زكي عثمان
كشف رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لمؤسسة الخطوط الجوية الكويتية براك الصبيح النقاب عن احتمالات تكبد «الكويتية» لخسائر مالية تصل الى نحو 50 مليون دينار خلال العامين الماليين الحالي والمقبل وذلك في حال عدم تحويلها الى شركة خاصة بدلا من نظام عملها الحالي. وأوضح الصبيح في تصريحات صحافية على هامش اللقاء المفتوح الذي عقدته «الكويتية» امس مع ممثلي حملات الحج والعمرة للوقوف على آخر ترتيبات موسم حج 2007، ان استمرار اسلوب عمل «الكويتية» بنظام المؤسسة التابع للحكومة وعدم تحويل آلية العمل الى شركة سيكبد «الكويتية» خسائر تصل الى 20 مليون دينار للسنة المالية الحالية 2007 - 2008 ترتفع في السنة المالية التالية 2008 - 2009 الى نحو 25 مليون دينار.
وأكد أن الحل الأمثل لوقف خسائر «الكويتية» يتمثل في تغيير اسلوب عملها وتغيير خطة التشغيل واعادة الهيكلة، مبينا ان النظام الحكومي الحالي الذي تخضع له «الكويتية» يكبل حركتها مما يجعلها تسير مثل «السلحفاة» في حين ان الشركات الأخرى تنطلق في حركتها مثل «الارنب».
وأضاف الصبيح قائلا: لا أستطيع التحرك في ظل النظام الحالي، فهو نظام يكبل الشركة، وعليه لا يجب مقارنتي بشركات منافسة سواء محلية أو اقليمية أو دولية، خاصة ان وضعي مختلف تماما عنهم، واذا اردت ان تقارن «الكويتية» فيجب أن تكون المقارنة بنفس الشركات التي تعمل بنظام عملي الحالي، واذا أردت لي أن أنافس، فعليك أن توفر لي الاسلحة التي أهاجم وأدافع بها عن «الكويتية» سواء أكانت شركة أو مؤسسة.
قرار الخصخصة
وردا على تساؤل حول توجه الحكومة الى خصخصة «الكويتية»، ذكر الصبيح ان قرار الخصخصة بيد الحكومة ومجلس الامة، ولكن اسلوب عمل «الكويتية» هو الذي يجب أن نهتم به حاليا وهو صلب عملي حاليا وبدون التحول الى شركة فلن نستطيع التحول الى الربحية.
وأشار الى ان اجتماعا الاسبوع المقبل سيجمع «الكويتية» مع اللجنة المالية والاقتصادية في مجلس الامة بهدف تقريب وجهات النظر حول مستقبل «الكويتية»، موضحا ان اللجنة تصر على وجهة نظر تتعلق باستمرار العمل وفق نظام المؤسسة ومن ثم تقييم اصولها وطرحها للخصخصة، في حين ان وجهة نظر «الكويتية» تتمثل في أن تتحول في البداية الى شركة ومن ثم تقيم أو تطرح للخصخصة، وذلك حسب توجه الحكومة، وعليه فإن هدفنا الاكبر هو تغيير اسلوب العمل بغض النظر عن طرح «الكويتية» للخصخصة من عدمه.
أسباب الخسائر
وعن سبب الخسائر المتتالية لـ «الكويتية»، قال الصبيح انه بتقييم الاسطول الحالي ونسبة العمالة به، سنجد أنها عمالة كبيرة وعليه ستجد ان الحركة التشغيلية قد تكون مربحة ولكنها قد تتحول للخسائر في المجمل بسبب التكاليف والمصاريف الثابتة.
واكد ان «الكويتية» تعاني حاليا من البيروقراطية والروتين الحكومي مما يحد من حركتها وسرعة عملها، كما تعاني من صعوبة التحويل بين بنود الميزانيات من باب الى آخر، حيث يتطلب ذلك اصدار قانون من مجلس الامة بذلك، كما تعاني الحسابات الختامية من ضرورة اعتمادها من مجلس الامة وهي امور في مجملها من اكبر المعوقات التي تحد من عمل «الكويتية».
تحديث الاسطول
وعن خطط تحديث اسطول «الكويتية» الحالي، اكد الصبيح ان «الكويتية» لن تتمكن من تحديث الاسطول ما دامت تسير على نفس نظام العمل الحالي، مبينا ان التحول الى شركة هو الباب الاول لسرعة تحديث الاسطول رغم وجود اكثر من فكرة حالية، ولكنها افكار تعتمد على ما هو متوافر بالسوق، وبالتالي قد لا نستطيع تطبيقها في الوقت الراهن.
أصول «الكويتية»
وقد اكد الصبيح صعوبة تحديد اصول «الكويتية» في الوقت الراهن، مشيرا الى ان هذا الموضوع يحتاج الى جهة محايدة عالمية للقيام به، موضحا ان «الكويتية» ستقوم باختيار احد بيوت الاستشارات العالمية للقيام بهذه المهمة، وذلك عند القيام بعملية تقييم الاصول. ولكن الصبيح عاد وجدد القول ان «الكويتية» لو انها قامت بعملية تقييم اصولها منذ 10 سنوات بدلا من الانتظار الى اليوم لكانت حققت ما بين 4 و5 اضعاف ما ستحققه اليوم عند تقييم الاصول.
اللقاء المفتوح
هذا وقد شهد اللقاء المفتوح الذي دعت اليه «الكويتية» امس ممثلي حملات الحج والعمرة لتناول آخر مستجدات موسم الحج للعام الحالي، اقبالا جيدا، حيث تم التناقش حول الصعوبات التي تواجه الحملات والجهود التي تقدمها «الكويتية» لتذليلها.
وقد كشف رئيس لجنة الحج والعمرة بالكويتية هادي العازمي عن ان المؤسسة طرحت ولأول مرة هذا العام خدمة ارسال موظفي خدمات الركاب الى مقار الحملات للقيام بعمليات التشييك واعطاء الركاب بطاقات صعود الطائرة، وهو الامر الذي سيوفر الوقت والمجهود على حجاج بيت الله الحرام. وذكر ان «الكويتية» ستوفر 6 رحلات ذهاب الى المدينة المنورة و18 رحلة ذهاب الى جدة في حين ان رحلات العودة تتضمن رحلة واحدة من المدينة المنورة و24 رحلة من جدة، مضيفا ان اجمالي الحجاج لهذا العام على «الكويتية» هو 1447 حاجا في رحلات الذهاب الى المدينة و4964 حاجا الى جدة في حين ان رحلات العودة تتضمن رجوع 130 حاجا من المدينة و6257 حاجا من جدة. هذا وقد حضر الاجتماع كل من مدير عمليات المطار في الادارة العامة للطيران المدني وليد النجدي ورئيس قسم امن المبنى بالمطار النقيب عبدالعزيز الحسيني ورئيس قسم التفتيش الامني بالمطار الرائد عيسى الفيلكاوي ومدير إدارة جوازات المطار المقدم مبارك العازمي، حيث تناولوا بالتفصيل مهام عملهم لهذا العام وكيفية تسهيل اجراءات الخروج والعودة من والى الكويت.
تكنولوجيا الاتصالات
من جانبه، قال مدير الخدمات الارضية بـ «الكويتية» ماهر السردي في تصريح خاص لـ «الأنباء» ان المؤسسة سعت للاستفادة من تكنولوجيا الاتصالات الجديدة، حيث قامت بترجمة ذلك لمصلحة العملاء، ولتقوم بتقديم خدمة هي الاولى من نوعها في موسم حج هذا العام، بل الاولى من نوعها في مفهوم الطيران بشكل عام، وهو الانتقال الى اصحاب الحملات لاختيار اماكن المقاعد التي يرغبون فيها وهو ما سيوفر من الاجراءات وتقليل التشابك الذي يحدث في المطار في هذا التوقيت.
واضاف أن قيام الحاج باختيار مكان مقعده سيوفر نحو 90% من اجراءات المطار كما ان الاستمرار في استقبال حقائب المسافرين من خلال مندوبي الحملات قبل السفر بـ 24 ساعة سيوفر نحو 99% من اجراءات السفر، وبالتالي فإن وصول الحاج الى المطار لن يستغرق وقتا، حيث سيتوجه بشكل مباشر الى منفذ الخروج.
واكد ان الخدمة الجديدة تعني مجهودا اكبر على فريق عمل «الكويتية»، ولكنها ستنعكس بشكل ايجابي على راحة الحجاج وفي تنظيم العملية بشكل اكبر.
قائمة طعام جديدة
هذا، وفي نهاية اللقاء قام براك الصبيح ومسؤولو «الكويتية» باستعراض قوائم الطعام الجديدة مع ممثلي حملات الحج والعمرة لإطلاعهم على التغيير الجديد الذي طرأ عليها بشكل يحقق رغبات واحتياجات الحجاج بما يتناسب مع ظروف السفر والعودة، حيث تضمنت القوائم تنوعا كبيرا في الاطعمة والمشروبات عن مثيلاتها في العام الماضي.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )