في ظل نمو الطلب المتزايد على النفط ووقوف أسعاره على اعتاب الـ 100 دولار للبرميل تتطلع الكويت التي تمتلك 10% من احتياطيات النفط العالمي الى انتاج 50 ألف برميل من النفط الثقيل بحلول عام 2011 ترتفع الى250 ألفا بحلول عام 2015 وكانت شركة نفط الكويت قد اثارت الحديث اخيرا حول مشروع النفط الثقيل الذي خطط له قبل الاحتلال الغاشم للكويت، ولكن بسبب الاحتلال تم تأجيل المشروع الى هذا العام لاقامته، والنفط الثقيل يعرف بان الـ «ايه بي اي» فيه اقل من 20 ويمتاز بثقل كثافته ولزوجته العالية.
يتواجد النفط الثقيل في كل من حقول الوفرة في جنوب الكويت وحقل الرتقة في الشمال وكذلك حقول الروضتين وصابرية، ويمتاز بانه على اعماق قريبة تتراوح ما بين 400 الى 600 قدم وتحديدا في مكمن الفوارس وتقدر احتياطيات النفط الثقيل في حقل الرتقة بـ 11 مليار برميل، والتقنيات المستخدمة في انتاجه هي مضخة حذوة الفرس وهي من التقنيات القديمة التي تعود الى ما قبل 90 عاما، كما يمكن انتاجه عن طريق الحقن الحراري، وقد تم انتاج كميات قليلة منه بالكويت «باستثناء عمليات الوفرة المشتركة» وتعتبر احتياطيات النفط الثقيل من اكبر الاحتياطيات في الكويت، ومن الايجابيات في النفط الثقيل انه على اعماق قريبة، حيث يتم الحفر له عبر حفارات مائية بتكلفة انتاجية قليلة، ولكن تكلفة تكريره عالية، كما انه يحتاج الى بخار حراري لاستخراجه بسبب ثقله وكثافته العالية.
ونظرا للاحتياطيات الضخمة التي تمتلكها الكويت من هذا النفط شكلت شركة نفط الكويت عام 1989 مجموعة لانتاج وتطوير هذه النوعية من النفط من مكمن الفوارس في حقل الرتقة، وقد اعد الفريق دراسة كاملة بالاستعانة ببعض البيوت الاستشارية الا ان الدراسة فقدت اثناء الاحتلال الغاشم للكويت عام 1990 ولم تكن اولويات شركة نفط الكويت انتاج هذا النوع من النفوط لذلك لم ينل المشروع الاهتمام الكافي بعد التحرير، ولكن في الاعوام القليلة الماضية اتجهت معظم دول العالم الى الاهتمام بهذا النفط، خصوصا بعد ارتفاع اسعار النفط الى مستويات قياسية، وكانت اكثر الدول اهتماما بالنفط الثقيل المملكة العربية السعودية التي تسعى جاهدة لتنفيذ مشروع التبخير الحراري لاستخراج النفط الثقيل.
ويتميز النفط الثقيل بكثافة ولزوجة عاليتين فهو اشبه بالقطران ومن هنا تكمن صعوبة ضخه لانه لا يتدفق بسهولة، وهذه الخاصية تشكل تحديا امام عملية تقدير احتياطياته واحتساب معامل الاستخراج وكذلك في عملية نقل مثل هذه النفوط الى معامل التكرير عبر خطوط الانابيب، لذا يتطلب استخراج هذه النوعية من النفوط الصعبة استخدام جميع الموارد المتاحة فهي تحتاج لتمويل ضخم واستثمارات طويلة الامد، كما تتطلب نقل التكنولوجيا من الشركات التي تتمتع بالخبرة الدولية في قطاع انتاج النفط الثقيل الى شركات الخدمات المتخصصة.
لهذا السبب يتزايد الاهتمام يوما بعد يوم بالتكنولوجيا التي تعظم من كفاءة انتاج ونقل وتكرير النفط الثقيل حيث يتمثل التحدي في ايجاد افضل الطرق لانتاج ونقل هذه النفوط الثقيلة، وفي السنوات القليلة الماضية شهد العالم تقدما ملحوظا في تكنولوجيا النفط الثقيل خاصة فيما يتعلق بالتصوير الزلزالي عن بعد وتحسين معامل الاستخراج بتقنيات الحقن الحراري وكذلك في مجال الحفر واستكمال الآبار وهي نجاحات بدأت تشجع على موجة جديدة من الاهتمام بالزيت الثقيل.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )