محمود فاروق
تفاعلت الفرص الاستثمارية مع ظهور الصناديق الاستثمارية الاسلامية، حيث استطاعت ان تخرج من شكلها التقليدي من تعاونها مع البنوك الاسلامية لتنتقل الى التعامل مع البنوك التجارية، والتي استقطبتها لما تشهده تلك الصناديق من تطور هائل وتزايد في التطور، مما ساعد على جذب الافراد والشركات للمساهمة والدخول فيها، حيث اصبحت من افضل الطرق تحقيقا للتكافل الاقتصادي بين المسلمين، ولقد ساهمت الصناديق الاستثمارية الاسلامية في ترشيد عمليات استثمار اموال الافراد في الداخل والخارج، وذلك لاتجاهها الى صاحب المدخرات البسيطة والخبرة القليلة، حيث يقوم الصندوق بتقديم جميع البيانات للمستثمر عن طريق توفير المعلومات والتحليلات المالية والدراسات نظرا لحرص المستثمرين على ان تكون الارباح خالية من الشبهات، مما ساعد على رفع الاستثمار وزيادة الفرص الاستثمارية سواء للافراد او الشركات المالية وتوطينها في الداخل والمحافظة على المدخرات واستثمارها وتنظيم اسواق المال وزيادة الثقة فيها، حيث اصبحت الآن من أهم ادوات الاستثمار التي تساعد اصحاب رؤوس الاموال على استثمار ما لديهم بشكل جيد، خصوصا الذين لا يمتلكون القدرة على استثمار ما لديهم من مدخرات وساعدت ايضا على تنمية الوعي الاستثماري لدى افراد المجتمع.
فلقد وصفها الاقتصاديون بانها الوعاء الذي توضع فيه المدخرات البسيطة والاموال المحصلة من المستثمرين ليتولى الصندوق استثمارها، وذلك من خلال توزيعها على مختلف الاسهم والمحافظ وغيرها من ادوات الاستثمار المتنوعة، بحيث يصبح المستثمر مساهما في جميع ما يستثمر فيها ويحصل على استثمارات منوعة مع ضمان توزيع المخاطر وتحقيق عوائد مناسبة لها مع الحفاظ ايضا على جميع الضوابط الشرعية وكل ما يتعلق بالفائدة المصرفية.
وتم تصنيف تلك الصناديق الاسلامية الى صناديق اسهم اسلامية وصناديق سلع ومرابحة وتأجير، حيث ساعدت جميعها على تقليل المخاطر الاستثمارية مع توفير سرعة في استثمار رأس المال.
فهناك القليلون من الذين يدركون ان البنوك الاسلامية كان لها فضل الريادة في توطيد اتجاه الصناديق الاسلامية، والتي استحوذت عليها البنوك التجارية نظرا لعوائدها وسرعة الاستثمار فيها على الرغم من ولادتها الحديثة، والتي لا تعود الا الى عدد قليل من السنوات، حيث ساهمت تلك الصناديق في ادخال البنوك التقليدية الى سوق الخدمات المصرفية الاسلامية دون الحاجة الى تغيير هيكلها الاداري او نظام عملها وترخيصها.
ولذلك رصدت «الأنباء» تلك الظاهرة التي تنامت وتزايدت في الآونة الاخيرة من قبل البنوك التجارية واستحواذها على عدد من الصناديق الاستثمارية الاسلامية، الامر الذي احتاج الى المزيد من البحث حول اسباب اقدام البنوك التجارية على تلك الصناديق وعن مدى اهميتها لديها.
تقرير خاص في ملف ( pdf )