بإسدال الستار على مجريات التداول في سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) امس فرض مستوى الـ 13.915 نقطة نفسه وبقوة مع الأغلاق الأسبوعي رغم انخفاض المؤشر السعري بواقع 7.9 نقاط وسط حالة من التباين في الأداء تارة والعزوف المؤقت عن الشراء تارة أخرى.
ومع قرع جرس السوق الذي أعلن الدخول في إجازة تستغرق خمسة أيام كان لافتا للنظر الأداء المنطقي لبعض المحافظ والصناديق الاستثمارية التي ارتأت في مستويات الأسعار فرصة مغرية للشراء حتى ان كان من باب مبدأ التحفظ الاستراتيجي لها لأوقات قد تدر عليها ارباحا حال وقوع حركة تصحيحية قوية في السوق.
وحافظت المؤشرات الرئيسية للسوق على نسقها في الساعة الاخيرة مختتمة تداولات منتقاة استهدفت بعض الشركات التي أعلنت أرباحها المالية للعام 2007 والتي جاءت في مجملها أفضل من العام الذي سبقه ولكنها لم ترق الى طموحات الكثير من المتداولين لاسيما مالكي اسهم شركات الخدمات.
«كونا» حاولت أن تستطلع اراء شريحة من المتداولين في أروقة السوق لتتعرف عن كثب على أهم التطورات التي طرأت على البورصة خلال تداولات الأسبوع حيث وضح أن هناك تباينا في رؤى المستثمرين حول المتغيرات التي ساهمت في بلوغ المؤشر العام مستوياته التاريخية التي انعكست على اداء الاسهم.
وقال المتداول مشعل السبيعي ان اللافت للنظر في مجمل حركة السوق ان أرباح الشركات التي تم الافصاح عنها على مدار الاسبوع كانت الدافع الرئيسي وراء فورة السوق التي استفاد منها المؤشر السعري بصورة كبيرة بثت روح التفاؤل لصغار المتداولين.
واستطرد السبيعي قائلا: «من الطبيعي أن يشهد السوق صعودا لوجود متغير جديد ألا وهو ضخ السيولة المالية الأجنبية وتحديدا من مستثمرين خليجيين الأمر الذي دفع الكثير من الاسهم صوب تحقيق مستويات كبيرة استفادت ايضا من الارتفاعات التي شهدتها الكثير من الاسهم الرخيصة».
وقال المتداول عبدالكريم الشرهان إن السوق برغم حالة الترقب والانتظار من الحركة التصحيحية الكبيرة التي تحدث ولازال يتحدث عنها الكثير من المحللين والتي جعلت من عمليات الشراء أمرا محفوفا بالمخاطر من وجهة نظر المتداولين الصغار خوفا من أن تطالهم الخسائر.
وزاد الشرهان «على أية حال السوق أنهى تداولاته على مكاسب جيدة برغم فقدان المؤشر السعري ما يقارب 8 نقاط، حيث كان لافتا للنظر أن البعض استفاد على مدار الاسبوع من المستويات السعرية لكثير من شركات كانت خاملة او بمعنى اوضح كانت تحركاتها بطيئة».
وقال المتداول ناصر الديحاني إن السوق كان من المفترض ان ينهي جلسة امس على ارتفاع حتى يلامس المؤشر السعري مستوى الـ 14 ألف نقطة ولكن العمليات المضاربية ظلت مسيطرة بدافع مباشر من بعض المحافظ الاستثمارية التي حاولت منذ الدقيقة الاولى وحتى الاغلاق كبح جماح السوق وقد نجحت.
وتمنى الديحاني أن يعاود السوق قفزاته القياسية بعد عطلة الاعياد حتى وان تخللتها حركة تصحيحية عنيفة ليعاود مرة ثانية الارتفاع وفق اسس سعرية جديدة تذهب بالبورصة الى تحقيق المزيد من الأرقام التاريخية.
يذكر أن البورصة الكويتية التي تضم 194 شركة بقيمة سوقية تصل الى 60 مليار دينار تعتبر ثاني انشط أسواق المال في المنطقة كما ان الحكومة توليها اهتماما بالغا على اعتبار أنها أحد أضلاع مشروع تحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري اقليمي.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )