هشام أبوشادي
انقذت عمليات الشراء القوي على اسهم البنوك سوق الكويت للاوراق المالية في اول يوم من تداولات عام 2008 من التدهور الحاد، في الوقت الذي شهدت فيه اغلب اسهم الشركات في قطاعي الاستثمار والعقار موجة بيع قوية ادت لتراجع اسعار هذه الاسهم بمعدلات كبيرة.
وعلى الرغم من ان السوق مني بخسائر كبيرة خلال مراحل التداول والتي بلغت نحو 133 نقطة طبقا لما كان متوقعا الا ان عمليات الشراء القوية على اغلب اسهم الشركات القيادية، خاصة البنوك قلصت بشكل كبير خسائر المؤشر السعري فيما دفعت بشكل ملحوظ المؤشر الوزني، الأمر الذي قلل بشكل كبير من حالة الاحباط والتشاؤم التي كانت مسيطرة على اوساط المتعاملين والشراء القوي على اسهم البنوك يأتي في اطار التركيز على اسهم الشركات التشغيلية التي ستكون السمة لحركة التداول للسوق خلال العام الحالي، ويبدو ان الاداء العام للسوق يتوقع ان يشهد تحسنا خلال تعاملات الفترة القصيرة المقبلة والتي يتوقع ان تبادر فيها البنوك بالاعلان عن ارباحها وتوزيعاتها.
المؤشرات العامة
ارتفع المؤشر السعري 51.2 نقطة ليغلق على 12507.7 نقطة، فيما ارتفع المؤشر الوزني 4.25 نقاط ليغلق على 719.25 نقطة.
وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 239.3 مليون سهم نفذت من خلال 6622 صفقة قيمتها 124.3 مليون دينار.
وجرى التداول على اسهم 156 شركة من اصل 196 شركة مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 41 شركة وتراجعت اسعار اسهم 76 شركة وحافظت اسهم 39 شركة على اسعارها و40 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع البنوك النشاط من حيث القيمة اذ تم تداول 25.2 مليون سهم نفذت من خلال 974 صفقة قيمتها 36.8 مليون دينار.
وجاء قطاع الشركات الاستثمارية في المركز الثاني من حيث القيمة، اختتم تداول 92.4 مليون سهم نفذت من خلال 2024 صفقة قيمتها 27.8 مليون دينار.
واحتل قطاع الخليجيات المركز الثالث من حيث القيمة، اذ تم تداول 31.7 مليون سهم نفذت من خلال 751 صفقة قيمتها 19.9 مليون دينار.
نشاط البنوك
على الرغم من ان السوق اغلق على انخفاض الا ان مجمل الاداء جاء اكثر من جيد، فيبدو ان السوق استمر في تطبيق السير في الاتجاه عكس التوقعات، بمعنى انه في حالة الاحباط والتشاؤم المفرط يشهد السوق نشاطا، والتداولات النشطة للسوق امس تعتبر عكس التوقعات وجاءت مفاجئة لاوساط السوق علي الرغم من ان الاسهم التي شهدت نشاطا خاصة البنوك هي الاسهم الاساسية لدى الصناديق والمحافظ المالية الكبيرة، فيما ان الاسهم التي لدى عموم صغار المتعاملين شهدت هبوطا كبيرا، الامر الذي زاد من تكبدهم لخسائر اكبر، خاصة في ظل الانخفاض الكبير لاغلب الاسهم في قطاعي الاستثمار والعقار والتي وصلت لمستويات من الاسعار تعتبر اكثر من مغرية قياسا بالارباح التي ستعلن عنها هذه الشركات.
آلية التداول
قفزت حركة التداول على اسهم البنوك بشكل ملحوظ ما دفع اسعارها للارتفاع لمستويات كبيرة، وذلك بفعل عمليات الشراء القوية حيث جاءت عمليات الشراء بدعم من مبادرة البنوك بالاعلان عن ارباحها وتوزيعاتها والتي يتوقع ان تكون اكثر من جيدة، فضلا عن ان البنوك تعتبر الملاذ الامن في حال تعرض السوق لتقلبات كبيرة، ولكن من الواضح ان عمليات التصعيد لاسهم البنوك جاءت لتقلل من حالة الاحباط التي تسود اوساط المتعاملين.
وسجلت اغلب اسهم الشركات الاستثمارية انخفاضا كبيرا في اسعارها بفعل عمليات البيع الملحوظة على معظم الاسهم، وان كانت بعض الاسهم شهدت تداولات مرتفعة كاسهم صكوك ونور للاستثمار والمال للاستثمار ومشاريع الكويت، كما ان هناك اسهما شهدت ضعفا في تداولاتها وتراجعا ملحوظا في اسعارها، خاصة سهم الدولية للتمويل الذي تراجع بشكل كبير في تداولات محدودة جدا، حيث انه ليس مستبعدا ان يواصل السهم الانخفاض خاصة انه شهد تصعيدا متعمدا مع اغلاقات نهاية العام الماضي، فاغلب الاسهم الاستثمارية التي شهدت تصعيدا متعمدا هي التي منيت بخسائر كبيرة امس، كذلك منيت اغلب اسهم الشركات العقارية بخسائر كبيرة رغم عمليات الشراء على بعض الاسهم الا ان موجة البيع القوية دفعتها للتراجع بشكل كبير مثل اسهم عقارات الكويت والدولية للمشروعات والمنتجعات وجيزان.
الصناعة والخدمات
وعلى الرغم من الضعف الملحوظ في تداولات اغلب اسهم الشركات الصناعية الا ان بعض الاسهم الاساسية شهدت ارتفاعا في اسعارها مثل الصناعات الوطنية وبوبيان للبتروكيماويات.
وفي قطاع الخدمات فان اغلب اسهم الشركات التي تم تصعيدها بشكل متعمد في اخر يومين من تداولات نهاية العام الماضي، تراجعت اسعارها فيما ان اسهم بعض الشركات الاساسية ارتفعت اسعارها كسهم الوطنية للاتصالات الذي ارتفع بالحد الاعلى، فيما حافظت اسهم اجيلتي وزين على اسعارها، وفي قطاع الخليجيات، شهدت اغلب اسهمه ارتفاعا في تداولات قياسية، خاصة على سهم بيت التمويل الخليجي.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )