هشام أبوشادي
قفزت المؤشرات العامة لسوق الكويت للاوراق المالية في تعاملات امس مسجلة رقما قياسيا في اليوم الثالث من تداولات عام 2008، وذلك بدعم من عمليات الشراء القوي على كل الاسهم القيادية وأغلب الشركات الرخيصة، ورغم عمليات جني الارباح التي تخللت عمليات التداول، الا ان السوق تجاهلها وواصل الارتفاع. ومن أبرز العوامل التي تقف وراء صعود السوق سعي الصناديق والمحافظ المالية الكبيرة لتصعيد السوق قبل بدء اعلان الشركات عن ارباحها وتوزيعاتها وانعقاد الجمعيات العمومية حتى يتم فسخ الاسهم بعد الجمعية العمومية على اسعار أعلى مقارنة بالخلافات نهاية العام، وفي نفس الوقت استغلال فورة الصعود المتوقع استمرارها حتى نهاية الشهر الجاري على الاقل لتحقيق مكاسب سوقية، وفي ظل الزخم الراهن للسوق، شجع ذلك المجاميع المضاربية الكبيرة على ضخ سيولة مالية للاستفادة من هذا الصعود، خاصة ان اسعار العديد من الاسهم اكثر من مشجعة للنشاط.
المؤشرات العامة
ارتفع المؤشر السعري 179.8 نقطة ليغلق على 12781.4 نقطة، كذلك ارتفع المؤشر الوزني 11.98 نقطة ليغلق على 736.54 نقطة.
وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 380.5 مليون سهم نفذت من خلال 9981 صفقة قيمتها 184.9 مليون دينار.
وجرى التداول على أسهم 154 شركة من اصل 196 شركة مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 98 شركة، وتراجعت اسعار اسهم 24 شركة وحافظت اسهم 33 شركة على اسعارها و39 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الشركات الاستثمارية النشاط من حيث القيمة، اذ تم تداول 120.8 مليون سهم نفذت من خلال 3533 صفقة قيمتها 51.4 مليون دينار.
وجاء قطاع الخدمات في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 104.7 ملايين سهم نفذت من خلال 2106 صفقات قيمتها 37.3 مليون دينار.
واحتل قطاع البنوك المركز الثالث من حيث القيمة، اذ تم تداول 20.7 مليون سهم نفذت من خلال 755 صفقة قيمتها 32 مليون دينار.
صعود قياسي
جاء النشاط القياسي للسوق أمس في اطار توقعات «الأنباء» بأن السوق سيشهد نشاطا محموما الاسبوع الجاري، ورغم الارقام القياسية التي شهدها السوق امس، الا انه يتوقع حدوث بعض عمليات جني الارباح على بعض الاسهم في تداولات اليوم الاثنين، واذا ما تجاوزت هذه الاسهم عمليات جني الارباح، فإنها ستشهد مستويات سعرية كبيرة.
وايضا رغم الارقام القياسية للسوق امس، الا ان ما حدث من ارتفاع كبير لمؤشر السوق غير مبرر، وليس في صالح السوق، فحتى الدقائق الاخيرة، كان السوق مرتفعا 133 نقطة، الا انه في الثواني الاخيرة ارتفع الى 179.8 نقطة، ما يعني انه اكتسب نحو 46 نقطة في الثواني الاخيرة، وهذا الارتفاع غير مبرر، خاصة انه في حال حدوث عمليات بيع للسوق خلال تعاملات اليوم منذ بداية التداول، فإن السوق سرعان ما سينخفض بمقدار المكاسب التي حققها في تعاملات الثواني الاخيرة امس، الامر الذي قد يزيد من ضغوط الاتجاه النزولي، وبالتالي يؤثر سلبا على مجمل مجريات التداول، ولكن هذا لا يعني ان السوق سيتأثر بشكل قوي، بل من يكون هناك جني ارباح وعودة للشراء والصعود مرة اخرى.
آلية التداول
اتسمت حركة التداول على أسهم البنوك بعمليات الشراء الملحوظ على بعض الاسهم خاصة البنك الوطني وبيت التمويل الكويتي، حيث حقق كل منهما مكاسب ملحوظة، خاصة سهم بيتك الذي تجاوز حاجز الدنانير الثلاثة بقوة، فيما استمر الاتجاه النزولي للبنك الاهلي.
وقفزت اسعار اغلب اسهم الشركات الاستثمارية بمعدلات كبيرة في تداولات مرتفعة نسبيا لبعض الاسهم، فقد ارتفع سهم الاستثمارات الوطنية بالحد الاعلى في تداولات تعتبر نشطة مقارنة بمعدلات تداول السهم السابقة الا انها تعتبر ضعيفة قياسا برأسمال الشركة، كذلك حقق سهم ايفا مكاسب ملحوظة في تداولات نشطة ساهمت في صعود اغلب الاسهم التابعة للشركة بالحد الاعلى خاصة الشركات العقارية التابعة لها.
وحقق سهم مشاريع الكويت بعض المكاسب بعد ان كان صاعدا 40 فلسا خلال التداول الا انها تقلصت الى 20 فلسا بفعل عمليات جني الرباح على السهم، وحقق سهم المال للاستثمار مكاسب ملحوظة في تداولات نشطة مع توقعات بأن يواصل السهم الارتفاع، وعلى الرغم من ارتفاع اغلب اسهم الشركات الاستثمارية الا ان بعض الشركات الاسلامية في القطاع حققت مكاسب محدودة وبعضها لم يحقق مكاسب مطلقا كسهم الدولية للاجارة التي رغم نتائجها المالية الممتازة المتوقعة وكثرة مشاريعها وتحالفاتها الا ان السهم يفتقد الى صناع السوق، الامر الذي جعله من الاسهم الاقل انخفاضا في معدلات الدوران، ويعد ذلك عاملا مهما في عدم جاذبية السهم من قبل اوساط المتعاملين، ورغم التداولات الضعيفة لسهم نور للاستثمار إلا انه حقق مكاسب كبيرة مع توقعات بأن يواصل السهم الارتفاع. وحققت اغلب اسهم الشركات العقارية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة على بعض الاسهم التي ارتفعت بالحد الاعلى مثل عقارات الكويت والدولية للمشروعات وجيزان والدولية للمنتجعات.
ورغم الصعود القوي لهذه الاسهم الا ان اغلب المتعاملين يتخوفون من ان تتراجع مرة أخرى خاصة ان الكثير من المتعاملين فيها تكبدوا خسائر كبيرة، في الوقت الذي يتوقع ان تعلن هذه الشركات عن ارباح جيدة، ولكن القلق تجاه التوزيعات.
الصناعة والخدمات
حققت اغلب اسهم الشركات الصناعية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة على بعضها في مقدمتها سهم مجموعة الصناعات الوطنية الذي حقق مكاسب ملحوظة، كما انه ليس مستبعدا ان يلامس السهم حاجز الدينارين قريبا.
وارتفع سهم الخليج للكابلات بالحد الاعلى في تداولات مرتفعة نسبيا، حيث اعلنت الشركة عن توزيع ارباح نقدية بنسبة 50% واسهم منحة بنسبة 30% كما شهد سهم بوبيان للبتروكيماويات ارتفاعا في تداولاته وصعودا محدودا في سعره السوقي، حيث يتوقع ان تحقق الشركة ارباحا اكثر من جيدة في نهاية العام.
وارتفعت ايضا اسعار اغلب اسهم الشركات الصناعية في تداولات نشطة على بعض الاسهم، فقد ارتفعت التداولات والسعر السوقي لسهمي المخازن العمومية و«زين»، فيما ارتفع سهم المجموعة البترولية بالحد الاعلى في تداولات محدودة جدا مع توقعات بأن يواصل السهم الارتفاع، وذلك بدعم من العقد الذي حصلت عليه الشركة لتوريد نفط الى دولة زامبيا بقيمة 1.2 مليار دولار، وحصل سهم التخصيص الذي ارتفع بالحد الاعلى، على دعم قوي من صعود مجموعة الصناعات ونور للاستثمار، وحققت اغلب اسهم الشركات الخليجية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )