بيروت - نادر عبدالله
تراجعت اسعار صرف «دولار بيروت» الى ما دون الـ 1512 ليرة، للمرة الاولى منذ اكثر من سنة، اذ يتم تداوله حاليا بما بين 1511 - 1510 ليرات، في ظل عروض متزايدة، غالبا ما يمتصها المصرف المركزي، في سياق سياسته الرامية الى تجنب التقلبات في اسواق الصرف، ومحاولة تثبيت سعر صرف الليرة، ضمن الهوامش التي تم اعتمادها منذ سنوات.
وتقدر مصادر مصرفية مشتريات مصرف لبنان بحدود 90 - 100 مليون دولار اسبوعيا، بعدما كانت قبل فترة نحو 50 - 60 مليونا، وهو ما يفسر الى حد بعيد، استمرار تنامي ارقام الاحتياطي من العملات الاجنبية، والتي تجاوزت الـ 14 مليار دولار، من دون احتساب قيمة الاحتياطي من الذهب، والذي تقدر قيمته حاليا بحدود 9.6 مليارات دولار، الامر الذي يرفع الاحتياطي الذي يملكه المصرف المركزي الى اكثر من 23 مليار دولار، وهو اعلى رقم يحققه مصرف لبنان، حتى تاريخه.
ويفسر د.مكرم صادر فائض الدولار في سوق بيروت، بتنامي الثقة بالسياسة النقدية التي يعتمدها المصرف المركزي، وهي سياسة ادت الى استقرار سوق القطع من جهة، والى تدعيم الثقة بالقطاع المصرفي اللبناني.
الا ان صادر يضيف سببين آخرين: الاول يتصل بتراجع الفوائد على الدولار الى 4% تقريبا، في الوقت الذي تستمر فيه الفوائد على الليرة عند مستوى 8% الامر الذي يدفع عددا اكبر من المدخرين الى التحول الى العملة الوطنية للافادة من فارق الاسعار (4 نقاط مئوية تقريبا).
اما السبب الآخر، فيتصل بوفرة التحويلات من الخارج، خصوصا من قبل اللبنانيين العاملين في افريقيا ودول الخليج العربي، لاعالة ذويهم في لبنان، وهو ما يدفع عددا اكبر من هؤلاء الى التحول الى الليرة لضرورات المعيشة اليومية، في ظل تراجع القدرة الشرائية لذوي الدخل المحدود.
وتشير التقديرات غير الرسمية الى ان التحويلات من الخارج ستتجاوز هذا العام 7 مليارات دولار.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )