.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )