بعد أسبوع فقط من ابرام الفرقاء اللبنانيين اتفاقا سياسيا لانهاء 18 شهرا من النزاع أعادت المطاعم فتح أبوابها وانتعشت حجوزات الفنادق وحل السياح محل المسلحين في شوارع بيروت.
وقال أحد أعضاء نقابة أصحاب الفنادق في لبنان نزار علوف «أحدث الاتفاق تأثيرا ممتازا.
لدينا سيل من الحجوزات ونتوقع موسما جيدا جدا».
واستغرق تنصيب رئيس جديد وتشكيل حكومة شهورا من المفاوضات المضنية تخللتها نوبات من العنف تخوف الكثيرون من أن توقد شرارة حرب أهلية لكن استرداد لبنان مكانته كمقصد سياحي من الطراز الأول جرى في زمن قياسي.
وفي موضع نصبت فيه المعارضة مدينة خيام على مساحة واسعة أصابت وسط بيروت بالشلل وحولته إلى مدينة أشباح يعلو الآن صخب المطاعم وتنظم الحفلات الغنائية في الهواء الطلق ويعود الاختناق المروري إلى سالف عهده.
وتتردد على ألسنة جموع اللبنانيين والسياح الذين تعج بهم مقاهي الأرصفة على الطراز الباريسي تعليقات تشير الى عودة الحياة لمجاريها.
وقال وزير السياحة جوزيف سركيس إنه يتوقع ما بين 1.3 و1.6 مليون زائر إلى لبنان هذا العام مقارنة بنحو مليون في عامي 2007 و2006.
وقال سركيس «بعد الانتخابات الرئاسية الأوضاع أفضل بكثير فيما يتعلق بالنشاط السياحي هذا الصيف، يرجع هذا إلى الاستقرار في الفترة المقبلة».
وكانت السياحة تشكل نحو خمس الناتج المحلي اللبناني قبل انهيار القطاع من جراء الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.
ويقول خبراء الصناعة إن القطاع يستطيع النمو إلى 12% من حجم الاقتصاد إذا تمتع لبنان بفترة ممتدة من الهدوء.
وفي حين يتوخى اللبنانيون الحذر بشأن ما إذا كان الاتفاق السياسي الجديد سيدوم لفترة طويلة فإن السياح يتوافدون على البلد كما يظهر من حجوزات الفنادق والرحلات الجوية.
وقال رئيس الدائرة التجارية لدى الناقلة الوطنية اللبنانية شركة طيران الشرق الأوسط نزار خوري «الحجوزات تحسنت بسرعة كبيرة جدا، حالما أبرم الاتفاق عوضنا خسارتنا التي بلغت 10%، وحققنا زيادة 20% في حجوزات الرحلات إلى لبنان».
وقال خوري إنه يتوقع زيادة 20% في عدد المسافرين إلى لبنان عن العام الماضي الذين تراوح عددهم بين 450 ألفا و500 ألف.
وتابع قائلا ان «الحجوزات تتحسن يوما بعد يوم ومن ثم فقد ترتفع 30 إلى 40%، كان هناك بعض العزوف من أوروبا وأميركا الشمالية لكننا نشهد الآن حجوزات كثيرة من هناك».
ولبنان الذي من المتوقع أن ينمو اقتصاده أكثر من 3% هذا العام بفضل الاتفاق من أكثر المقاصد السياحية رواجا في الشرق الأوسط بالنسبة للعرب الذين يبحثون عن أجواء هادئة وشواطئ رملية وطقس معتدل.
ومن المقرر أيضا هذا الصيف تنظيم مهرجانات للفنون المسرحية مثل مهرجان بيت الدين الشهير بعدما واجهت تأجيلات متكررة في السنوات الأخيرة.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )