هشام أبوشادي
واصل الأداء العام لسوق الكويت للأوراق المالية اتجاهه النزولي على مستوى جميع المؤشرات مع استمرار حالة شبه الاحجام عن الشراء، وان كان سهما «اجيليتي» و«زين» حظيا بعمليات دعم ملحوظة أدت لاستقرار أسعارهما السوقية، الأمر الذي يرجح صعود السهمين في تعاملات اليوم.
ورغم الانخفاض المحدود في وتيرة النزول لأغلب الأسهم إلا أن ذلك يؤثر على قرارات أوساط المتعاملين من خلال الاحجام عن الشراء، فرغم القناعة بأن أسعار معظم الأسهم في مستويات مغرية للشراء إلا أن استمرار نزول السوق يكبد أوساط المتعاملين خسائر في ظل حالة شبه الاحجام الواضحة من قبل الصناديق والمحافظ المالية الكبيرة، عن الشراء، ففي الوقت الذي تقوم بعض المجاميع الاستثمارية بعمليات دعم لأسهمها لتحافظ على أسعارها الحالية، هناك أسهم لا تحظى بأي نوع من عمليات الدعم على الرغم من نتائجها المالية الجيدة في التسعة أشهر، فالوضع العام للسوق يغلب عليه طابع سياسة القطيع، وخطورة هذه السياسة تكمن في تطبيقها عندما يتراجع السوق وهذا يظهر المشكلة الأزلية في السوق الكويتي التي تتعلق بافتقاره للعمل المؤسسي.
المؤشرات العامة
انخفض المؤشر السعري 30.9 نقطة ليغلق على 12306.5 نقطة، كذلك انخفض المؤشر الوزني 3.51 نقاط ليغلق على 710.33 نقاط.
وبلغ اجمالي الأسهم المتداولة 140.9 مليون سهم نفذت من خلال 5231 صفقة قيمتها 91.4 مليون دينار.
وجرى التداول على أسهم 136 شركة من أصل 195 شركة مدرجة، ارتفعت أسعار أسهم 38 شركة وتراجعت أسعار أسهم 47 شركة وحافظت أسهم 53 شركة على أسعارها و56 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الشركات الخدماتية النشاط من حيث القيمة، اذ تم تداول 38.2 مليون سهم نفذت من خلال 1558 صفقة قيمتها 40.6 مليون دينار، وجاء قطاع الاستثمار في المركز الثاني من حيث القيمة، اذ تم تداول 33.4 مليون سهم نفذت من خلال 1305 صفقات قيمتها 15.7 مليون دينار.
واحتل قطاع العقار المركز الثالث من حيث القيمة، اذ تم تداول 39 مليون سهم نفذت من خلال 1177 صفقة قيمتها 10.3 ملايين دينار.
العمل المؤسسي
عندما يتراجع السوق تظهر الحقيقة المؤلمة والمتمثلة في افتقاره للعمل المؤسسي الذي من المفترض ان تقوم به الصناديق الاستثمارية، فرغم كثرة الصناديق والتي تدير أكثر من 1.2 مليار دينار الا انها لا تقوم بالدور الأساسي لها خاصة الصناديق التي تساهم فيها الهيئة العامة للاستثمار، وعدم القيام بهذا الدور يعود الى الخبرة المتواضعة لبعض مديري صناديق الاستثمار، بل ان الأسوأ ان بعض الصناديق تقوم بعمليات مضاربة بأسلوب أكثر خطورة على السوق من المضاربين أنفسهم، بالاضافة الى ذلك بعض مديري الصناديق والمحافظ المالية الكبيرة يتبعون خطى صناديق أخرى سواء في البيع أو الشراء، وهذا يظهر واضحا من خلال حالة الضعف الشديد في مجمل تداولات السوق في الفترة الحالية، بالاضافة الى ذلك، هناك صناديق تقوم باتفاق غير معلن مع بعض المجاميع المضاربية، وأغلب هذه المجاميع التي تقوم بإدارة أموالها الخاصة تكون أسرع من الصناديق في عمليات البيع ما يكبد مساهمي الصناديق خسائر، فالأداء المتوقع لمعظم الصناديق خلال الشهر الجاري يتوقع ان يكون أقل من الشهر الماضي، ان لم يتكبد بعض الصناديق خسائر.
آلية التداول
استمرت حركة التداول على أسهم البنوك في الضعف مع انخفاض اسعار أسهم اربعة بنوك خاصة، سهم بيت التمويل الكويتي الذي تراجع بشكل ملحوظ.
ورغم الضعف الواضح في تداولات اغلب اسهم الشركات الاستثمارية إلا ان بعضها سجل ارتفاعا محدودا بفعل عمليات الشراء الواضحة مثل اسهم «الصفاة للاستثمار» و«الاستثمارات الوطنية» و«الساحل للاستثمار»، وذلك بفضل عمليات الشراء على هذه الاسهم من قبل بعض المحافظ والصناديق التابعة لها أو الشركات المقربة منها، فهناك معلومات عن احدى الشركات الاستثمارية التابعة لمجموعة الخرافي تقوم بشراء حصة في الاستثمارات الوطنية، واستمرت حالة الضعف الشديد في تداولات اغلب اسهم الشركات الاسلامية خاصة سهم «دار الاستثمار» الذي حقق ارتفاعا محدودا في سعره السوقي، فيما يتماسك سهم الدولية للإجارة الذي يعد من الاسهم التي لا يوجد عليها صانع سوق رغم ارباحها الجيدة وعمليات التوسع التي تقوم بها ادارة الشركة لزيادة ارباحها التشغيلية في السنوات المقبلة.
وحققت بعض اسهم الشركات العقارية ارتفاعا في اسعارها في تداولات مرتفعة نسبيا على بعض الاسهم خاصة عقارات الكويت والشركات المرتبطة بها، وان كان سهم المنتجعات حقق ارتفاعا بالحد الاعلى مطلوبا دون عروض وكما سبق وان اشرنا، فإن هذه الاسهم تعطي مؤشرات بأنها مرشحة للارتفاع.
الصناعة والخدمات
استمر الاتجاه النزولي لأغلب اسهم الشركات الصناعية خاصة سهم مجموعة الصناعات الذي يواصل الهبوط منذ ان اعلنت الشركة عن زيادة رأس المال وقيمة علاوة الاصدار البالغة 800 فلس، وارتفعت نسبيا حركة التداول على سهم القرين للبتروكيماويات وكذلك سعره السوقي.
وفي قطاع الخدمات، تراجعت اسعار اغلب اسهم القطاع رغم استقرار سهمي «زين» و«اجيليتي» وان كانت تداولات الاسهم اقل مقارنة بأول من امس، ولكن رغم استقرار سهم اجيليتي فإن سهم مركز سلطان تراجع بالحد الادنى، وحركة التداولات المرتفعة على سهم السينما تعود الى عمليات نقل بين اطراف تملك حصصا اساسية في السهم، وذلك بهدف تصعيده.
وارتفعت نسبيا حركة التداول على بعض اسهم الشركات الخليجية خاصة سهم اسمنت الخليج الذي حافظ على سعره، فيما تراجع سهم التمويل الخليجي في تداولات ضعيفة.
وبشكل عام، فإن الانخفاض المحدود للسوق امس يعطي اشارات إلى أنه في مرحلة التماسك وقد يشهد صعودا في الفترة المقبلة، ولكن في كل مراحل صعود أي سهم سيكون هناك عمليات جني ارباح.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )