قال محلل نفطي أميركي بارز امس ان سعر 100 دولار لبرميل النفط الخام لايزال «رخيصا الى حد ما» لأن الطلب العالمي لم يظهر اي اشارات على التراجع، فضلا عن النقص في امدادات الطاقة.
ورفض سيمونز مؤسس سيمونز اند كو انترناشيونال، ومقرها هيوستون فكرة ان ركودا وشيكا في الولايات المتحدة سيحد من ارتفاع اسعار النفط التي تراجعت منذ ان تجاوزت 100 دولار للبرميل في 3 الجاري.
وقال سيمونز «الطلب اقوي مما تخيله احد على الاطلاق»، واشار سيمونز الى ان انخفاض المخزونات وارتفاع الطلب من الصين والاضطرابات السياسية وضعف الدولار كلها عوامل دفعت اسعار النفط الخام لاكثر من 70% منذ اكثر قليلا من عام مضى، ورفض رأي ادارة معلومات الطاقة الاميركية بأن اسعار النفط الخام يمكن ان تتراجع دون 90 دولارا للبرميل هذا العام.
وانخفض الخام الاميركي 1.96 دولار الى 93.71 دولارا اول من امس وسط مخاوف من ان ركودا في الاقتصاد الاميركي يمكن ان يؤدي الى ركود عالمي والحد من الطلب العالمي على الطاقة، لكن سيمونز قال عن الحديث عن ركود اميركي «لا يعني ذلك اي شيء»، واضاف «شهدنا ارتفاعا مطردا لا يهدأ في الطلب العالمي على النفط».
واشار الى انه لا توجد دلائل على ان ارتفاع الاسعار حد من الظمأ العالمي للنفط، وافادت وكالة الطاقة الدولية بأنه من المتوقع ان تختص الصين وحدها بأكثر من 400 الف برميل يوميا، اي ثلث الزيادة في الاستهلاك العالمي للنفط في 2008، وقال سيمونز ان سعر النفط الخام في السنوات القليلة الماضية ارتفع باطراد متجاوزا التوقعات.
من جهة اخرى، عادت اسعار النفط الخام للارتفاع امس في المبادلات الالكترونية في آسيا غداة تراجع كبير في نيويورك بسبب مخاوف من تقلص الطلب على الذهب الاسود، بحسب وسطاء.
ففي المبادلات الصباحية، ارتفع سعر برميل النفط الخفيف «لايت سويت كرود» تسليم فبراير 76 سنتا ليصل الى 94.47 دولارا مقابل 93.71 دولارا الخميس الماضي في نيويورك، حيث تراجع 1.96 دولار.
وارتفع سعر برميل النفط برنت المستخرج من بحر الشمال تسليم فبراير 76 سنتا ليبلغ 92.98 دولارا، وكانت اسعار النفط تراجعت الخميس للجلسة الثانية على التوالي اثر تراجع سعر البرميل في نيويورك، حيث اقفل تحت 94 دولارا تخوفا من ان يؤثر التباطؤ الاقتصادي للمستهلكين الكبار في الطلب على النفط.
ورأى الخبير الاقتصادي ستيف رولز في هونغ كونغ «ان التراجع اللافت الخميس الماضي يشير مجددا الى اقتراب تراجع الاقتصاد الاميركي».
وخفض المحللون في بنك غولدمن ساكس امس الاول توقعاتهم للنمو الاقتصادي بالنسبة لليابان التي تعد المستهلك الثالث للنفط، بعد تأكيدهم الاربعاء الماضي ان الولايات المتحدة «تسير نحو انكماش اقتصادي».
وقد زاد رئيس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) بن برنانكي من التشاؤم السائد الخميس لدى اشارته الى ان «تغيرات اخيرة في التوقعات الاقتصادية ومخاطر على النمو»، ستجعل من الضرر خفض معدلات الفائدة الاميركية مجددا.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )