هشام أبو شادي
على الرغم من ان المؤشر العام لسوق الكويت للاوراق المالية حطم الاسبوع الماضي ارقاما قياسية جديدة الا انه كان هناك شبه اجماع بين قطاع كبير من اوساط المتعاملين على انهم لم يحققوا مكاسب فعلية حقيقية تتناسب مع الارتفاع التاريخي لمؤشر السوق، بل ان هناك من تكبد منهم خسائر، وما يؤكد ذلك فعلا الخسائر السوقية التي مني بها السوق الاسبوع الماضي والتي بلغت 69.7 مليون دينار مقارنة بالاسبوع قبل الماضي.
وهذا يظهر مدى تاثير الاقفالات التي كان يشهدها السوق في الثواني الاخيرة سواء من خلال زيادة المكاسب او تقليص الخسائر في الثواني الاخيرة علما ان الاتجاه النزولي كان مسيطرا على حركة تداولات السوق بشكل يومي الاسبوع الماضي.
فقد ارتفع المؤشر السعري 202.9 نقطة ليغلق على 13.915 نقطة مرتفعا بنسبة 1.5% مقارنة بالاسبوع قبل الماضي، لتصل المكاسب التي حققها منذ بداية العام الى 1356.1 نقطة بارتفاع نسبته 10.8%، كذلك ارتفع المؤشر الوزني 9.01 نقاط ليغلق على 790.45 نقطة بارتفاع نسبته 1.15% مقارنة بالاسبوع قبل الماضي لتصل المكاسب التي حققها منذ بداية العام الى 75.45 نقطة بارتفاع نسبته 10.6%.
ومنيت القيمة السوقية بخسائر الاسبوع الماضي بلغت 69.7 مليون دينار لتصل الى 62 مليار و305 ملايين دينار بانخفاض نسبته 0.1% مقارنة بالاسبوع قبل الماضي، فيما بلغت المكاسب السوقية منذ بداية العام نحو 3 مليارات و508 ملايين دينار بارتفاع نسبته 6%.
وسجلت المتغيرات الثلاثة ارتفاعا ملحوظا، فقد ارتفعت كمية الاسهم المتداولة 11.6% والقيمة 14.5% والصفقات بنسبة 6.4%.
وقد بلغ المعدل اليومي لقيمة التداول نحو 217 مليون دينار بارتفاع نسبته 14.5% مقارنة بالاسبوع قبل الماضي.
رغم ان المؤشرات كلها للسوق سجلت مكاسب ملحوظة الا ان هناك استياء يسود اوساط المتعاملين نتيجة ان هذه الارتفاعات لا يقابلها مكاسب فعلية تتناسب مع الارتفاع الكبير لمؤشري السوق، وهذا يعود الى جملة من الاسباب.
اولا: المضاربات الضعيفة والسرعة في جني الارباح التي تسيطر على حركة التداول.
ثانيا: التلاعب الذي يحدث في مؤشري السوق خاصة المؤشر السعري في الثواني الاخيرة، وذلك يحدث اما لزيادة مكاسب المؤشر في الثواني الاخيرة او لتقليص الخسائر، الأمر الذي يعطي صورة مغايرة تماما لواقع التداول اليـــومي الـــــــذي يغلب عليه الطابع النزولي.
ثالثا: انحصار النشاط في عدد محدود من الاسهم، فقد لوحظ ان اعداد محدودة من الاسهم التابعة لمجاميع استثمارية تشهد نشاطا قياسيا في تداولاتها ومكاسبها اليومية المحدودة جدا، الأمر الذي يظهر مدى سرعة المضاربات وجني الارباح من جهة، ومن جهة اخرى فان معظم التداولات على هذه الاسهم تتم باتفاق بين محافظ مالية تابعة للمجاميع الاستثمارية التي تشهد اسهمها تداولات قياسية، حيث يتم التداول بكميات ضخمة وعلى اسعار ثابتة.
على الرغم من المعدل اليومي المرتفع لقيمة التداول والارتفاع الكبير لمؤشري السوق خاصة المؤشر السعري الا ان هناك مخاطر فعلية ستلحق بالسوق جراء استمرار سيناريو التصعيد المفتعل في الثواني الاخيرة، فمن الواضح ان هناك اتجاها عاما بدفع السوق لتجاوز حاجز الـ 14 ألف نقطة وسيتجاوزه بالفعل، ولكن عندما يتعرض السوق لحركة تصحيحة فان الخسائر ستكون اقوى واشد تأثيرا على اوساط المتعاملين خاصة الصغار، فهناك اهداف واضحة لقيام بعض المجاميع الاستثمارية برفع قيم اصولها في السوق.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )