أحمد يوسف
التاريخ يعيد نفسه ويظهر من ذلك أن السوق ترتفع كلما كانت هناك استقالة للحكومة، لأنه لا يوجد ربط مباشر بين الأجواء السياسية والمشاحنات بين الحكومة ومجلس الأمة وبين البورصة التي تتمتع بعوامل دفع ايجابية ذاتية تتمثل في زيادة السيولة والنتائج الجيدة للشركات المدرجة.
هذه بعض أسباب المكاسب التي حققتها السوق بالاضافة الى عدة عوامل على رأسها توقعات بحدوث انفراجة على صعيد الوضع السياسي بعد حل مجلس الأمة، واجراء انتخابات جديدة، اضافة الى خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة الأميركية والذي من المتوقع أن يستتبعه اجراء مماثل في الكويت.
ومن دون شك هناك أيضا عوامل مهمة في هذا الاطار تتلخص في قرب انتهاء الربع الأول من العام الحالي وما يتزامن معه من اعلان لنتائج الشركات المدرجة، فضلا عن انتشار أخبار بالسوق حول صفقات يتوقع تنفيذها خلال الفترة المقبلة.
ونتوقع أن تشهد أسهم القطاع الصرفي اهتماما من جانب المتعاملين في السوق، نظرا لأن المصارف تكون من أول المبادرين بالاعلان عن نتائجها المالية قبل الشركات الأخرى المدرجة.
ومع ذلك مازالت السوق تتمتع بكل العوامل الايجابية التي تدعم المؤشر باتجاه الصعود، وخاصة من ناحية الأداء الجيد للشركات الأمر الذي يعني أن أسعار معظم الأسهم بالسوق وخصوصا في الشركات التشغيلية بالقطاعات المختلفة مازالت رخيصة وجاذبة للمستثمرين، مما يعني مزيدا من الاقبال على الشراء والاحجام عن البيع.
وهذا ما يعزز التأكيد ان المرحلة المقبلة للسوق سيحكمها المواجهة بين نظرة التفاؤل بتغير سياسي وبالتالي الاقبال على الشراء ونظرة التشاؤم التي ترى انها مرحلة عدم استقرار ومن ثم تتجه للبيع.
في المقابل نرى أن يؤسس مؤشر السوق عند مستويات أعلى من مستوى الـ14 ألف نقطة بعد مروره بحركة تصحيحية، مشيرا الى أن تداولات الدقائق الأخيرة ساهمت في تقليص خسائر المؤشر بشكل كبير.
أن المدقق في سيناريو أداء السوق منذ بداية الشهر الجاري يجد انه وصل الى مستويات قياسية، وتخطى جميع الحواجز النفسية، بل صمد أمام جميع عمليات المقاومة بسبب جني الأرباح.
والمشهد الاستثماري في البورصة يتركز الآن على الشركات الصغيرة، مما يدل أيضا أن الشركات القيادية تواجه تراجعات حادة على اعتبار أنها أخذت حاصلها من الارتفاعات.
كما ان وجود تداول استثماري منظم على أسهم منتقاة يبين أن القراءة الفنية لما هو قادم في تداولات السوق ستميل الى الاستقرار لاستقراء تأثير السيولة على مجريات الحركة.
ورغم المستويات القياسية التي بلغتها السوق الا أنه لا تزال هناك العديد من الشركات التي تتداول عن مكررات ربحية مغرية للشراء، الأمر الذي يجعلنا نتوقع أن يكون مستوى الـ 14 ألف نقطة حاجز الدعم الحالي للسوق مستمرا في الصعود لمراحل دعم اقوى فوق الـ 14.300.
ولاتزال السوق متماسكة وتؤسس على المستوى الحالي بمستويات سيولة مرتفعة، الأمر الذي قد يزيد من فرص انطلاقة متوقعة للسوق خلال المرحلة المقبلة وقودها أرباح الشركات القياسية، وكذلك التفاؤل مسبقا بأرباح الشركات للربع الأول من العام الحالي دون أن نستبعد مرحلة التهدئة المؤقتة والتي قد تدخل فيها السوق بحركة تصحيحية في خضم ذلك الارتفاع.
ونتوقع أن تأخذ السوق نحو التهدئة خلال الشهرين المقبلين نتيجة للوضع السياسي ونتيجة لوجود زيادة في رؤوس أموال العديد من الشركات المدرجة، التي من شأنها أن تسحب كميات كبيرة من السيولة، فضلا عن أن السوق صعدت بنسبة لا بأس بها منذ بداية العام الحالي.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )