- لاغارد استفادت من إخفاق دول الاقتصادات الصاعدة في الالتفاف حول مرشح واحد من بين صفوفها
ذكرت وكالة أنباء «بلومبيرغ» الاقتصادية الأميركية في تحقيق لها امس أن وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاغارد التي توجهت بحملتها للفوز برئاسة صندوق النقد الدولي إلى الهند والصين ربما تكون في طريقها إلى هزيمة منافسها الرئيسي المكسيكي كارتنس.
وقبل ساعات من انتهاء مهلة تقديم طلبات الترشيح، حصلت لاغارد على دعم دول الاتحاد الأوروبي، كما أعرب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين عن مساندته لها.
فيما يقول اغوستين كارتنس محافظ البنك المركزي في المكسيك انه حصل على تأييد اثنتي عشرة دولة في أميركا اللاتينية بينما لم ينل مصادقة الأرجنتين والبرازيل.
وقالت بلومبيرغ ان لاغارد استفادت من إخفاق دول الاقتصادات الصاعدة في الالتفاف حول مرشح واحد من بين صفوفها بعد أن تعهدت تلك الدول بإنهاء ستة عقود من اقتصار المنصب على شخصية أوروبية.
وسعت لاغارد إلى صرف الأنظار عن جنسيتها بالتركيز على جنسها ودورها في الجهود الأوروبية لمنع حدوث عجز في سداد الديون السيادية اليونانية.
ونقلت بلومبيرغ عن دومينيكو لومباردي المسؤول السابق في مجلس إدارة صندوق النقد والعضو الكبير في معهد بروكينجز بواشنطن ان «هناك تصورا كبيرا أن لاغارد في صدارة المنافسة. ينظر الكثير من المتحاورين معها أنها أفضل خيار لاحتواء الاضطراب في منطقة اليورو وتجنب ما يمكن أن يتصاعد إلى أزمة منهجية متضخمة».
وسيرأس مدير صندوق النقد القادم المؤسسة التي أصيبت بصدمة شديدة اثر اعتقال مديرها السابق دومينك ستراوس كان الشهر الماضي بتهم محاولة اغتصاب عاملة في احد فنادق نيويورك.
ونفى وزير المالية الفرنسي السابق تلك التهم.
ولم تعلن الولايات المتحدة وهي أكبر مساهم منفرد لدى صندوق النقد بحصة تبلغ حوالي 17% من جملة الأصوات عن تأييدها لمرشح معين.
وقال وزير الخزانة الأميركي تموثي إف غايتنر إن كلا من لاغارد وكارتنس مؤهلان لشغل المنصب.
وترى بلومبيرغ أن تأييد شخصية غير أوروبية لرئاسة صندوق النقد يمكن أن يعني تخلي الولايات المتحدة عن السيطرة على البنك الدولي وهي نتيجة ليس على استعداد لبحثها أعضاء الكونغرس الذين يتخذون قرارا بشأن تمويل بنوك مساعدات التنمية.
ووفقا لاتفاق غير رسمي، تشغل شخصية أميركية عادة رئاسة البنك الدولي بينما يتولى أوروبي مهام صندوق النقد.
ووافق الصندوق العام الماضي على دفع مبلغ قياسي قيمته 91.7 مليار دولار في شكل قروض طوارئ وساهم بحوالي ثلث قيمة حزم الإنقاذ في أوروبا.
وقال سي فريد بيرجستين الذي يرأس معهد بيترسون للدراسات الاقتصادية الدولية في واشنطن ان «وظيفة صندوق النقد هي واحدة من أهم المهام في الاقتصاد العالمي بأسره. المديرون العموميون يحدثون فرقا».
وقال غريغوري مارشينكو رئيس بنك كازاخستان المركزي وهو أحد المرشحين المعلنين لصحيفة «ديلي تليغراف» اول من امس ان انتصار لاغارد «صفقة محسومة». وقال مارشينكو إن سلطات بلاده ستجري مشاورات مع دول أخرى بشأن ترشيحه حتى نهاية عملية الترشيح.
وتنتهي مهلة الترشيح منتصف الليلة بتوقيت واشنطن.
كانت لاغارد وكارستيس بدآ جولات عالمية لحشد تأييد حكومات الدول.
ومن المقرر أن يلتقي كارستيس (53 عاما) وهو شغل منصب نائب مدير صندوق النقد في الفترة من عامي 2003 إلى 2006 بوزير المالية الهندي براناب موخيرجي في نيودلهي اليوم الجمعة وسيكون في واشنطن الأسبوع الجاري قبل أن يتوجه إلى الصين واليابان.
وكان سافر بالفعل إلى البرازيل والأرجنتين وكندا.
وتوجهت لاغارد إلى البرازيل الأسبوع الماضي وتوجهت إلى السعودية ومصر.
وسعت إلى التأكيد على المسؤولين في تلك الدول إلى أنها ستمنحهم نفوذا أكبر في الصندوق الذي يقرض الدول في أوقات الأزمات المالية.
يقول كارتنس الذي كان وزيرا للمالية إنه يتوقع أن تؤيد الاقتصادات الصاعدة ترشيحه بمجرد أن تتحدد القائمة النهائية للمرشحين.
ويسعى مجلس صندوق النقد الدولي إلى اختيار مرشح له بحلول يوم 30 الجاري.