- الوهن والتراخي تسللا إلى نفوس العاملين في مؤسسة البترول وشركاتها التابعة وتدني سقف الإبداع والابتكار
أحمد مغربي
بعد انقضاء ما يقرب من عام ونصف العام على صدور المرسوم الأميري بتشكيل المجلس الأعلى للبترول، لايزال القطاع النفطي يعاني شللا تاما من توقف المشاريع النفطية الكبرى التي عول على إقرارها من قبل المجلس الأعلى للبترول خلال العام الماضي، ومع دخول اعضاء المجلس السنة الثانية منذ فبراير الماضي أصبح هؤلاء الاعضاء أمام تحد حقيقي في ضرورة الاسراع في مناقشة مشاريع معلقة أصبحت «معضلة» في إقرارها وتنفيذها.
فقد اجتمع المجلس الاعلى للبترول خلال العام 2010 حوالي 10 مرات لم يحسم فيها أي مشروع طرح عليه ولاتزال مشاريع نفط وغاز بمليارات الدولارات تنتظر الحصول على الموافقة الرسمية، والسبب في هذا التراخي الخوف من الصراع السياسي الذي بدأ يسيطر على القطاع النفطي ومشاريعه العملاقة.
عضو في المجلس الاعلى للبترول فضل عدم ذكر اسمه قال لـ «الأنباء» ان المجلس فشل خلال عام كامل في تمرير أي مشروع نفطي، وذلك لأسباب جوهرية تكمن في طول الدورة المستندية لتمرير أي مشروع نفطي، فضلا عن المخاوف السياسية التي عرقلت العديد من المشاريع، مشيرا الى أن الشد والجذب بين السلطتين التنفيذية والتشريعية التي أدت الى استقالة الحكومة والانتظار أكثر من 3 أسابيع لتشكيل الحكومة الجديدة كلها عوامل أصابت القطاع بالشلل التام.
وأوضح أن الوهن والتراخي تسللا الى نفوس العاملين في مؤسسة البترول وشركاتها التابعة وتدني سقف الابداع والابتكار، واستشراء ثقافة اقتسام الغنائم استشراء النار في الهشيم، ليس إلا محصلة أولية لترك هذا القطاع نهبا لصراعات المحاصصة السياسية، ولا شك في أن ترك الحبل على الغارب وعدم التحرك الجاد لإنقاذ صناعة النفط الكويتية من هذا المأزق ستكون لهما آثار كارثية سيدفع ثمنها الجيل الحاضر وبعده كل الاجيال القادمة.
وأضاف قائلا: لا شك في ان الوضع فتح الباب على مصراعيه أمام كل عضو من اعضاء المؤسسة التشريعية، بل وغيرهم، سواء من يفقه منهم أو لا يفقه في صناعة النفط شيئا، التدخل في شؤون النفط حتى الفنية منها، ومن ثم تعطيل قدرة هذا القطاع على الحركة، وربما شل إرادة الراغبين في إصلاح أوضاعه عن التحرك.
الجدير بالذكر أن «المجلس الأعلى للبترول» الذي تم إنشاؤه في العام 1974، يخضع لسلطة رئيس مجلس الوزراء ويضم وزيري المالية والنفط. وهو يشهد منذ أواخر العام 2008 موجة من التقلبات، متأثرا بدخول الحكومة بمواجهات مباشرة مع مجلس الأمة حول مشاريع مهمة.