احمد يوسف
اكدت المنظمة العربية للتنمية الصناعية ان صناعة محركات الديزل واجزائها تشكل فرصة صناعية مهمة في العالم العربي، ومن الممكن ان تصل عائداتها الى اكثر من 1.1 مليار دولار.
ذكرت المنظمة في دراسة اصدرتها حديثا انه يوجد حاليا عشر شركات عربية فقط تنتج هذا النوع من المحركات يغطي انتاجها نحو 13% من حاجة السوق العربي بكامله، مشيرة الى ان انتاج محركات الديزل سيساهم بإسراع عملية التصنيع في العالم العربي، لاسيما ان المحرك يشكل ما بين 35 و 45% من قيمة المعدات، وبالتالي فإن وجود مصدر عربي لهذه المحركات سيعمل على زيادة الاهتمام بصناعة معدات الاستخدام النهائي.
وألمحت الى ان صناعة محركات الديزل تعمل على انعاش الاقتصاد عن طريق التنمية الصناعية في قطاعات المواد الاولية، كصناعة السبائك الحديدية الفولاذية وصناعة المنتجات غير الحديدية والمنتجات المطاطية، كما ستعمل صناعة الديزل على زيادة نقل التقنية ورفع مستوى المهارات بالنسبة للرؤساء والعمال على حد سواء.
وألمحت الى ان التركيز في العالم العربي ينصب بشكل عام على قطاع الزراعة، وبالتالي فإن انتاج محركات الديزل يشجع على ميكنة المزارع وتنمية المواصلات وهما العمود الفقري لبرامج التنمية الزراعية، لذا فإن صناعة محركات الديزل وتكاملها في بلدان الوطن العربي يعتبران الخطوة الاساسية في الوصول الى سوق عربية موحدة.
واشارت الدراسة الى ان الطلب العربي على محركات الديزل بلغ ذروته في عام 1981 نتيجة الطلب الكبير في منطقة الخليج العربي على الشاحنات الثقيلة ساعد على ذلك خطة السعودية للتنمية الزراعية والتي تسببت في شراء كميات كبيرة من الجرارات والمعدات الزراعية وطلمبات الري.
وقالت ان ارقام الطلب على محركات الديزل مبنية على تحليل دقيق للنمو المتوقع في القطاعات الاقتصادية التي تستعمل محركات الديزل خصوصا في مجالات النقل والزراعة والري والكهرباء والبناء.
ويتوقع في السنوات العشر المقبلة ان تزيد كمية استهلاك المحركات بنسبة الارتفاع بكل قطاع اقتصادي، اما الطلب فسينمو بشكل اسرع وذلك بسبب الحاجة لاستبدال المحركات المشتراة في اوائل 1980.
وحول الشركات العربية المنتجة لمحركات الديزل، اشارت الدراسة الى انه يوجد حاليا عشر شركات عربية تتركز اهمها في الجزائر والمغرب وتونس ومصر والسعودية تنتج عدة انواع من محركات الديزل تصل لنحو 65 الف محرك سنويا، مشيرة الى ان زيادة الواردات من هذا النوع من المحركات تأتي لسد الفجوة بين العرض والطلب، في العالم العربي، ومعظم الواردات من اوروبا الغربية وتصل مركبة في معدات جاهزة للاستعمال.
ودعت الدراسة الى تأسيس مشروع عربي لانتاج محركات الديزل، فالشركات العربية المنتجة لمحركات الديزل لا تغطي اكثر من 13% من احتياجات السوق، والثغرة بين السوق وما يستطيع المنتجون العرب تحقيقه هي توفير فرصة سانحة لإقامة مشروع انتاج محرك الديزل، اذ ان اقامة مشروع عربي موحد او مشروع اقليمي هي المطلوبة حاليا، لسد الفجوة الصناعية في هذا النوع من المحركات، حيث عليه ان يلبي احتياجات سوق اكبر من طلب اي دولة عربية، ولضمان نجاح المشروع تلزم اقامة شبكة مؤلفة من عدة دول.
واوضحت ان هناك اعتبارات استراتيجية لانشاء صناعة قوية وقادرة من محركات الديزل ويتم ذلك بتوسيع المصانع الموجودة حاليا او بإنشاء مصانع جديدة، مؤكدة اهمية تأسيس بنية اساسية لهذه الصناعة تتضمن صناعات معدنية متطورة وأيادي عاملة خبيرة في مجالات عديدة لتشكيل المعادن والسباكة والمعالجات الحرارية، بالاضافة الى مديرين ذوي خبرة في إدارة الشركات الكبرى.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )