بدأت وزارة الاتصالات المصرية في الترويج لمصر كمركز لصناعة «تصدير الخدمات أو الحلول» المعروفة باسم «صناعة التعهيد»، تؤتي ثمارها.. فيما أكدت عدة تقارير دولية ان مصر باتت مؤهلة لاحتلال مكانة متقدمة على مستوى الشرق الأوسط.
ومصطلح «تصدير الخدمات أو الحلول» كثيرا ما يقترن ببلدان مثل الهند والصين وروسيا، ولكن يشهد العالم حاليا بروز لاعب قوي جديد في هذا المجال والذي بات يعرف بقدراته المتطورة لتصدير خدمات وحلول تكنولوجيا المعلومات.
وقد جاء في تقرير صدر أخيرا عن «مجموعة يانكي» ان مصر تمتلك كل المقومات والكفاءات التي تمكنها من ان تصل إلى المركز الذي وصلت إليه الهند لتصبح «القوة الجديدة في تصدير الخدمات أو الحلول في المنطقة العربية»، حيث قطعت مصر شوطا كبيرا في سعيها لكي تنضم إلى مصاف كبار المنافسين في قطاع تصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات وخدمات إجراءات الأعمال، إذ إنها تصدر حلول تطوير البرمجيات وحلول مراكز الاتصال ليس إلى بلدان تقع في منطقتها فحسب، ولكنها أيضا بدأت تتوغل بشكل متزايد في القارة الأوروبية المجاورة.
وقد أدى هذا الإقبال المتنامي من دول منطقة التعاون الخليجي لتوريد الخدمات من مصر عوضا عن اللجوء إلى الهند أو أوروبا، إلى استحواذ مصر على حصة كبيرة من أعمال تصدير الخدمات لمنطقة الخليج بحيث باتت هذه المنطقة تشكل 29% من قيمة كل المشاريع التي تنفذها مصر، وذلك وفقا لمرصد مشاريع الاستثمار الشرق أوسطية.
وأشار التقرير إلى ان الهند تحصل حاليا على 60% من إجمالي حجم السوق العالمي لخدمات التعهيد، ووصلت عائداتها من قطاع الخدمات الاقتصادية العابرة للحدود إلى 6 مليارات دولار، فيما بلغت عائداتها الكلية من خدمات التعهيد 22 مليار دولار.
وعلى الرغم من ان الهند تسبق مصر في مجال خدمات التعهيد بنحو 15 إلى 20 سنة، إلا ان المؤشرات الرئيسية تؤكد ان البنية التحتية في قطاع تكنولوجيا المعلومات في مصر أقوى من نظيره الهندي، فعدد مشتركي التلفونات ومستخدمي الإنترنت في مصر يصل إلى 3 أضعاف المشتركين في الهند.
ويؤكد تقرير «المؤشر العالمي لأفضل الدول التي توفر خدمات عالمية» الصادر عن شركة «إيه تي كيرني» الدولية، ان مصر تتمتع بمجموعة من العوامل التي تؤهلها لمزيد من النمو، حيث تحتل موقعا أعلى من دول أخرى في أوروبا الشرقية وأفريقيا، بالإضافة إلى ان الشركات متعددة الجنسيات مثل «سيسكو»، و«غوغل»، و«آي بي إم»، و«مايكروسوفت»، و«أوراكل» و«أورانج» منحت ثقتها الكاملة لمصر، وبدأت تستفيد من إمكانياتها في تقديم الخدمات العابرة للحدود.
وفي هذا السياق، يؤكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري د.طارق كامل ان أمام مصر فرصة كبيرة لتصبح مركزا عالميا لخدمات التعهيد، حيث تتمتع بمميزات فريدة خصوصا بعد قيام الحكومة المصرية بوضع خطط وأهداف طموح للحصول على حصة لا تقل عن 1.1 مليار دولار من سوق التعهيد العالمي بحلول 2010، بزيادة 4 أضعاف حصتها عام 2005 (250 مليون دولار).
كما ان نجاح هذه الخطط سيوفر لمصر نحو 50 ألف فرصة عمل بحلول 2010، منها 25 ألف فرصة عمل متخصصة للمهندسين والإداريين.
وأشار كامل إلى ان مصر تتمتع بالعناصر الخمسة الجاذبة للشركات العالمية لنقل عملياتها إلى السوق المصري، وأول هذه العناصر الرخص النسبي للأجور حيث تتراوح المرتبات ما بين 350 و450 دولارا شهريا، كما ان مصر تتمتع بوجود المهارات العالية والمؤهلة حيث يتخرج في الجامعات المصرية نحو ربع مليون خريج سنويا، وهو ما يتيح فرصا عالية وتنوعا في توفير خدمات التعهيد، ويعتبر الدعم الذي تقدمه الحكومة لصناعة تكنولوجيا المعلومات وتوفير المناخ اللازم للعمل عنصرا ثالثا في عملية جذب الشركات للحصول على خدماتها عبر البوابة المصرية.
وتتطلع الشركات في المقام الرابع إلى توافر تعددية لغوية لخدماتها، وهي ميزة تتيح لمصر احتلال مكانة متقدمة، حيث تتوافر خدمات التعهيد بنحو 9 لغات، مما يشجع الشركات على تجميع عملياتها في منطقة واحدة بدلا من توزيعها على عدة وكلاء في مناطق مختلفة، أما الميزة الخامسة فتتمثل في الموقع الجغرافي الاستراتيجي لمصر حيث تربط بين القارات، وتقع في توقيت عالمي متوسط يؤهلها لخدمة أي منطقة في العالم على مدار الأربع والعشرين ساعة.
وأوضح الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «ايتيدا» م.محمد عمران أن من ضمن أهداف تأسيس الهيئة النهوض بالصادرات المصرية في قطاع تكنولوجيا المعلومات.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )