هشام أبوشادي
اشعلت الاموال الاجنبية والخليجية حركة التداول في سوق الكويت للاوراق المالية امس والذي وصلت فيه القيمة لمستوى تاريخي في حال استثناء التداولات التاريخية للسوق في 18 ابريل الماضي والتي سجل فيها السوق قيمة تداولات بلغت 1.8 مليار دينار بسبب عمليات التداول القياسي على سهم الهواتف في ذلك اليوم.
وعلى الرغم من ان جزءا كبيرا من السيولة المالية الاجنبية يمكن وصفها بالاموال قصيرة المدى، الا ان هذه الاموال تركزت بشكل اساسي على اسهم الشركات القيادية في مختلف القطاعات، خاصة قطاع البنوك الذي شهد تداولات قياسية قادها سهم البنك الوطني، ويلاحظ انه رغم الارقام القياسية للمتغيرات الثلاثة الا ان حركة مؤشري السوق لم تحقق المكاسب التي تتناسب مع قيمة التداول القياسية، الامر الذي يشير الى ان هناك العديد من الاسهم شهدت عمليات جني ارباح قوية قللت من مكاسبها التي تحققت اثناء التداولات.
وفي مقابل الصعود القوي لاغلب اسهم الشركات القيادية، شهدت الحركة السعرية لبعض الاسهم الرخيصة استقرارا رغم التداولات المرتفعة عليها نسبيا.
المؤشرات العامة
ارتفع المؤشر السعري 100.1 نقطة ليغلق على 13359.2 نقطة، كذلك ارتفع المؤشر الوزني 9.85 نقاط ليغلق على 775.82 نقطة.
وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 622.9 مليون سهم نفذت من خلال 14609 صفقات قيمتها 331.9 مليون دينار.
وجرى التداول على اسهم 156 شركة من اصل 196 شركة مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 73 شركة وتراجعت اسعار اسهم 39 شركة وحافظت اسهم 43 شركة على اسعارها و40 شركة لم يشملها النشاط.
وتصدر قطاع الاستثمار النشاط بكمية تداول حجمها 237.7 مليون سهم نفذت من خلال 6021 صفقة قيمتها 104 ملايين دينار.
واحتل قطاع البنوك المركز الثاني من حيث القيمة، اذ تم تداول اسهم 36.3 مليون سهم نفذت من خلال 1055 صفقة قيمتها 61.5 مليون دينار.
وجاء قطاع الخدمات في المركز الثالث من حيث القيمة، اذ تم تداول 102.3 مليون سهم نفذت من خلال 2419 صفقة قيمتها 50.1 مليون دينار.
أرقام قياسية
ارقام قياسية سجلتها البورصة فاقت التوقعات، وذلك بفعل السيولة المالية الضخمة التي تتدفق نحو السوق، والمعلومات تؤكد ان جزءا كبيرا من هذه الاموال لمؤسسات اجنبية وخليجية، وليست المرة الاولى التي تدخل هذه الاموال السوق الكويتي، خاصة ان جزءا كبيرا منها يعتبر اموالا قصيرة المدى وتركز على اسهم الشركات القيادية، خاصة اسهم الشركات التاريخية.
وعلى الرغم من صعوبة تحديد حجم هذه الاموال الا ان حركة التداولات على الشركات القيادية القياسية تشير الى ان هذه الاموال ضخمة، خاصة اذا اخذنا في الاعتبار ان الصناديق الاستثمارية المحلية متخمة بالاسهم، ما يعني ان الاموال ضخمة، لكن هذا لا يعني انها دخلت بشكل مفاجئ امس، بل انها كانت واضحة منذ بداية العام، حيث كان السوق يشهد نشاطا ملحوظا وتدريجيا الى ان وصل الى فورته امس.
وما يدعو الى الحذر من خطورة هذه الاموال على السوق انه رغم ضخامتها امس الا ان حركة المؤشر السعري لم تتناسب في الصعود مع ضخامة هذه الاموال، فقد كان المؤشر السعري مرتفعا حتى الدقيقة الاخيرة بمقدار 63 نقطة لترتفع المكاسب في الثواني الاخيرة الى 100 نقطة.
آلية التداول
حققت اسهم اربعة بنوك ارتفاعا في اسعارها في تداولات قياسية على سهمي البنك الوطني وبيت التمويل الكويتي، حيث حقق كل منهما مكاسب ملحوظة.
واللافت للانتباه التداولات القياسية التي شهدها سهم البنك الوطني والتي في حال استمرارها بنفس هذه المعدلات فإنها تعطي مؤشرات لاهداف استراتيجية.
ورغم التداولات القياسية على اسهم الشركات الاستثمارية الا ان الحركة السعرية اتسمت بالتباين بين الصعود والهبوط، مع سيطرة المضاربات القوية وعمليات جني الارباح على اغلب الاسهم، حيث شهد سهم مشاريع الكويت عمليات ادت لتراجعه من دينار و40 فلسا الى 990 فلسا، كذلك شهد سهم المال للاستثمار عمليات جني ارباح قوية ادت لتراجعه من 360 الى 330 فلسا، كذلك الامر بالنسبة لسهم دار الاستثمار الذي شهد ايضا عمليات جني ارباح، فيما حققت بعض الاسهم مكاسب كبيرة في تداولات قياسية، خاصة سهم المدينة للتمويل الذي ارتفع بالحد الاعلى، كذلك حصل سهم نور للاستثمار على دعم من ارتفاع سهم الصناعات الوطنية بالحد الاعلى.
واستمرت التداولات النشطة على سهم كويت انفست الذي يعد الوحيد ضمن اسهم مجموعة ايفا، والذي حقق ارتفاعا ملحوظا، حيث سجل سهم ايفا نفسه انخفاضا محدودا في تداولات ضعيفة.
وفي قطاع العقار، شهدت اغلب اسهم القطاع تداولات قياسية مع انخفاض اسعار بعض الاسهم وارتفاع بعضها، حيث واصل سهم الانماء العقارية الارتفاع بالحد الاعلى في تداولات قياسية بفعل عملية الاستحواذ التي تقوم بها مجموعة الخرافي على الشركة.
واستمرت التداولات مرتفعة على اسهم عقارات الكويت والدولية للمشروعات وجيزان، الا ان بعضها انخفض بشكل محدود واستقرت اسهم اخرى، فمن الواضح ان هذه الاسهم لم تستفد من صعود السوق، الامر الذي يدفع حملة هذه الاسهم للبيع والدخول على اسهم اخرى اكثر نشاطا، وشهد سهم العقارات المتحدة تداولات قياسية سيطرت عليها عمليات المضاربة وجني الارباح.
الصناعة والخدمات
وحققت اغلبية اسهم الشركات الصناعية ارتفاعا في اسعارها خاصة سهم مجموعة الصناعات الوطنية الذي ارتفع بالحد الأعلى في تداولات قياسية ليقترب السهم من حاجز الدينارين طبقا لتوقعات «الأنباء» في تقارير سابقة.
وسيطرت عمليات المضاربة وجني الارباح على سهم بوبيان الا انه حقق مكاسب محدودة.
واستمرت حركة التداول على اغلب اسهم الشركات الخدماتية في الضعف باستثناء حركة التداول النشطة على بعض اسهم الشركات الرخيصة، فقد شهد سهم الهواتف المتنقلة ارتفاعا بالحد الأعلى بفعل عمليات الشراء والتصعيد من قبل مجموعة الخرافي، واستمر الاتجاه الصعودي لسهم التخصيص الذي ارتفع بالحد الأعلى في تداولات قياسية، اما سهم المخازن العمومية، فقد شهد استقرارا في سعره وتداولات محدودة نسبيا، وقد اشارت الشركة الى انه لم توقع على اتفاقية المحفظة العقارية التي اعلنت عنها ابراج بقيمة 10 مليارات دولار، الامر الذي يتنافى مع ما اعلنت عنه شركة ابراج من التحالف الذي يضم شركة المال والدولية للاجارة، فقد واصل سهم ابراج الارتفاع بالحد الأعلى خلال التداول الا انه فقد جزءا من مكاسبه، ورغم التداولات المرتفعة نسبيا على سهم الميادين الا انه استقر على سعره.
وحققت اغلب اسهم الشركات الخليجية ارتفاعا ملحوظا في تداولات، خاصة سهم اسمنت الخليج الذي شهد تداولات قياسية دفعته للارتفاع الى 520 فلسا مع سيطرة عمليات المضاربة على تداولات السهم، وحقق سهم اسمنت الفجيرة ارتفاعا ملحوظا في سعره السوقي في تداولات محدودة، فيما تراجعت حركة التداول على سهم التمويل الخليجي الذي يمر بعمليات تأسيس على سعره الحالي.
وبشكل عام، فإنه يلاحظ ان اسهم مجموعة الخرافي الاكثر نشاطا في السوق فيما ان مجموعة المخازن وايفا والمجموعة الدولية للاستثمار لم تحظ بمكاسب، بل انها تفتقد الجاذبية.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )