هشام أبوشادي
سيطرت عمليات جني الارباح على حركة التداول في سوق الكويت للأوراق المالية امس خاصة على اسهم الشركات الرخيصة، الامر الذي دفع المؤشر العام للتذبذب صعودا وهبوطا.
ورغم جني الارباح الذي دفع السوق للهبوط في بداية التداول نحو 50 نقطة إلا ان القوة الشرائية التي شهدتها العديد من الاسهم وخاصة التي شهدت عمليات جني ارباح ادت لتلاشي الخسائر التي مني بها السوق ليتحول الى الصعود التدريجي في تداولات قياسية.
واهم ما يميز قوة السوق استمرار قيمة التداول في الارتفاع القياسي، الامر الذي يشير الى ان السوق سيواصل الارتفاع مع استمرار عمليات جني الارباح التي ستكون مصاحبة لحركة التداول، ومن العوامل الايجابية ايضا ان عمليات جني الارباح تحدث على اسهم لتنتقل الاموال الى اسهم اخرى، ما يعني ان هناك سرعة في معدلات دوران السيولة المالية داخل السوق والتي تُعد احد المحركات الاساسية لاستمرار نشاطه حتى نهاية الشهر الجاري على الاقل.
المؤشرات العامة
ارتفع المؤشر السعري 62.4 نقطة ليغلق على 12843.8 نقطة، كذلك ارتفع المؤشر الوزني 4.98 نقاط ليغلق على 741.52 نقطة.
وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 408.8 ملايين سهم نفذت من خلال 11245 صفقة قيمتها 186.9 مليون دينار.
وجرى التداول على اسهم 160 شركة من اصل 194 شركة مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 68 شركة وتراجعت اسعار اسهم 56 شركة وحافظت اسهم 39 شركة على اسعارها و34 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الشركات الاستثمارية النشاط بكمية تداول حجمها 116.9 مليون سهم نفذت من خلال 3048 صفقة قيمتها 45 مليون دينار.
وجاء قطاع الخدمات في المركز الثاني من حيث القيمة، إذ تم تداول 90.2 مليون سهم نفذت من خلال 2464 صفقة قيمتها 37.2 مليون دينار.
واحتل قطاع البنوك المركز الثالث من حيث القيمة، إذ تم تداول 18.5 مليون سهم نفذت من خلال 668 صفقة قيمتها 31.8 مليون دينار.
استمرار النشاط
على الرغم من استمرار التداولات القياسية للسوق إلا ان التلاعب في المؤشر في الثواني الاخيرة مستمر ايضا. فالنقاط التي اكتسبها المؤشر السعري في الثواني الاخيرة اول من امس فقدها في تعاملات امس، الامر الذي اثر على نفسية المتعاملين ودفعهم للإسراع بالبيع خاصة الصغار سواء بأرباح قليلة او خسائر محدودة. واستمر التصعيد في الثواني الاخيرة ايضا امس، حيث ارتفع المؤشر السعري من 33 الى 62 نقطة في الثواني الاخيرة، الامر الذي يشكل مخاطر غير مطلوبة على السوق خاصة ان النشاط الراهن لا يحتاج الى التلاعب بالمؤشر.
بل انه من الضروري عدم التأثير المفتعل على المؤشر لعدم الاضرار بالسوق بشكل عام خاصة ان الصعود المفتعل يخلق فجوات لابد ان يتخلص منها السوق في وقت لاحق، خاصة عندما يقترب من حاجز الـ113 ألف نقطة.
آلية التداول
حافظت اغلب اسهم البنوك على اسعارها ثابتة باستثناء ارتفاع اسعار اسهم 3 بنوك، فيما استمرت حركة التداول على اغلب اسهم القطاع في ارتفاع خاصة على سهمي البنك الوطني وبيت التمويل الكويتي الذي واصل الارتفاع، فمن المتوقع استمرار الاتجاه الصعودي على اغلب اسهم البنوك الذي يعد اول القطاعات التي تبادر بالاعلان عن ارباحها وتوزيعاتها وكذلك انعقاد جمعياتها العمومية.
ورغم استمرار التداولات النشطة على معظم اسهم الشركات الاستثمارية الا ان حركة اسعار اسهم القطاع اتسمت بالتباين بين ارتفاع بعضها وانخفاض البعض الآخر. فقد شهد سهم «المال للاستثمار» تداولات قياسية ادت لارتفاع السهم بالحد الاعلى مطلوبا دون عروض، حيث اشارت مصادر الى ان احد الملاك القدامى في الشركة قام امس ببيع اكثر من 15 مليون سهم، فيما ان الاطراف التي قامت بالشراء تنوعت ما بين محافظ مالية وعموم المتعاملين في السوق، حيث ان هناك ثقة من اوساط السوق تجاه الملاك والادارة الحالية للشركة وتفاؤلا تجاه الأداء المستقبلي للشركة.
وسجل سهم «ايفا» انخفاضا محدودا في تداولات غلب عليها عمليات جني الارباح ولكن من الواضح ان هناك اتجاها لاستمرار الاتجاه الصعودي للسهم بدعم من محافظ وصناديق تابعة للشركة، فيما ان سهم الديرة انخفض بالحد الادنى، وكذلك انخفض سهم كويت انفست بشكل ملحوظ في تداولات محدودة، حيث يعتبر السهمان من الاسهم التابعة لشركة «ايفا» واستمر الاتجاه الصعودي المحدود لسهمي «الاستثمارات الوطنية» و«مشاريع الكويت».
وارتفعت نسبيا حركة التداول على سهم «الدولية للإجارة» الذي تجاوز بصعوبة حاجز الـ 500 فلس.
وحققت اغلب اسهم الشركات العقارية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة على بعض الاسهم، خاصة سهم عقارات الكويت الذي شهد تداولات قياسية، غلب عليها عمليات البيع لجني الارباح الا ان السهم حقق ارتفاعا محدودا، كذلك شهد سهم الدولية للمشروعات عمليات مضاربة وجني ارباح، حيث ارتفع خلال التداول بالحد الاعلى البالغ 230 فلسا إلا ان عمليات جني الارباح قلصت المكاسب الى 224 فلسا، كذلك الامر بالنسبة لسهم «جيزان» الذي ارتفع بالحد الاعلى البالغ 315 فلسا لتتقلص مكاسبه الى 295 فلسا، بفعل جني الارباح، وحقق سهم الانماء العقارية ارتفاعا بالحد الاعلى في تداولات نشطة. وبشكل عام فإن اسهم الشركات العقارية يتوقع استمرار نشاطها مع سيطرة عمليات المضاربة على حركة التداول الا ان الاسهم التي يقف وراءها ملاكها ستكون الاكثر نشاطا.
الصناعة والخدمات
حققت اغلب اسهم الشركات الصناعية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة على بعض الاسهم خاصة سهم بوبيان للبتروكيماويات الذي عاد للارتفاع لمستوى دينار و200 فلس. واستمرت التداولات المرتفعة على سهم مجموعة الصناعات الوطنية الذي حافظ على سعره مع توقعات بأن يواصل الارتفاع، فيما ارتفع سهم اسمنت الكويت بالحد الاعلى مطلوبا دون عروض. وحقق كل من سهمي الانابيب النفطية وبناء السفن ارتفاعا في اسعارهما مع توقعات بأن يواصل السهمان الارتفاع، كذلك واصل سهم الخليج للكابلات الارتفاع القوي رغم ان التوزيعات التي اعلنت عنها الشركة دون مستوى التوقعات.
وانخفض سهم الصلبوخ بالحد الادنى بفعل عمليات البيع القوية وحققت اغلب اسهم الشركات الخدماتية ارتفاعا في اسعارها مع تداولات نشطة على بعض الاسهم، حيث واصل سهم الابراج الارتفاع بالحد الاعلى مطلوبا دون عروض لليوم الثاني على التوالي بفعل عمليات الشراء من قبل مجموعة استثمارية تسعى للحصول على حصة تقدر بنحو 30%، حيث باتت تمتلك 20% حاليا، وواصل سهم «زين» الارتفاع ليقترب الى مستوى اربعة دنانير. وتراجعت اسعار اغلب اسهم الشركات الخليجية في تداولات غلب عليها عمليات البيع خاصة على سهم بنك الخليج المتحد الذي تراجع معروضا دون طلبات.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )