هشام أبو شادي
هوت اسعار الاسهم في سوق الكويت للاوراق المالية بشدة امس ليسجل مؤشرا السوق ادنى هبوط لهما منذ بداية العام، وذلك بفعل انتشار معلومات عن استقالة الحكومة.
فقد قادت اسهم الشركات القيادية موجة الهبوط القوية في السوق رغم عمليات الشراء التي شهدتها اغلب هذه الاسهم للحد من انخفاض اسعارها الا ان ذلك لم يوقف اتجاهها النزولي، وقد اشرنا في تقرير «الأنباء» الاسبوعي يوم الاحد الماضي الى ان قيمة الاكتتاب في زيادة رأس مال زين والتي تقدر بنحو 1.2 مليار دينار والتي تعُد الاضخم في الكويت، ستؤثر على الشركات القيادية وبالتالي السوق بشكل عام، وهذا ما حدث، حيث تراجعت جميع اسهم الشركات القيادية بفعل عمليات البيع الضخمة لتوفير سيولة مالية لتمويل عمليات الاكتتاب في زين، وقد جاء ذلك متزامنا مع التوقعات بأن يشهد السوق حالة من التصحيح التي لن تكون قوية ولكنها باتت ضرورية خاصة مع افتقار السوق لعوامل زخم جديدة، ووصول اسعار العديد من الاسهم لمستويات سعرية كبيرة خاصة الشركات التي حققت مكاسب سوقية كبيرة منذ بداية العام والتي يأتي في مقدمتها اسهم الشركات القيادية والتي رغم محاولات الشراء فيها لوقف انخفاض اسعارها الا ان عمليات البيع كانت اقوى، فيما اتسمت حركة التداول على اغلب اسهم الشركات الرخيصة بالضعف الا ان اسعار اسهمها سجلت تراجعا كبيرا.
المؤشرات العامة
انخفض المؤشر السعري 154.3 نقطة ليغلق على 14135 نقطة، وكذلك انخفض المؤشر الوزني 13.19 نقطة ليغلق على 795.56 نقطة.
وبلغ اجمالي الاسهم القيادية 416.7 مليون سهم نفذت من خلال 10205 صفقات قيمتها 205.5 ملايين دينار.
وجرى التداول على اسهم 163 شركة من اصل 195 شركة مدرجة، وارتفعت اسعار اسهم 17 شركة وتراجعت اسعار اسهم 111 شركة وحافظت اسهم 35 شركة على اسعارها و32 شركة لم يشملها النشاط .
تصدر قطاع الشركات الاستثمارية النشاط بكمية تداول حجمها 118.7 مليون سهم نفذت من خلال 3095 صفقة قيمتها 55.2 مليون دينار.
وجاء قطاع الخدمات في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 117.2 مليون سهم نفذت من خلال 2537 صفقة قيمتها 41.7 مليون دينار.
واحتل قطاع البنوك المركز الثالث من حيث القيمة، اذ تم تداول 28.4 مليون سهم نفذت من خلال 840 صفقة قيمتها 41 مليون دينار. وجاء قطاع العقار في المركز الرابع من حيث القيمة، اذ تم تداول 102.2 مليون سهم نفذت من خلال 2184 صفقة قيمتها 31.7 مليون دينار.
بداية التصحيح
على الرغم من الارتفاع الكبير لقيمة التداول امس مقارنة بأول من امس، الا ان مؤشري السوق سجلا هبوطا كبيرا، ويمكن اعتبار هذا الهبوط جزءا من المكاسب التي حققها من الارتفاعات التي كانت تحدث في الثواني الاخيرة منذ بداية شهر فبراير الماضي، وقد حذرنا في تقارير سابقة من ان التصعيد المفتعل للسوق في الثواني الاخيرة سيؤثر بشدة على السوق عند تعرضه لأي موجة هبوط، وهذا ما حدث امس، حيث انخفض السوق بشدة، ولكن السؤال الذي يدور في اذهان اوساط السوق، هل الهبوط الذي شهده السوق امس يعد بداية الحركة التصحيحية؟ على الرغم من صعوبة الاجابة على هذا السؤال الا ان هناك مؤشرات يمكن الاستناد اليها في تحديد اتجاهات السوق على الاقل في المدى المنظور، اولها: الحالة النفسية لأوساط المتعاملين، فالكثير كان مهيأ نفسيا لحدوث حركة تصحيحية للسوق في اي وقت.
ثانيا: عقد الكثير من الشركات خاصة القيادية لجمعياتها العمومية وتداول اسهمها من دون ارباح، ما افقد السوق نوعا من الزخم، ثالثا: افتقار السوق لعوامل زخم جديدة بعد ان اعلنت اغلب الشركات عن ارباحها وتوزيعاتها.
رابعا: عدم وجود اي ملامح لعمليات استحواذ او صفقات كبيرة كما حدث في العام الماضي تساعد في انتعاش السوق، خامسا: المكاسب الكبيرة، للسوق منذ بداية العام والتي استفادت منها الصناديق الاستثمارية والمحافظ المالية، فيما ان الكثير من اوساط المتعاملين، خاصة الصغار، كانت مكاسبهم محدودة جدا، وتعتبر تعويضا للخسائر التي لحقت بهم في اواخر العام الماضي.
ورغم ذلك، فانه يتوقع ان يشهد السوق تماسكا وتذبذبا صعودا وهبوطا حتى نهاية الربع الاول ليتم المحافظة على المكاسب التي تحققت منذ بداية العام.
ورغم ذلك، فان استقالة الحكومة التي كانت مفاجئة كان لها الاثر الاكبر على انخفاض السوق.
آلية التداول
تراجعت اسعار اسهم البنوك بشكل محدود الا ان سهم البنك التجاري كان الاكثر انخفاضا، ولاول مرة منذ فترة طويلة يتراجع سهم البنك الوطني دون حاجز الدينارين خلال مراحل التداول الا انه شهد عمليات شراء قوية دفعته للتماسك عند مستوى الدينارين. ورغم المكاسب التي حققها سهم بنك برقان خلال مراحل التداول الا انه اغلق على انخفاض بفعل عمليات البيع لجني الارباح وتأثر بموجة النزول القوية للسوق.
وسجلت اغلب اسهم الشركات الاستثمارية هبوطا في اسعارها بفعل عمليات البيع القوية سواء لجني الارباح او الخوف من استمرار تراجع السوق. فرغم عمليات الدعم على بعض الاسهم الا انه سجلت انخفاضا، فقد شهد سهم المشاريع انخفاضا لمستوى دينار و200 فلس الا ان عمليات الشراء قللت من خسائر السهم ليغلق على هبوط محدود، كذلك الامر بالنسبة لسهم الصفاة للاستثمار الذي تراجع الى 970 فلسا الا ان عمليات الدعم والشراء ادت الى وقف خسائر السهم ليرتفع الى دينار و40 فلسا، ومني سهم دار الاستثمار بخسائر كبيرة في تداولات مرتفعة نسبيا.
وسجل سهم غلف انفست انخفاضا بالحد الادنى معروضا دون طلبات في تداولات محدودة بفعل عمليات البيع لجني الارباح مقابل الضعف الملحوظ في الشراء، فيما سجل سهم اعيان للاجارة ارتفاعا ملحوظا في سعره في تداولات نشطة غلبت عليها عمليات الشراء.
وتراجعت ايضا اسهم الشركات العقارية بفعل موجة البيع القوية مقابل الضعف النسبي في عمليات الشراء، حيث سجلت اغلب الاسهم انخفاضا في اسعارها بمعدلات كبيرة، وقد استمرت التداولات القياسية على سهم ابيار الذي تداول دون ارباح امس على سعر 530 فلسا الا انه ارتفع الى 570 فلسا بفعل عمليات الشراء القوية على السهم.
الصناعة والخدمات
سجلت اغلب اسهم الشركات الصناعية انخفاضا في اسعارها بشكل ملحوظ خاصة سهم مجموعة الصناعات الوطنية الذي تراجع 80 فلسا ليغلق على دينار و900 فلس، كذلك سجل سهم بوبيان للبتروكيماويات انخفاضا محدودا في الوقت الذي اعلنت فيه الشركة عن حصولها على ارباح قدرها 62.2 مليون دولار من توزيعات ايكويت التي تمتلك فيها 9%.
وفي قطاع الخدمات، منيت اغلب اسهمه بخسائر كبيرة في تداولات مرتفعة على اغلب اسهم الشركات الرخيصة، فخلال مراحل التداول شهد سهم مجموعة الصفوة انخفاضا ملحوظا بفعل عمليات البيع التي ادت لتراجع السهم الى 194 فلسا الا ان عمليات الشراء القوية والدعم الذي حصل عليه السهم ادىا لصعوده الى 204 فلوس.
ورغم عمليات البيع القوية على سهم التخصيص إلا ان عمليات الشراء القوية ايضا قللت من خسائر السهم الذي انخفض بمقدار وحدة.
وسجل سهم اجيليتي انخفاضا كبيرا بفعل استمرار عمليات البيع، كذلك الوضع بالنسبة لسهم زين، ويلاحظ ان اغلب اسهم الشركات الخدماتية التي اسعارها فوق مستوى الدينار سجلت انخفاضا كبيرا في اسعارها، وتراجعت اغلب اسهم الشركات غير الكويتية ايضا بشكل ملحوظ خاصة سهم القابضة المصرية.
ويلاحظ من خلال تداولات امس ان هناك اطرافا كان لديها معلومات قبل غيرها عن استقالة الحكومة، الامر الذي مكنها من التخلص مما لديها من الاسهم، ما دفع المؤشر السعري للانخفاض بشدة حيث صل قبل الاغلاق الى 230 نقطة ولكن الارتفاعات في الثواني الاخيرة قللت خسائر المؤشر الى 154 نقطة وقد استحوذت اسهم 13 شركة على نحو 50.8% من اجمالي الاسهم التي شملها النشاط والبالغ عددها 163 شركة.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )