أجمع مسؤولون في شركات مدرجة في سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) امس أن الطفرة السعرية التي تشهدها مجريات التداولات حاليا ليست قاصرة فقط على السيولة الاجنبية التي ضخت فيه من جانب مستثمريين غير كويتيين.
وحذروا في لقاءات متفرقة مع «كونا» من مغبة الافراط في التعويل على هذا العامل حيث ان هناك عوامل أخرى تساعد وتساند حركة البورصة وفي مقدمتها القوانين الاقتصادية التي أقرت أخيرا وكانت حافزا مهما ولا يمكن اغفالها علاوة على القيمة السوقية التي تتمتع بها البورصة ما يعزز متانتها.
وقالوا ان الحديث عن وجود سيولة مستثمرة في البورصة يجب الا يتخذ من جانب البعض كذريعة لترويج شائعات تغرر بالمستثمرين لاسيما الصغار منهم حتى لا تنتفخ أسعار أسهم رخيصة ما ينعكس على ارتفاعات تحققها البورصة دون سند استثماري ولكن مضاربي.
وعزا نائب رئيس مجلس الادارة في شركة الاستشارات المالية (ايفا) صالح السلمي عوامل الدفع الاخيرة والتي كانت سببا مباشرا في استقطاب السيولة المالية الاجنبية الى محفزات اخرى ومنها اقرار بعض القوانين واخرها تخفيض نسبة ضريبة الدخل على الاستثمارات الاجنبية.
وقال السلمي ان الاموال التي ضخت في السوق هي من جانب مؤسسات استثمارية مرموقة واستثماراتها معروفة ولديها تحليلاتها التي تؤكد ان ما يتم ضخه في اي سوق يعتمد في المقام الاول على البيئة الاستثمارية وهو ما حققته لهم البورصة الكويتية.
من جانبه امتدح نائب رئيس مجلس الادارة في شركة «نور» للاستثمار ناصر المري الأداء الجيد للبورصة الكويتية حاليا، متوقعا أن تكون في بؤرة اهتمام المستثمرين الأجانب لاسيما خلال الأعوام القليلة المقبلة نظرا للظروف الايجابية التي تعيشها حاليا.
وقال المري ان قطاعي الاستثمار والخدمات سيشهدان مزيدا من تحقيق القفزات السعرية ما يعود بالنفع المباشر على باقي القطاعات المدرجة في السوق حيث يلقى استقطاب الاستثمارات الأجنبية داعين المستثمرين الى اليقظة.
اما مدير ادارة الاصول في شركة «آدام» مهند المسباح فقال ان اقوى العوامل المحفزة لتحقيق الارقام القياسية للبورصة بسبب ضخ سيولة أجنبية ساهمت في هذه الفورة التي تشهدها لاسيما أن المناخ موات والسوق مؤهل بالفعل للصعود جراء الأداء التشغيلي الجيد لمعظم الشركات المدرجة.
وعبر المسباح عن تخوفه من استغلال البعض عامل التسريبات من خلال وجود هذه السيولة الاجنبية ما قد يدفع بعض الجهات ذات المصلحة الى التفخيم من هذا العامل لاسيما مع افتقاد المعلومات والشفافية وعدم وجود جهات رسمية تعلن عن مصداقية الارقام التي يتم الكلام عنها.
وقال ان البورصة الكويتية الوحيدة من بين الأسواق في العالم التي لا تعلن عن أحجام الأموال ما يفقدها شفافية قد تستخدم في غير الصالح.
ومن جهته اوضح المحلل المالي في الشركة الرباعية للوساطة المالية ميثم الشخص ان السوق نتيجة لتهيئة المناخ المناسب تلقى اموالا من مستثمرين من السعودية والامارات ودول أوروبية أخرى ما بث حالة من التفاؤل لدى أوساط المتداولين ولكن يجب الحيطة والحذر من الأعمال المضاربية التي قد يتخذها البعض تحت وطأة هذه السيولة.
ودعا الشخص المستثمرين لاسيما الصغار منهم الى عدم الهرولة مع تيار الصعود أو الهبوط حول الأسهم والتأني بقدر الامكان بقراءة استثمارية صوب الأسهم المراد الدخول عليها سواء بالشراء أو بالبيع حتى لا تكون هناك خطوات تضلل البعض جراء الانجراف وراء التيارات المضاربية.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )