هشام أبوشادي
رغم انتهاء الشركات من اعلان نتائجها المالية لفترة التسعة اشهر من العام الحالي والتي اظهرت نموا قياسيا في مجمل الارباح مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، الا ان طابع التذبذب في مجريات التداول ظل مسيطرا على السوق، وهذا يعود لاسباب عدة ابرزها الصعوبة التي تواجهها اوساط المتعاملين في تحديد اتجاهات السوق والتي تنعكس على قراراتهم وتحول دون بناء مراكز مالية لآجال متوسطة وطويلة المدى، بل ان الغالبية يغلب على قراراتهم الشراء والبيع في اليوم نفسه او الشراء في اليوم نفسه والبيع في اليوم التالي، سواء بأرباح او خسائر، وهذا خلق نوعا من الضغوط على السوق، خاصة ان اغلب الصناديق والمحافظ المالية تعمل على الدفاع عن مراكزها المالية الاساسية دون التورط في ضخ سيولة مالية كبيرة، الا اذا كانت هذه السيولة توجه نحو اسهم قيادية كما حدث على سهم الهواتف المتنقلة الذي رغم صعوده المتواصل الاسبوع الماضي الا انه اثر سلبا على مجمل الاسهم، وبالتالي انعكس ذلك على مؤشري السوق، حيث شهد المؤشرالسعري ارتفاعا محدودا، فيما ارتفع المؤشر الوزني بشكل ملحوظ نسبيا، فعقب نزول لمدة ثلاثة اسابيع اغلق المؤشر السعري على 12538.6 نقطة مرتفعا بمقدار 4.7 نقاط ما نسبته 0.4% مقارنة بالاسبوع قبل الماضي، وهو ما يعد ارتفاعا محدودا، ويظهر مدى التذبذب في اسعار اغلب الاسهم، خاصة الشركات الرخيصة، وتقدر المكاسب التي حققها المؤشر السعري منذ بداية العام بحوالي 2471.2 نقطة بارتفاع نسبته 24.5%.
ونظرا للمكاسب الكبيرة التي حققها سهم الهواتف المتنقلة، فإن ذلك ادى لارتفاع المؤشر الوزني بشكل ملحوظ محققا ارتفاعا قدره 10.76 نقاط ليغلق على 727.77 نقطة مرتفعا بنسبة 1.5% مقارنة بالاسبوع قبل الماضي لتصل المكاسب التي حققها منذ بداية العام الى 196.06 نقطة بارتفاع نسبته 36.9%.
وحققت القيمة السوقية ارتفاعا الاسبوع الماضي قدره 852 مليون دينار لتصل الى 59 مليارا و388 مليون دينار بارتفاع نسبته 1.5% مقارنة بالاسبوع قبل الماضي، فيما بلغت المكاسب السوقية المحققة منذ بداية العام 16 مليارا و271 مليون دينار بارتفاع نسبته 37.7%.
وتباينت المتغيرات الثلاثة ما بين الصعود والهبوط، ففي الوقت الذي سجلت فيه كمية الاسهم المتداولة انخفاضا بنسبة 7% والصفقات بنسبة 4.6% مقارنة بالاسبوع قبل الماضي ارتفعت قيمة الاسهم المتداولة بنسبة 6.5%.
تحديد الاتجاهات
على الرغم من حالة الاستقرار العام للسوق الا ان هناك صعوبة كبيرة تواجه اوساط المتعاملين في تحديد اتجاهات السوق في الفترة المتبقية من العام الحالي، وما ينعكس على حركة التداولات بالتذبذب اليومي، فمخاوف البعض خاصة الصغار وبعض المجاميع منذ نزول السوق تحول دون ضخ سيولة مالية كبيرة، الامر الذي يدفع لتفضيل الغالبية المضاربات السريعة، فيما ان اغلب الصناديق والمحافظ المالية تسعى لزيادة نسبة السيولة المالية وذلك من خلال عمليات تصعيد لبعض الاسهم، سواء القيادية التي لا تمتلك محفزات جديدة للصعود او الرخيصة، ومن ثم البيع كما حدث الاسبوع الماضي، فمعظم الصناديق والمحافظ المالية تقوم منذ فترة بتحويل الارباح غير المحققة الى ارباح محققة استعدادا لميزانية نهاية العام، وهذا الاتجاه الواضح سيؤدي الى استمرار حالة التذبذب العام للسوق، لكن في نطاق محدود، وذلك لمنع موجة بيع قوية خاصة من قبل حملة السهم الآجل.
الشركات القيادية
المتابع لحركة اسهم الشركات القيادية منذ عودة السوق الى التماسك يدرك انها تحافظ على اسعارها، خاصة اسهم قطاع البنوك، اما الاسهم القيادية في القطاعات الاخرى فإنه باستثناء سهم الهواتف المتنقلة فإن طابع البيع يسيطر على تداولاتها، اما سهم الهواتف المتنقلة فإنه يشهد لاول مرة ارتفاعا متواصلا، فيما ان السوق يشهد انخفاضا خاصة اغلب اسهم الشركات المرتبطة بالهواتف المتنقلة وموجة الشراء القوية على سهم الهواتف تعود الى اعلان الشركة عن زيادة رأس المال، ولكن الأهمية الكامنة في هذا الأمر انه يبدو ان هناك مفاجأة في عملية زيادة رأس المال، وهذه المفاجأة ستكون في نسبة الزيادة وقيمة علاوة الاصدار.
فسيناريو صعود سهم الهواتف نفسه يتشابه مع السيناريو الذي شهده عقب اعلان الشركة عن ارباحها وتوزيعاتها السنوية لعام 2006 ونسبة زيادة رأس المال التي تمت بقيمة دينار واحد للسهم.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )