أكد اقتصاديون كويتيون ان الولايات المتحدة الاميركية تعد من اكبر الشركاء التجاريين للكويت وان السوق الاستثماري الاميركي الاكثر أمنا للمستثمرين الكويتيين. وذكروا في مقابلات متفرقة مع (كونا) بمناسبة زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش الى الكويت ان العلاقات الاقتصادية والتجارية بين واشنطن والكويت كالعلاقات السياسية بينهما تتميز بكونها تاريخية ووطيدة.
وقال استاذ الاقتصاد بجامعة الكويت د.رياض الفرس ان الولايات المتحدة من أكبر الشركاء التجاريين للكويت، اذ تمثل واردات الكويت منها نسبة 14% من اجمالي الواردات مما يجعلها اكبر مصدر للسلع للكويت.
واضاف ان حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 9148 مليون دولار في عام 2006 بمعدل نمو 71% مقارنة بعام 2000. وبين ان صادرات الكويت للولايات المتحدة بلغت 3800 مليون دولار في عام 2006 بنمو قدره 41% بينما بلغت الواردات 2348 مليون دولار بنمو قدره 163%، مقارنة بعام 2000. وبين ان انخفاض سعر صرف الدولار لعب دورا كبيرا في زيادة الواردات الكويتية من الولايات المتحدة متوقعا ان ترتفع الواردات خلال الفترتين الحالية والمقبلة خاصة بعد قرار الكويت فـــك ربـــط الدينـــار بالــدولار.
هيئة الاستثمار
واضاف ان استثمارات الهيئة العامة للاستثمار في الولايات المتحدة بلغت نحو 1112.4مليار دولار بما نسبته 52.3% من اجمالي استثمارات احتياطي الاجيال المقبلة بالاضافة الى العديد من استثمارات القطاع الخاص.
واوضح ان العلاقات الاقتصادية على المستوى الرسمي لا تزال دون المستوى المطلوب فالمفاوضات بخصوص توقيع اتفاقية منع الازدواج الضريبي بين البلدين متوقفة منذ فترة طويلة نتيجة لرفض الجانب الاميركي لبعض مواد قانون الضريبة (3/1955) قبل تعديله فيما يتعلق بمعدل الضريبة العالي (55% ) وتطبيقه بشكل خاص على الشركات الاجنبية.
واضاف ان المفاوضات بخصوص منطقة التجارة الحرة مازالت تراوح مكانها منذ توقيع الاتفاقية الاطارية (تيفا) في عام 2004 بسبب عدم تلبية الكويت لمجموعة من الشروط والطلبات الاميركية خاصة فيما يتعلق بحماية الملكية الفكرية وقانون العمل والمواصفات القياسية للواردات وقانـــون الضريبــة.
واكد ان على الكويت اثارة موضوع هذه الاتفاقيات والاسراع في توقيعها لدى زيارة الرئيس الاميركي للبلاد لما في ذلك من تأثير ايجابي في تسهيل التبادل التجاري وفتح الاسواق للاستثمارات، لتعزيز العلاقات الاقتصادية وتنميتها.
مشيرا الى ضرورة استفادة الكويت من علاقاتها السياسية المتميزة مع الولايات المتحدة للدفع نحو الحصول على المزيد من المزايا التفضيلية سواء التجارية او الضريبية لاستثماراتها في السوق الاميركي.
توطيد للعلاقات
من جانبه، رحب رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب في شركة بيان للاستثمار فيصل المطوع بزيارة الرئيس الاميركي للبلاد، وقال ان الولايات المتحدة الاميركية كونها الدولة العظمى الوحيدة في العالم فان معظم الدول تحرص على توطيد العلاقات السياسية والاقتصادية والامنية معها.
وقال ان العلاقات بين الكويت وواشنطن تعود الى اوائل القرن الماضي وتعززت وتوطدت على مر العقود ومرور المنطقة بأزمات وحروب، مبينا ان متانة هذه العلاقات تجلت لدى تعرض الكويت للاحتلال في عام 1990 ووقوف الولايات المتحدة وقفة مشرفة وتحرير الكويت واستمرارها في حماية أمنها.
القطاع النفطي
واضاف ان الولايات المتحدة تعتبر من أوليات الدول التي استثمرت في القطاع النفطي الكويتي مع بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية كما استمرت هذه العلاقة في النمو والاطراد حتى اليوم لتصبح اميركا اكبر شريك اقتصادي للكويت من خلال التبادل التجاري الكبير القائم بين البلدين. وبين المطوع ان مصالح الشعوب اذا كانت تربطها الهواجس الامنية والمصالح الاقتصادية فان العلاقات المتينة التي تربط الكويت والولايات المتحدة تتمتع بهاتين الميزتين بشكل مطلق وواضح، لذا فمن الضروري حماية مصالح الشعب والبلاد من خلال توطيد هذه العلاقة في مختلف المجالات لاستمرار هذه العلاقة التي ينتج عنها الامن والرخاء والاستقرار للبلاد.
واضاف ان الولايات المتحدة اكبر مصدر تجاري للكويت كما ان هناك مباحثات اقتصادية مستمرة بين البلدين للعمل على اعطاء الكويت الافضلية التجارية والانضمام لمنظمة التجارة العالمية.
دور رائد
ومن جهته، قال مدير عام شركة المستثمر العقاري عبد الرحمن الحمود ان العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية بين الكويت والولايات المتحدة لها جذور ومرتكزات قوية حيث يرتبطان بمعاهدات ومواثيق سياسية وعسكرية عديدة.
واضاف: لا احد ينكر الدور الرائد الذي واجهت فيه اميركا قوات النظام العراقي السابق اثناء احتلاله الكويت وتنفيذها لتعهداتها بتحرير البلاد والمساهمة الفاعلة في ذلك.
واوضح الحمود ان الولايات المتحدة من أهم مستوردي النفط الكويتي كما ان هناك العديد من شركات النفط الاميركية تعمل بالبلاد ويعتمد القطاع النفطي والشركات التابعة لها على التكنولوجيا الاميركية في صناعتها.
واضاف ان الولايات المتحدة هي المصدر الاكبر للكويت بالنسبة للصناعة والسلع الاستهلاكية والسلع المعمرة كما يرى المستثمرون الكويتيون سواء على مستوى الدولة ممثلة في الهيئة العامة للاستثمار والهيئات الحكومية الاخرى او القطاع الخاص ممثلا في الشركات الاستثمارية والعقارية والافراد، ان السوق الاستثماري الاميركي هو الاكثر أمنا.
واعرب عن امله ان تكون للعلاقات المميزة بين الولايات المتحدة والكويت او باقي دول الخليج العربي والوطن العربي أثرها في دعم القضايا العربية خاصة في العراق وفلسطين.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )