استقبل صاحب الجلالة الملك خوان كارلوس الاول عاهل اسبانيا الصديقة والوفد المرافق لجلالته صباح امس رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت علي ثنيان الغانم والسادة اعضاء الغرفة ووفدا من رجال الاعمال الكويتيين وذلك بالخيمة الاميرية بقصر بيان.
وقد حضر المقابلة وزير المالية ووزير التجارة والصناعة بالانابة مصطفى الشمالي ورئيس بعثة الشرف المرافقة المستشار بديوان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ د.سالم الجابر.
واكد خلال اللقاء امس ملك اسبانيا خوان كارلوس الاول اهمية الزيارة التى يقوم بها للكويت كونها تهدف الى تعميق وتقوية العلاقات بين البلدين والترويج واستكشاف المزيد من المجالات او القطاعات التى تدعم التعاون بينهما.
وقال في كلمة القاها في اجتماع رجال الاعمال الاسبان ونظرائهم من الكويت ان القطاع الخاص في البلدين يقع عليه عبء كبير في دعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
واضاف ان الكويت تعتبر «لاعبا مهما وقائدا» في المنطقة حيث تتمتع حاليا بوضع اقتصادي مميز نتيجة لحسن استغلالها لمواردها والسياسات الاقتصادية التى تنتهجها.
وحول الاقتصاد الاسباني قال الملك خوان كارلوس الاول ان التطورات التى شهدها خلال السنوات الثلاثين الاخيرة والتطورات التى لحقت به جعلته يحتل المركز الثامن عالميا من حيث الناتج المحلي الاجمالي.
واضاف ان لدى اسبانيا الكثير من المنتجات المنافسة جنبا الى جنب مع الموارد البشرية والتقنية والتى تواكبت مع نمو الطلب العالمي الامر الذي جعل من اسبانيا واحدة من اهم الجهات المستقبلة للاستثمارات الاجنبية المباشرة.
واشار الى ان بلاده تحتل حاليا المركز الثامن عالميا من حيث قدرتها على استقبال الاستثمارات الاجنبية كما تحتل المركز الثالث من حيث تصدير رأس المال والاستثمارات في عام 2006.
واعرب العاهل الاسباني عن سعادته وهو يتابع جهود الدولتين للعمل على تقريب وجهتي النظر الاوروبية والخليجية في اطار المباحثات الدائرة حاليا حول منطقة التجارة الحرة بين دول الاتحاد الاوربي ودول الخليج.
وقال ان الكويت يمكنها الاستفادة كثيرا من الفرص التى تتيحها اسبانيا والتى يمكن ان تكون «بوابة للكويت الى بقية الدول الاوروبية».
ومن جانبه اكد وزير المالية مصطفى الشمالي ان العلاقات الاقتصادية بين اسبانيا والكويت في تنام مستمر لاسيما في السنوات القليلة الماضية في عدة مجالات متوقعا ان تزدهر هذه العلاقات في ظل الاهتمام الحكومي المتبادل من الطرفين.
واوضح ان قيمة استثمارات الهيئة العامة للاستثمار وحدها في اسبانيا وصلت الى ملياري دولار موزعة على اسهم وسندات الملكيات المباشرة كما ان شركة البترول الكويتية العالمية تعمل في اسبانيا عبر تملكها لشركة البترول الكويتية - الاسبانية التي تدير محطات الوقود في اسبانيا.
وافاد الشمالي بأن اسبانيا تعد من ابرز الشركاء التجاريين للكويت بالنظر الى حجم التبادل التجاري بينهما اذ وصل في العام المنصرم الى 200 مليون دولار مشيرا الى ان اسبانيا من الوجهات الرئيسية للمستثمرين الكويتيين في الوقت الذي تدعو فيه الكويت المستثمرين الاسبان للاستثمار فيها.
واعرب عن امله بان يحقق توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول الاتحاد الاووربي تأثيرا ايجابيا على العلاقات الكويتية - الاسبانية حيث ستفتح آفاقا واسعا للتعاون الاقتصادي عبر فتح الاسواق بالشكل الذي يعزز تدفق السلع والخدمات بينهما.
وذكر الشمالي ان الكويت تقوم بالاستثمار الخارجي منذ ما يزيد على 55 عاما ضمن اطر مهنية ومسؤولية تامة تجاه الاسواق التي تستثمر بها مشيرا الى ان نظام عمل الكويت في الاستثمار الخارجي محكوم بسلسلة من الضوابط والاجراءات التي تتماشى مع افضل الممارسات المثلى في العالم بمجال الحوكمة ومبادئ العمل.
واضاف ان هناك رقابة تامة على كافة الانشطة الاستثمارية الخارجية للكويت من قبل ديوان المحاسبة ومكتبين عالميين لتدقيق الحسابات اضافة الى التقارير الدورية التي ترفع حول الاموال المستثمرة لمجلسي الوزراء والامة.
من ناحيته قال رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت علي ثنيان الغانم ان الكويت تسعى الى انجاز خطوات الاصلاح الاقتصادي القائم على الحرية الاقتصادية والملتزم بتشجيع القطاع الخاص وتفعيل المنافسة العادلة استكمالا للشروط اللازمة لتحقيق الرؤية الاقتصادية الاستراتيجية بتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري وخدمي.
واضاف ان هذه الاستراتيجية تنبثق من تراث الكويت التجاري وتعتمد على توظيف حكيم للمزايا الاقتصادية النسبية وتنسجم مع ضرورات توسيع القاعدة الانتاجية وايجاد أنشطة متقدمة تدعم التوازن الاقتصادي وتتكامل مع القطاع النفطي كما أنها استراتيجية منفتحة على العالم بكل الاتجاهات.
وقال الغانم ان الكويت تخطط خلال العقدين المقبلين برنامجا استثماريا تنمويا تتوزع استثماراته الضخمة على مشاريع تطوير البنية التحتية والاسكان وقطاع الطاقة والصناعة البتروكيماوية فضلا عن تطوير مرافق الصحة والتعليم والاتصالات.
واضاف ان هذه البرامج تعتمد في تمويلها وتنفيذها الى حد كبير على القطاع الخاص وتحتاج بطبيعتها الى شركاء استراتيجيين يملكون الخبرة والتقنيات المتقدمة والشبكات التسويقية الدولية.
واكد الغانم على ان «المملكة الاسبانية الصديقة يمكن أن تكون لها مساهمة فاعلة في تنفيذ هذه المشاريع والمشاركة فيها».
وعلى صعيد متصل توقع رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة الاسباني خافيير جوميز عودة الاستثمارات الكويتية الحكومية من خلال الهيئة العامة للاستثمار «قريبا جدا الى اسبانيا» في ظل تسوية المشكلات التي اعترضتها في الفترة الماضية.
وقال جوميز امس ان لقاءات ملك اسبانيا خوان كارلوس مع عدة مسؤولين كويتيين حملت تطمينات من الجانب الكويتي على انتهاء المشكلات التي كانت قائمة والاعلان عن قرب عودة الاستثمارات الكويتية الى اسبانيا.
وأضاف ان الاستثمارات الكويتية كانت قوية في الثمانينيات من القرن الماضي وأوائل التسعينيات حتى حدثت المشكلة المعروفة التي توقفت معها هذه الاستثمارات.
وحول اللقاءات التي عقدت بين رجال الأعمال الاسبان ونظرائهم من الكويتيين تحت رعاية الملك خوان كارلوس قال جوميز انه تم خلالها بحث سبل التعاون المشتركة وبما يدعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وتطرق موراتينوس الى الطموح الخليجي بتطبيق عملة خليجية موحدة والتي ستصبح عند تطبيقها المرادف الخليجي لليورو الاوروبي فقال موراتينوس ان عملية الانتقال الى سياسة نقدية موحدة وعملة مشتركة «ليست باليسيرة خاصة في ضوء الاضطرابات الراهنة في اسعار السلع وتراوحات الاسواق المالية غير ان تجربة اليورو تظهر ان الارادة السياسية والتنسيق الجيد بين الاطراف المعنية يمكنهما الانتصار في نهاية المطاف».
وحول الاستثمارات بين مجلس التعاون والاتحاد الاوروبي ذكر موراتينوس ان الاتحاد «هو المصدر الرئيسي» لبلدان المجلس التي تعتمد عليه لتلبية ثلث وارداتها الخارجية.
واضاف ان مجلس التعاون الخليجي «شريك مهم للغاية لاقتصاديات منطقة اليورو غير ان هناك الكثير مما يمكن القيام به مع ذلك (لتطوير الشراكة) خاصة في مجالات الاستثمارات والتجارة والخدمات».
وبوصفه ممثل الاتحاد الاوروبي السابق لعملية السلام في الشرق الاوسط رد موراتينوس على سؤال حول ما اذا كان يعتقد ان قيام دولة فلسطينية مستقلة الى جانب الدولة العبرية يمكن تحقيقه قبل نهاية العام الجاري حسب رؤية الرئيس الاميركي جورج بوش بقوله ان «هذا التزام قطعته الاطراف المعنية على نفسها في مؤتمر انابوليس» في الولايات المتحدة في نوفمبر الماضي.
واوضح موراتينوس «نرغب في هذه الحقبة الجديدة من العلاقات الثنائية المشتركة بالتشديد على رسالة ثقة ومضمونية في الاقتصادين الاسباني والكويتي والعمل معا في المزيد من المشاريع والاستثمارات».
واوضح ان هناك شبكة متزايدة التوسع من الاتفاقيات الثنائية «التي تستهدف تحديدا تعزيز اجواء الثقة والمضمونية وهذا شرط اساسي لازدهار العلاقات الاقتصادية»، مشيرا الى ان عددا من هذه الاتفاقيات جرى وضعها على هامش الزيارة الحالية فيما لاتزال المفاوضات تجري حول مجموعة اخرى منها. واشار الى ان تلك الاتفاقيات «هي ادوات وآليات للمزيد من دفع الصلات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين».
وقبل الزيارة كانت الكويت ترتبط مع اسبانيا باتفاقيات في مجالات النقل الجوي وتشجيع وحماية الاستثمارات.
وشهدت زيارة العاهل الاسباني قيام الكويت واسبانيا الليلة الماضية بتوقيع مجموعة اضافية من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات عدة حيث جرى توقيع مذكرة تفاهم بشأن اقامة مشاورات بين وزارتي الخارجية في البلدين ومذكرة اخرى حول التعاون في مجال السياحة.
وجرى ابرام اتفاقيتين احداهما تتعلق بتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي فيما يتعلق بالضرائب على الدخل وعلى رأس المال فيما تختص الاخرى بالتعاون الثقافي والتربوي والتعليمي بين البلدين الصديقين وشارك الوزير موراتينوس في توقعيها جميعا مع الوزراء الكويتيين المعنيين.
من جانبه اشاد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الاسباني ميغل آنخل موراتينوس امس بالتزام الكويت بالديموقراطية بوصفها «خيارا استراتيجيا للبلاد»، مشيرا الى ان الكويت اصبحت نموذجا يحتذى ومصدر الهام لبلدان اخرى.
وقال موراتينوس ان الكويت «تواصل تعزيز ديموقراطيتها وتحقيق تقدم في مسيرتها نحو مشاركة سياسية وتعددية اعظم.
واظهرت لنا ممارستنا الخاصة ان هذه التجربة مثمرة للغاية وتحقق النتائح المتوخاة منها».
ووصف مشاركة المرأة الكويتية في العملية السياسية في البلاد بانها «قرار تاريخي»، مضيفا ان الكويت «تضرب هنا مرة اخرى مثالا ونموذجا يحتذى ومصدر الهام للبلدان الاخرى».
ويزور وزير الخارجية الاسباني البلاد ضمن الوفد الذي يرافق العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس الاول الذي وصل الكويت امس في زيارة رسمية تستمر يومين.
ووصف موراتينوس العلاقات الكويتية - الاسبانية المشتركة بانها «ممتازة.
ونعتبر العلاقات الحميمية والوثيقة بين قيادتي البلدين امرا جوهريا لتطوير العلاقات الثنائية»، مشيرا الى ان هذه الزيارة «ستفتح بلا شك حقبة جديدة في هذه العلاقات».
واضاف ان هناك الكثير من الامور التي يمكن تحقيقها للدفع بهذه العلاقات الى مجالات اكثر رحابة «واذا نظرنا الى اداء الكويت واسبانيا في الاعوام القليلة الماضية فسنجد ان الاقتصادين يتميزان في محيطهما الاقليمي بنموهما القوي وديناميتهما النشطة وهو ما يقوم فوق اساس متين للغاية».
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )