زكي عثمان
علمت «الأنباء» من مصادر نفطية مسؤولة ان اللجنة الفنية المشكلة من قبل شركة البترول الوطنية لتقييم العروض الفنية والمالية الخاصة بمناقصات بناء المصفاة الجديدة قد توجهت الى ولاية هيوستن الأميركية لمتابعة عمليات التقييم النهائية بالتعاون مع شركة «فلوردانيل» الاميركية مستشار المشروع، مشيرة الى ان الوفد قد حمل معه الصناديق الخاصة بالمناقصات تمهيدا لدراستها من جميع الجوانب بالتعاون مع مستشار المشروع.
وقالت المصادر ان الوفد الذي يضم رئيس لجنة التقييم وعددا من اعضاء اللجنة فضلا عن بعض المدراء بالشركة قد سافر الى ولاية هيوستن الاسبوع الماضي، بهدف قضاء فترة اسبوعين للاطلاع على عمليات التقييم التي ستتم بشكل كامل من خلال لجنة التقييم التابعة لشركة البترول الوطنية على مدار نحو شهرين وهو التاريخ المقرر لاختيار الفائزين بمناقصات المشروع الاربع والتي تتنافس عليها أكثر من 7 تحالفات عالمية، ومؤكدة ان الزيارة وهي الاولى للفريق تستهدف اجراء عملية تقييم اولية للوقوف على تفاصيل المناقصات تمهيدا للبدء في المرحلة الثانية التي ستشمل الوقوف تفصيلا على كل مناقصة ومدى التزام المتقدمين لها بالشروط الفنية.
على صعيد متصل قالت المصادر ان فريق العمل المكلف بمتابعة مشروع تحديث المصافي والذي يطلق عليه مشروع الوقود النظيف، بصدد الانتهاء من اعداد الدراسات الخاصة بالتصاميم الاولية الخاصة بتحديث مصفاتي ميناءي عبدالله والاحمدي، مشيرة الى ان فريق العمل الذي أمضى أكثر من عام في أميركا، حيث يقوم بعمليات اعداد التصاميم بالتعاون مع مستشار المشروع شركة فوستر ويلر، سينتهي من اعداد المخططات الهندسية للمشروع بحلول شهر يونيو المقبل، وموضحة ان مرحلة طرح المفاوضات ستكون خلال شهر اغسطس المقبل.
وأضافت المصادر ان المرحلة الثانية من المشروع ستبدأ فور عودة فريق العمل من الخارج وتتضمن الحصول على ميزانية المشروع النهائية، وذلك بناء على ما ستفرزه التصاميم الاولية لعملية التحديث من متطلبات فنية سواء كانت تتعلق بتحديث بعض الوحدات أو بناء وحدات جديدة.
يذكر ان مشروع الوقود النظيف يهدف لإنتاج وقود صديق للبيئة يتوافق مع متطلبات الاسواق العالمية الرامية للحد من التلوث البيئي من خلال استهلاك منتجات تكريرية تحتوي على نسبة منخفضة جدا من الكبريت، كما ان الميزانية المبدئية للمشروع هي مليار دينار.
وحول احتمالات تجاوز ميزانية المشروع النهائية ما هو مرصود لها من حيث المبدأ، ذكرت المصادر ان القيمة الاجمالية للمشروع ستتحدد بشكل نهائي عقب الانتهاء من مرحلة التصاميم الهندسية التي ستحدد نوع وعدد الوحدات وتكلفة تنفيذ ذلك، مشيرة الى ان الملامح الاولية تشير لارتفاع تكلفة المشروع عما هو مرصود له، وذلك بسبب ارتفاع تكلفة تنفيذ أي مشروع نفطي في الفترة الاخيرة والناتج عن ارتفاع اسعار النفط، فضلا عن انشغال ابرز المقاولين العالميين بتنفيذ مشاريع مشابهة على مستوى المنطقة والعالم.
مشروع اقتصادي
ولكن المصادر أوضحت أن ارتفاع تكلفة مشروع الوقود النظيف، لن يمثل عائقا امام عملية التنفيذ كما كان الحال في مشروع المصفاة الجديدة التي تضاعفت تكلفتها 3 مرات وأعيد طرح مناقصتها بسبب المغالاة في عمليات التسعير للمناقصات، مرجعة السبب في ذلك الى ان مشروع الوقود النظيف يندرج تحت قائمة المشاريع الاقتصادية التي ستستطيع تعويض تكلفتها خلال فترة زمنية قصيرة، ومن ثم التحول الى الربح، وذلك بفضل الطلب العالمي المتنامي على منتجات الوقود النظيف، وهو الامر الذي يعتبر عكس مشروع المصفاة الرابعة التي جاءت فكرة بنائها لتلبية احتياجات السوق المحلي من الوقود للوفاء بمتطلبات محطات توليد الكهرباء، وبالتالي فهو مشروع بيئي بنسبة 100% في مرحلته الاولى الرامية لسد احتياجات السوق المحلي، وقد يتحول في مرحلته الثانية الى الجانب الاقتصادي، وذلك عقب تأمين احتياجات السوق والدخول في مرحلة الانتاج لمصلحة العملاء العالميين.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )