لو كان بأيدينا لسيّلنا استثماراتنا العقارية أو التجارية لضخها في السوق للاستفادة من مستويات الأسعار المغرية حاليا للشراء» هذا لسان حال شريحة كبيرة من المتداولين في سوق الكويت للاوراق المالية (البورصة) رغم حالة التباين التي مرت بها وهي تلملم تداولات شهر فبراير الجاري.
وجاء انسجام الحالة المزاجية لمعظم المتداولين وهي محطة مفصلية فريدة من نوعها مع بلوغ البورصة مؤشرات تاريخية في أحجام وقيم وأعداد الصفقات المبرمة تحسبا لتنامي الوعي الاستثماري لدى جميع شرائح الأفراد المستثمرة لأموالها في البورصة وهي تعلم جيدا فنون الاستثمار في الاوراق المالية.
وما بين مؤيد ومتحفظ لضرورة أن تشهد السوق الحركة التصحيحية المنتظرة حتى يواصل السوق قفزاته القياسية على اسس اقتصادية بعيدا عن الاقفالات المفتعلة في الدقيقة الاخيرة خرجت روحا جديدة لتعامل المستثمرين الافراد الذين يأملون في تحقيق ارباح مستمرة حتى اقفالات الربع الاول ما يدل على وعي استثماري جديد تشهده البورصة.
«كونا» اقتربت من أوساط المتداولين لتستطلع رؤيتهم حول تداولات شهر فبراير الذي شهد حالات تباين متعددة لكنه حقق مستويات قياسية تاريخية متسارعة خاصة في المؤشر السعري الذي مازال يحطم ارقاما تسجل للمرة الاولى في تاريخ البورصة.
في البداية اعرب المتداول مشعل الشمري عن ارتياحه لمجريات الحركة منذ بداية الشهر خاصة مع تحقيق اسهمه المدرجة في قطاع الخدمات نموا، موضحا أنها حققت نسبة نمو مقارنة بفبراير من العام الماضي تراوحت مابين 3 و 4% مايعني أن الربع الأول من العام 2008 سيكون افضل من سابقه.
واضاف ان العلامة البارزة في تداولات السوق خلال فبراير الجاري هي الدعم اللامحدود من جانب الحكومة التي سنت ومازالت تسن تشريعات اقتصادية صبغت روح التفاؤل بين المتداولين وهو الامر الذي انعكس على الفورة الشرائية للأسهم الرخيصة والقيادية معا.
وقال المتداول ناصر العبدالكريم ان انتعاش السوق جاء لنتائج الشركات التي اعلنت عن بياناتها المالية والتي كانت المحرك الأساسي لمجريات الاداء بل دعمت قطاعات كانت راكدة ومنها قطاعا الأغذية والتأمين.
واضاف ان السمة البارزة والفارقة في تداولات الشهر ايضا هي استمرار حالة ضخ الأموال الساخنة من السوق المحلي اولا ومن ثم الاستثمارات الخليجية التي ساهمت بصورة جلية في تحريك عجلة القطاع غير الكويتي الذي يلقى مساندة من مستثمرين اماراتيين.
وقال المتداول خليل الخالدي ان ضيق الفرص الاستثمارية التي تدر ارباحا سريعة هو الدافع الرئيسي الى هرولة مستثمرين جدد الى البورصة أملا في حصد عوائد مالية سريعة بدليل الارقام المالية التي تعكسها احجام وقيم التداولات يوميا والتي يبلغ متوسطها 200 مليون دينار.
واشار الى ان تداولات هذا الشهر افضل اذا ما تمت مقارنتها مع شهر فبراير من العام 2007 على اعتبار أن مؤشرات القطاعات التي استفادت من ارتفاعات السوق بصفة عامة كانت عاملا محفزا للمؤشر السعري الذي سطر تاريخا جديدا في عمر البورصة الكويتية ومازال امامه المزيد.
واكد المتداول مشعل السبيعي أن التباين فرض نفسه على مجريات تداولات شهر فبراير الجاري بفعل تأخر بعض الشركات في اعلاناتها المالية خاصة مع قرار البورصة الزام الشركات عقد جمعياتها في غضون 40 يوما من اعلانات الارباح.
واضاف أن السوق مازالت أمامه ارتفاعات قياسية جديدة ولكن بعض المتداولين يستعجلون الصعود حيث ان بديهيات العمل الاستثماري في اسواق المال تحتم حركات تصحيحية خفيفة على مدار جلسات التداول حتى تكون القفزات حقيقية وليست وفق اقفالات مفتعلة من جانب بعض الراغبين في تصعيد السوق من دون اسس استثمارية.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )