عمر راشد - أحمد مغربي
تعزز دول مجلس التعاون الخليجي من ادائها في القطاع النفطي من خلال ضخ مليارات الدولارات في تطوير الحقول وزيادة الاستكشافات النفطية الموجودة على أراضيها.
ووفقا لتقرير الميد عن أداء القطاعات الاقتصادية الخليجية في 2008 وعلى رأسها النفط والبتروكيماويات التي تحتل الاهتمام الاكبر في الاستثمارات المخططة في 2008.
حيث أشار الى ان الكويت تسعى الى تعزيز استثماراتها في القطاع بالدخول في شركات النفط العالمية الى اتفاقيات خدمات فنية معززة بهدف زيادة الانتاج، ومن المتوقع توقيع اتفاقيات مع شيفرون واكسون وموبيل وشل وبريتش بتروليوم وتوتال الفرنسية.
وفي السعودية يتركز الاهتمام حاليا على قدرة المملكة على مواكبة هدفها الطموح برفع انتاجها الخام الى 12.5 مليون برميل يوميا بحلول 2009 من خلال استثمارات جديدة تبلغ 80 مليار دولار.
وفي الاطار ذاته، هناك مشروعات مماثلة في قطاع الغاز تقدر بمليار قدم مكعبة من خلال تطوير انتاج حقل قازان.
وفي قطر يعد تطور حقل برزان للغاز من المشاريع القطرية البارزة وكذلك المراحل التالية من مشاريع الغاز السائل في رأس لفان.
وفيما يلي التفاصيل:
كان لوصول اسعار برميل النفط الى 72 دولارا للبرميل اثرا في انعاش الشركات النفطية لدول مجلس التعاون ودول الشرق الاوسط، والتي جعلها تخطط لزيادة مشروعات الطاقة لديها واستمرارية المشروعات القائمة خلال 2008.
فعلى سبيل المثال تخطط شركة أرامكو السعودية لزيادة انتاجها الى 12.5 مليون برميل يوميا في 2009 وذلك بضخ استثمارات قدرها 80 مليار دولار في تطوير صناعاتها النفطية، وكذلك تحاول ارامكو العمل على تطوير الغاز الطبيعي بها خلال المرحلة المقبلة، وهناك بعض الحقول النفطية سيتم تطوير الانتاج بها بحجم يبدأ من 500 ألف برميل يومي الى اكثر من 1.2 مليون برميل في حقول اخرى.
ومن ضمن الاستثمارات المتوقع تنفيذها في قطاع الغاز الطبيعي تطوير الحقل الموجود في منطقة «الربع الخالي» لإنتاج نحو مليار قدم مكعبة في اليوم، وذلك من خلال ادخال شركات القطاع الخاص العاملة بالقطاع النفطي بقوة جنبا الى جنب الى الحكومة، فمصفاة ينبع سيتم تنفيذها من خلال مشروع مشترك بين أرامكو السعودية وكنكو فيلبس الاميركية بتكلفة استثمارية قدرها 12 مليار دولار اميركي.
وفي قطر، تنوي شركة قطر للبترول ذات الامتداد العالمي بناء اصول للطاقة على مستوى الاسواق العالمية، وعلى المستوى المحلي تنوي الشركة تنفيذ وتطوير استثماراتها في حقل برزان للغاز الطبيعي وحاليا تقوم بتطوير ودراسة الجدوى اللازمة للبدء في تنفيذ المراحل المتقدمة من حقل قطر للغاز ورأس لفان للغاز الطبيعي.
في مملكة البحرين تنهي شركة البحرين للنفط تطوير انتاجها في حقل عوالي للنفط بمقدار 70 ألف برميل وزيادة انتاجها الكلي من الغاز الى 2 مليار قدم مكعبة بدخول شريك اجنبي من خلال طرح مناقصة عامة سيتم الاعلان عنها خلال يناير الجاري والتي - أي المناقصة - تتكون من اربع مراحل مختلفة.
في الامارات العربية المتحدة ستقوم الشركة العالمية للنفط بتطوير حقل «سوبر ابوظبي» للغاز خلال المرحلة المقبلة، والمتكون من مرحلتين تضيف من مقداره 1.2 مليار قدم مكعبة من الغاز.
وفي الاطار ذاته، تسعى سلطنة عمان الى تطوير قطاعاتها الصناعية من خلال العمل على زيادة انتاجها من الغاز الطبيعي بمقدار 2 مليون قدم مكعبة والتي سيبدأ العمل بها خلال 2009.
تنوي الكويت تطوير العقود الخاصة بالخدمات النفطية التي تقدمها الشركات العالمية لحقولها المختلفة حيث من المتوقع ان تبرم المؤسسة اتفاقيات جديدة خلال عام 2008 مع شركات «شيفرون» و«اكسبون موبيل» و«شل» و«البريتش بتروليم» وهي من كبار الشركات العالمية التي تدخل ضمن مجموعة السبع الكبار المعروفة عالميا في مجال الطاقة.
وبالاضافة الى الكويت تنضم كل من العراق وايران الى القائمة بحثا عن تحسين وتطوير قطاع النفط.
ومن المتوقع ان تبرم الشركات المحلية العاملة في الدولتين عقودا مع شركات عالمية وفقا لقانون النفط المعمول به.
وهذا يعني ان الشركات ستجابه بمظاهر عدم الاستقرار الامني في العراق من ناحية أو السياسي كما هو الحال في ايران.
وعلى مستوى الشرق الاوسط تأتي مصر والجزائر في المرتبة المتقدمة في عمليات العمل على تطوير وتحديث القطاع النفطي بصورة عامة.
وفي قطاع البتروكيماويات يقود القطاع السعودي «كالعادة» قاطرة التطوير خلال 2008 من خلال الدخول في مشروعي بتروكيماويات من خلال شراكة استراتيجية بين ارامكو السعودية والداو كيميكل.
في الاطار ذاته، تسعى كل من الامارات وعمان والكويت الى تطوير صناعة البتروكيماويات بها نظرا لمحدودية الاحتياطي من الغاز الطبيعي بداخلها.
وتعد صفقة الداو كيميكل الاخيرة التي عقدتها شركة صناعة الكيماويات البترولية أخيرا اكبر دليل على نية مؤسسة البترول الكويتية على الدخول في تلك الصناعة بقوة ليس على القطاع الاقليمي فحسب وانما على المستوى العالمي.
وتعد قطر الدولة الوحيدة التي تمتلك احتياطيات غاز هائلة مكنتها من تطوير قطاعها في صناعة البتروكيماويات من خلال الدخول في شراكات استراتيجية مع شركة هوناج الكورية الجنوبية واكسون موبيل وشل وكذلك توتال الفرنسية.
تحديات تواجه التطوير
هناك تحديات تواجه تطوير صناعة البتروكيماويات في دول الشرق الاوسط وعلى رأسها الجزائر ومصر والتي تنمو بها الصناعة بطريقة أسرع من التوقعات.
ويقول الخبراء العاملون في قطاع النفط ان عام 2008 سيكون عام صناعة الكيماويات البترولية، والتي ستؤدي الى زيادة العمل على تفعيل وتطوير الصناعات النفطية بصورة عامة من خلال الاستغلال الامثل للفوائض المالية المتراكمة.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )