احمد مغربي
قطعت 5 كابلات بحرية في الأسبوع الممتد بين نهاية شهر يناير الماضي وبداية الجاري، ما الذي حدث؟ وكيف عولج هذا الموضوع؟ كيف يمكن صيانة الكابلات البحرية في منتصف البحار والمحيطات؟ هل تُعتبر شبكات الاتصالات البحرية آمنة وتستطيع توفير الاستقرار ويمكن الاعتماد عليها؟
وتأثرت الكويت مثلها مثل دول الخليج ودول جنوب شرق اسيا بينما عانى البعض في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية من بطء بسيط. وعانت الأسواق المالية من القطع بسبب اعتمادها على عصب الحياة الرقمية المقطوع، ولكن الخسائر لم تكن كبيرة بسبب حدوث القطع في فترة عطلة نهاية الأسبوع.
وقالت شركة «رينيسيس» المتخصصة بمراقبة أداء شبكة الإنترنت ان القطع قد أثر بشكل سلبي كبير على خدمات الإنترنت والهواتف في الشرق الأوسط. وبدأت الشركات المزودة لخدمات الكابل بإصلاح الكابلات بالقرب من مصر وبين الإمارات العربية المتحدة وعُمان وقطر، ونجحت في إعادة بعض الاتصالات بشكل كامل لبعض العملاء، وتحويل البعض الآخر إلى مسارات احتياطية، وذلك عن طريق استخدام المسار الشرقي للوصول عبر شرق آسيا والمحيط الهادئ والولايات المتحدة الأميركية ومن ثم المحيط الأطلسي للوصول إلى الاتحاد الأوروبي.
هذا وحولت الحكومات اعتمادها من الكابلات البحرية إلى الأقمار الصناعية الاحتياطية. ونجح الخبراء في إرجاع سرعة اتصال تبلغ 10 غيغابايت إلى مصر، وستُرفع إلى 13 غيغابايت قريبا،الرقم القريب من الحد الأعلى لمصر والبالغ 16 غيغابايت.
وتُعتبر الكابلات البحرية الوسيلة الأقل كلفة لوصل العالم الإلكتروني ببعضه بعضا، ذلك لأن التمديد البري مكلف جدا وبطيء وهو صعب الصيانة ويحتاج إلى الحصول على موافقات من الحكومات وأصحاب الأراضي التي يمر عبرها، بالإضافة إلى اختلاف الطبيعة الجغرافية للأرض «الجبال والصحراء والغابات» والاعتماد على الاستقرار السياسي للبلدان المجاورة.
وتحمل الكابلات البحرية نحو 95% من المعلومات والاتصالات الهاتفية بين جميع أرجاء العالم، وهي مستخدمة منذ عشرات السنين.
ويستطيع كل كابل به ألياف ضوئية نقل ما يعادل 150 مليون مكالمة هاتفية في الوقت نفسه، وهي مدفونة تحت قعر البحر في الكثير من الأحيان.
يمكن صيانة الكابلات المقطوعة بسهولة وبسرعة، حيث تحدد الشركة المسؤولة عن صيانة الكابل المنطقة التي حدث فيها القطع عن طريق إرسال إشارات إلكترونية في طرف من أطراف الكابل وقياس الزمن المستغرق بين إرسالها وعودتها لتحديد موقع العطب، وتُرسل سفينة إصلاح إلى الموقع.
وتهبط غواصة صغيرة آلية إلى قعر البحر وتقطع المنطقة المتضررة وترفع نصف الكابل إلى السفينة، ليصل الطاقم كابلا جديدا سليما بالنصف المتضرر وإبقاء الطرف الآخر من الكابل الجديد على متن السفينة، ومن ثم معاودة العملية نفسها للنصف الثاني من الكابل.
وتتطلب هذه العملية نحو 20 ساعة في الظروف المناخية الطبيعية. الاتصال بالإنترنت عبر الاقمار الصناعية يبتعد عن مشاكل التمديدات البرية والبحرية، ولكنه مكلف وبطيء «بالمقارنة مع الاتصالات السلكية»، ويعتمد على حال الطقس «مثل العواصف الرعدية والأمطار الثلوج وحتى البقع الشمسية والأشجار»، بالإضافة إلى أن التنصت على المعلومات اللاسلكية ليس صعبا لمن توجد لديه المعرفة التقنية الكافية والمعدات اللازمة.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )