عاطف رمضان
أكدت مصادر مطلعة بسوق الكويت للأوراق المالية لـ «الأنباء» ان تراجع أداء البورصة خلال الفترة الماضية نتيجة عوامل متعددة منها، عدم وضوح الرؤية وتوصيات تقرير «ماكينزي» التي تطرقت لأمور متعددة يحتاجها سوق الكويت للأوراق المالية مثل الشفافية والأمور المتعلقة بإعلانات الشركات، حيث وصفت المصادر توصيات «ماكينزي» بأنها غير مطمئنة أو «غير مبشرة بالخير» للمستثمر.
واضافت المصادر ان «ماكينزي» جهة استشارية عالمية وكونها توصي بفقدان سوق الكويت للأوراق المالية لعناصر أساسية فهذا أمر يشير الى ان هذه التوصيات لا تبشر بالخير في أداء البورصة بالنسبة للمستثمر. ولفتت المصادر الى ان من العوامل الأخرى المتسببة في تراجع السوق زيادة رؤوس أموال بعض الشركات المدرجة والتي يزيد عددها على 30 شركة «مقبلة على خطط زيادة رؤوس أموالها»، حيث قدرت هذه الأموال الضخمة بـ 3.2 مليارات دينار، مما جعل حملة الأسهم يلجأون الى الطريقة الوحيدة لتمويل هذه الزيادات عن طريق تكييش جزء من هذه الأسهم مقابل الدخول في زيادة رؤوس الأموال.
وضربت المصادر أمثلة على ذلك بأنه في حال امتلاك 100 ألف سهم يتم تكييش 20 ألف سهم مقابل الدخول في زيادة رؤوس الأموال، خاصة ان قيمة السهم تكون في حال «الزيادة» أفضل من القيمة السوقية بالنسبة للمستثمر، وفي هذه الحالة نرى «الأسهم» ترتفع لترغيب المستثمرين في شرائها ومن ثم تكون هناك عمليات «تكييش».
ومن الأسباب الأخرى وراء نزول السوق أيضا ذكرت المصادر ان قرب تسكير ميزانيات 2007 للصناديق والمحافظ الاستثمارية أمر له دور مهم في هذه الحالة خاصة ان الصناديق قد رأت انها ربحت بما يكفي خلال الفترة الحالية وان «البيع» فرصة مناسبة لتحقيق الربح.
كما ان من الأسباب كذلك عدم تفاؤل كثير من المستثمرين بأداء الربعين الأول والثاني من العام 2008 معتقدين «من وجهة نظرهم» ان ارباح الصنف الأول من العام 2007 تعتبر أفضل من النصف الأول من العام 2008، مشيرين الى انه في الربعين الثالث والرابع من 2008 ستبدأ جولة الارتفاعات مرة ثانية.
ونوهت المصادر الى ان لجنة السوق ومشاكلها مع الشركات الـ 61 أمر له دور في تراجع السوق الى جانب تزايد الاكتتابات التي تستدعي «سحب سيولة» ضخمة من السوق.
وتوقعت المصادر انه لا صعود إلا على بعض الأسهم المضاربة، مشيرين الى ان الأسهم التشغيلية ستكون في «استراحة المحارب»، خاصة ان هذه الأسهم التشغيلية تراعي موضوع النسبة والتناسب للعائد على القيمة السوقية للسهم.
واوضحت المصادر ان بعض الشركات تنتهج الضغط على أسهمها بالنزول وذلك للإعلان عن أرباح نقدية ويكون العائد على قيمة أسهم السوقي أفضل، واشارت المصادر الى ان السهم عندما يكون سعره دينارا على سبيل المثال ويكون هناك توزيع 50 فلسا نقدا يكون العائد حوالي 5%، أما الحالة الثانية «وهي الأفضل» عندما يكون سعر السهم 600 فلس فيكون العائد 10%.
وفي تقرير متخصص لإحدى شركات الاستثمار المحلية ذكرت فيه ان سوق الكويت للأوراق المالية فشل مجددا في تحقيق عوائد إيجابية وانخفض بمعدل 5.6% خلال شهر نوفمبر.
واشار التقرير الى انه كان من شأن هذا الأداء الذي جاء دون المعدل المتوسط ان أدى الى انخفاض مقارنة بمعدل 26.82% كما بنهاية أكتوبر 2007 ويأتي أداء البورصة الكويتية حاليا في الترتيب الثالث بعد بورصة عمان وقطر.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )