استبعد مسؤولون في شركات كويتية مدرجة في سوق الأوراق المالية (البورصة) أن يؤثر تأخر اعلان أرباح الشركات المدرجة، على سيناريو التداولات في هذه الفترة نظرا للأداء الجيد لمجمل حركة الأداء بدعم من السيولة المالية التي تتدفق على السوق من مستثمرين محليين أو أجانب.
وقالوا في لقاءات متفرقة مع «كونا» ان المناخ الاقتصادي العام يبعث على التفاؤل بأن ما هو قادم من تداولات ينبئ بأن أمام البورصة مزيدا من الارتفاعات لاسيما بعد طمأنات الهيئة العام للاستثمار حول طبيعة استثمارتها الهادفة في سوق الأوراق المالية.
ونصحوا لصغار المستثمرين عدم التعجل بالتفريط في أسهمهم جراء حالة الترقب والانتظار للاعلان عن أرباح الشركات المدرجة حيث تسعى الفئات المضاربية الى الضغط على السوق لحث البعض على بيع الأسهم بأقل سعر ومن ثم يتم تجميعها للاستفادة من فروقات الأسعار لصالح المضاربين.
وقال رئيس مجلس الادارة في شركة الكويت والشرق الأوسط للاستثمار المالي حامد السيف ان التأخر في اعلان الأرباح يدل على وجود المزيد من التدقيق في الأرقام المالية لكل شركة على حدة وعلى مستويات صحية بدلا من الاعلان عن أرقام قد يكون فيها بعض الاختلافات أو اللبس.
وأضاف السيف ان بعض الشركات المتأخرة قد لا يكون لها ذنب في خلق حالة التباين في البورصة لأنها تنتظر بعض التقيمات المحلية أو الخارجية وقد يكون لدى بعضها شركات زميلة أو تابعة قد تسهم في تأخر الاعلان الشامل للشركة الأم.
وأوضح أن البورصة الكويتية تسير بطبيعة استثمارية صحية تستوعب المتغيرات الايجابية من سيولة مالية سواء كانت أجنبية ام محلية فضلا عن انسجام شركاته مع ارتفاعات أسعار النفط التي أسهمت في ضخ المزيد من الأرباح للشركات المدرجة.
وأشاد بأداء البورصة مع موجة الهبوط التي منيت من ورائها معظم الأسواق المالية في المنطقة وفي العالم بخسائر فادحة في وقت صمدت فيه البورصة الكويتية في وجه هذه المتغيرات بفضل شركاتها القوية والقيمة السوقية لها.
وقال رئيس مجلس ادارة مجموعة الزمردة القابضة محمود حيدر ان التأثير الوحيد بسبب التأخر في اعلان الأرباح للعام الماضي هو حالة الترقب والانتظار ومع ذلك فان السوق مازال يحمل في طياته المزيد من حصد النقاط بل سيصل الى مستويات قياسية جديدة.
وأضاف حيدر انه على الرغم من أن الشركات التي أعلنت عن الأرباح لم تتجاوز نسبتها أقل من 10% من اجمالي الشركات المدرجة الا انها كانت بوصلة لاتجاه ايجابي لسيناريو تداولات المرحلة المقبلة التي من المتوقع أن تؤسس الى أسعار قياسية جديدة.
وأكد متانة السوق الكويتية التي أثبتت بشركاتها أنها لم تتأثر بموجة الهبوط الأخيرة التي ألمت بالأسواق الخليجية وكبدت خسائر كبيرة وهذا يعطي انطباعا للمستثمرين المحليين أولا ثم الأجانب بأنه لا خوف على أداء البورصة حتى مع تأخر الاعلان عن أرباح الشركات المالية لعام 2007.
وقلل مستشار شركة الخليج للوساطة المالية أنس الصالح من التأثير المباشر على مجريات التداولات في البورصة جراء تأخر بعض الشركات المدرجة لاسيما القيادية منها في اعلانات أرباح عام 2007، مشيرا الى أن الشركات التي أعلنت عن بياناتها ومنها بنك الكويت الوطني و«بيتك» كانت ايجابية.
وأشار الصالح الى أن مجريات التداولات منذ بداية العام وهي تشير الى اندفاعات طيبة لمجمل السوق ماكان له أثر ايجابي على القطاعات المدرجة وخاصة قطاع البنوك والاستثمار ما عزز مكانة السوق اذا ما تم مقارنة أدائه ببعض الأسواق الخليجية التي منيت بخسائر كبيرة في الأسبوع الماضي.
وتوقع أن تسير البورصة على وتيرة تحقيق الأرقام القياسية بدعم واضح وصريح من المناخ الاقتصادي المواتي على كل الصعد ما بث الطمأنينة في نفوس المتداولين بأن السوق يتحرك بدافع من العرض والطلب.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )