هشام أبوشادي
سيطر الاتجاه النزولي على حركة التداول في سوق الكويت للأوراق المالية في بداية تعاملات الاسبوع امس، الامر الذي ادى لتراجع المؤشر السعري الى ما دون 14 ألف نقطة، وذلك بفعل جني الارباح، فيما سجل المؤشر الوزني ارتفاعا محدودا وذلك بفعل صعود اسعار بعض الاسهم القيادية خاصة سهم بيت التمويل الكويتي.
ورغم الانخفاض المحدود للمؤشر السعري إلا ان قيمة التداول سجلت تراجعا ملحوظا، الامر الذي يشير الى ان الكثير من المضاربين الكبار وبعض المحافظ المالية دخلوا في مرحلة ترقب للسوق للتأكد من مدى قدرته على التأسيس على المستويات الحالية وتجاوز 14 ألف نقطة مرة اخرى بقوة، فهناك مخاوف لدى الكثير من اوساط السوق من ان يشهد السوق حركة تصحيحية حتى لو ارتفع فوق مستوى 14 ألف نقطة بما يتراوح بين 100 الى 200 نقطة، وبالتالي فإن هناك من يرى من المتعاملين ان نسبة المخاطر في بناء مراكز مالية بالأسعار الحالية مرتفعة خاصة ان السوق يفتقد عوامل زخم جديدة وقوية.
وفي مقابل هذا الاتجاه، فإن هناك من يرى ان هناك اسهما لم تستفد من صعود السوق في الفترة الماضية، وبالتالي فإنها مرشحة للارتفاع خاصة اغلب اسهم الشركات الرخيصة التي يتوقع ان تكون نتائجها المالية وتوزيعاتها جيدة ما يجعل اسعارها السوقية اكثر من مغرية، ولكن سيظل طابع المضاربات والسرعة في جني الارباح الاتجاه المسيطر على تداولات السوق.
المؤشرات العامة
انخفض المؤشر السعري 32.9 نقطة ليغلق على 13976.7 نقطة، فيما سجل المؤشر الوزني ارتفاعا قدره 1.27 نقطة ليغلق على 804.30 نقاط، وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 355.2 مليون سهم نفذت من خلال 8639 صفقة قيمتها 168.3 مليون دينار.
وجرى التداول على اسهم 152 شركة من اصل 195 شركة مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 41 شركة وتراجعت اسعار اسهم 61 شركة وحافظت اسهم 50 شركة على اسعارها و43 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الشركات الاستثمارية النشاط بكمية تداول حجمها 151.8 مليون سهم نفذت من خلال 3342 صفقة قيمتها 54.7 مليون دينار.
وجاء قطاع العقار في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 67 مليون سهم نفذت من خلال 1509 صفقات قيمتها 20.9 مليون دينار.
واحتل قطاع الخدمات المركز الثالث بكمية تداول حجمها 56.5 مليون سهم نفذت من خلال 1596 صفقة قيمتها 30.6 مليون دينار.
وجاء قطاع الشركات غير الكويتية في المركز الرابع بكمية تداول حجمها 51.3 مليون سهم نفذت من خلال 946 صفقة قيمتها 15.2 مليون دينار.
على الرغم من ان المؤشر السعري سجل انخفاضا محدودا الا ان قيمة التداول سجلت تراجعا ملحوظا، واستمرار انخفاض قيمة التداول يعد مؤشرا غير مريح، ضمن خلال تداولات امس لوحظ ان «سهم الشركات» التي سجلت ارتفاعا كبيرا في اسعارها تشهد عمليات تصريف مدروسة خاصة بعض الشركات التي حققت ارتفاعا كبيرا بفعل عمليات التصعيد من قبل ملاكها.
ويلاحظ ان هناك ترويجا لاوضاع سياسية اقليمية غير مريحة من قبل البعض بهدف الضغط على السوق رغم ان ما يتم الترويج له ليست له علاقة مباشرة بالسوق، واول هذه الجوانب بث روح المخاوف من حدوث تطورات غير مريحة في لبنان وكذلك تجاه اجتماع قمة الدول العربية في دمشق، اما على مستوى واقع السوق، فان المخاوف التي يتم بثها في نفوس اوساط المتعاملين قد تكون فعلية وتتعلق بان السوق لابد ان يشهد حركة تصحيحية حتى يكون اكثر اغراء للشراء ويبدأ في جولة جديدة من النشاط بدعم من النتائج المالية للشركات في الربع الاول من العام الحالي خاصة وان السوق آخذ حظا من الزخم الخاص بأرباح وتوزيعات الشركات لعام 2007 فرغم ان نحو 50% من الشركات لم تعلن عن ارباحها وتوزيعاتها حتى الآن الا ان هذه الشركات اغلبها الشركات التي لا يثق اوساط المتعاملين في اداراتها ويتسم اداؤها المالي بعدم الاستقرار.
آلية التداول
اتسمت حركة التداول على اسهم البنوك بالضعف النسبي مع انخفاض اسعار بعضها بشكل محدود وان كان سهم بيت التمويل الكويتي واصل صعوده القياسي ليصل السهم لمستويات تاريخية، وليس مستبعدا ان يصل السهم لحاجز الاربعة دنانير في حال استمرار السهم في الصعود بوتيرته.
وسجل اغلب اسهم الشركات الاستثمارية انخفاضا في اسعارها مع تداولات ضعيفة على معظم الاسهم.
فرغم التداولات الضعيفة على سهم مشاريع الكويت الا انه حقق مكاسب ملحوظة، فيما سجل سهم الصفاة للاستثمار انخفاضا كبيرا في سعره في تداولات متواضعة جدا، اما سهم صكوك فقد شهد تداولات قياسية مع صعود محدود للسهم مع توقعات ان تستمر التداولات المرتفعة للسهم، وشهد سهم اكتتاب عمليات بيع قوية ادت لتراجع السهم ثلاث وحدات خلال التداول ليغلق على انخفاض محدود، كذلك شهد سهم المدينة خلال التداول هبوطا كبيرا الى 770 فلسا الا ان عمليات الشراء من قبل بعض المحافظ المالية التابعة للشركة ادت لتلاشي خسائر السهم، وعادت القوة الشرائية لسهم الدولية للإجارة الذي ارتفع بشكل محدود وحقق سهم دار الاستثمار ارتفاعا ملحوظا مع تداولات محدودة نسبيا مع توقعات بأن يواصل السهم الارتفاع في ظل معلومات عن توزيع الشركة لأرباح تقدر بنحو 70% نقدا و10% منحة، كذلك هناك معلومات عن ان الشركة ستسيطر على مجلس إدارة بنك بوبيان.
وتباينت حركة اسعار اسهم الشركات العقارية بين الصعود والارتفاع فقد واصل سهم الدولية للمنتجات الارتفاع بالحد الاعلى مطلوبا دون عروض، فيما ان سهم الدولية للمشروعات لم يحقق اي مكاسب مع انخفاض كبير في تداولات السهم مقارنة بتداولاته يوم الخميس الماضي.
وحقق سهم ابيار العقاية ارتفاعا بالحد الاعلى كذلك الوضع بالنسبة لسهم الافق القابضة.
وعلى الرغم من ان هناك عددا من اسهم الشركات الرخيصة في قطاع العقار الا انها لاتحظى بالاقبال حتى من قبل المضاربين لأسباب تتعلق بالمخاوف من نتائجها المالية وتوزيعاتها من ان تكون دون مستوى التوقعات، وايضا عدم حصولها على دعم من ملاكها.
الصناعة والخدمات
تراجعت اسعار اغلب اسهم الشركات الصناعية في تداولات محدودة باستثناء التداولات المرتفعة على سهم الصناعات الوطنية الذي لامس حاجز الدينارين ليغلق على دينار و980 فلسا، ولكن ليس مستبعدا ان يتجاوز السهم حاجز الدينارين في ظل التوقعات بأرباح وتوزيعات اكثر من جيدة، كذلك شهد سهم بوبيان للبتروكيماويات ارتفاعا ملحوظا في تداولاته وسعره السوقي.
وتراجعت ايضا اسعار اغلب اسهم الشركات الخدماتية في تداولات ضعيفة فقد استقرت اسعار سهمي اجيليتي وزين في تداولات مرتفعة نسبيا، فيما سيطرت عمليات البيع لجني الارباح على تداولات سهم مجموعة الصفوة التي اتسمت بالضعف.
وشهد سهم التخصيص تداولات مرتفعة نسبيا مع صعود محدود مدعوما بصعود سهمي نور للاستثمار ومجموعة الصناعات، وفي قطاع الخدمات سجلت اغلب اسهم الشركات الاماراتية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة خاصة على سهم الاسمنت الابيض الذي قررت ادارة البورصة الغاء الصفقات التي تمت عليه امس بسبب الخطأ في ارباح الشركة.
وواصل سهم اسمنت الفجيرة الارتفاع في تداولات مرتفعة.
وبشكل عام فإن معظم السيولة المالية تركزت على عدد محدود من الاسهم، حيث استحوذت قيمة تداول 11 شركة على 50.8% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها النشاط والبالغ عددها 152 شركة.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )