هشام ابوشادي
قفزت المؤشرات العامة لسوق الكويت للاوراق المالية لمستويات قياسية امس بفعل القوة الشرائية على معظم اسهم الشركات القيادية، وذلك بفعل اجواء التفاؤل التي سادت اوساط السوق تفاعلا مع خطاب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في افتتاح جلسة مجلس الامة والذي ركز فيه على محاور اساسية ابرزها اهمية التعاون بين السلطتين لتحقيق آمال وطموحات الشعب الكويتي خاصة فيما يتعلق بعمليات التنمية الاقتصادية مع اهمية الابتعاد عن الاهواء الشخصية التي عطلت مسيرة التنمية في البلاد.
فمن الواضح ان السوق تفاعل بشكل ايجابي وقوي مع خطاب صاحب السمو الأمير ما دفع المؤشرات العامة للارتفاع لمستويات قياسية خاصة قيمة التداول التي وصلت لأرقام لم يشهدها السوق منذ شهرين تقريبا بفعل تركيز عمليات الشراء على اسهم الشركات القيادية في مختلف القطاعات.
فقد بدأ السوق على هبوط محدود الا انه سرعان ما تحول الهبوط الى صعود مع ارتفاع سهم زين الذي قاد الاتجاه الصعودي للسوق بشكل عام في الوقت الذي هدأت فيه حدة المضاربات على اسهم الشركات الرخيصة التي حقق بعضها ارتفاعا محدودا في اسعاره.
المؤشرات العامة
ارتفع المؤشر العام للسوق 113.7 نقطة ليغلق على 15117.9 نقطة، كذلك ارتفع المؤشر الوزني 16.02 نقطة ليغلق على 779.47 نقطة.
وبلغ اجمالي الأسهم المتداولة 487.4 مليون سهم نفذت من خلال 11601 صفقة قيمتها 210.6 ملايين دينار.
وجرى التداول على اسهم 154 شركة من أصل 199 شركة مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 69 شركة وتراجعت اسهم 30 شركة وحافظت اسهم 55 شركة على اسعارها و45 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الشركات الخدماتية النشاط بكمية تداول حجمها 175.3 مليون سهم نفذت من خلال 3529 صفقة قيمتها 72.8 مليون دينار.
وجاء قطاع الشركات الاستثمارية في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 169.8 مليون سهم نفذت من خلال 4180 صفقة قيمتها 62 مليون دينار.
واحتل قطاع العقار المركز الثالث بكمية تداول حجمها 93.3 مليون سهم نفذت من خلال 1908 صفقات قيمتها 37.1 مليون دينار.
وجاء قطاع الصناعة في المركز الرابع بكمية تداول حجمها 21.1 مليون سهم نفذت من خلال 816 صفقة قيمتها 66.6 مليون دينار.
ارتفاع قياسي
في الثواني الأخيرة من تداولات امس، ارتفع المؤشر السعري من 80 نقطة الى 113.7 نقطة ما دفع المؤشر السعري للوصول لمستوى قياسي جديد، كذلك ارتفع المؤشر الوزني في الثواني الأخيرة من 13 نقطة الى 16 نقطة والذي يعد أعلى ارتفاع يسجل في يوم واحد منذ بداية العام.
وتشير تداولات امس الى مجموعة من الدلالات الايجابية التي تدفعنا لقول ان السوق سيشهد نشاطا ملحوظا في الفترة المقبلة ستقوده مجموعة الخرافي، فضلا عن نشاط متوقع لمجموعتي مشاريع الكويت وجلوبل.
وقد أشرنا في تقرير في اليومين الماضيين، خاصة في التقرير الاسبوعي بأن خطاب صاحب سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد سيكون ركيزة أساسية لوضع السوق في المرحلة المقبلة، وقد بدا ذلك واضحا، حيث يمكن القول ان الخطاب الاميري وفوز الخرافي برئاسة مجلس الامة رسما خريطة طريق المرحلة المقبلة، خاصة في تحقيق الطموحات الاقتصادية، وهو ما تفاعل معه السوق بقوة امس، واهم ما يميز هذا التفاعل ان عمليات الشراء تركزت بشكل اساسي على اغلب اسهم الشركات القيادية في مختلف القطاعات، خاصة اسهم مجموعة الصناعات وزين وقطاع البنوك.
آلية التداول
واصلت اغلب اسهم البنوك ارتفاعها مع ارتفاع في تداولات بعض الاسهم خاصة سهمي البنك الوطني وبيت التمويل الكويتي ما دفعهما لتحقيق مكاسب سوقية كبيرة ليقترب سهم البنك الوطني من حاجز الدينارين وبيتك من حاجز الثلاثة دنانير.
ومن ابرز ايجابيات صعود اسهم البنوك انه يعيد التوازن لوضع السوق الصحيح، ويقلل من حدة المخاوف من اداء الصناديق الاستثمارية التي تمثل اسهم البنوك مراكز مالية اساسية فيها.
وحققت اغلب اسهم الشركات الاستثمارية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة على بعض الاسهم.
فقد شهد سهم الاستثمارات الوطنية تداولات نشطة نسبيا وارتفاعا ملحوظا بسعره السوقي في اطار النشاط الملحوظ لأغلب اسهم الشركات التابعة لمجموعة الخرافي.
ورغم عمليات البيع لجني الارباح التي شهدها سهم الاهلية القابضة، الا ان السهم واصل الارتفاع، كذلك ارتفعت نسبيا تداولات سهم الساحل للتنمية وسعره السوقي.
ورغم الارتفاع النسبي لتداولات سهم المجموعة الدولية الا ان سعره السوقي سجل انخفاضا، فيما سجل سهم الاستثمار الخليجي تداولات قياسية وصعودا محدودا.
واتسمت تداولات سهم بيان للاستثمار بالمضاربات القوية وجني الارباح، الامر الذي ادى الى تذبذب السعر السوقي للسهم الذي كان من المفترض ان يشهد صعودا بالحد الاعلى في ضوء الارباح التي اعلنت عنها الشركة والبالغة 47 مليون دينار من ادارة الاكتتاب في شركة دار الظبي القابضة وبيع اراض تابعة لشركة بنيان العقارية، حيث سيدخل من هذه الارباح نحو 28 مليون دينار في ميزانية العام الحالي و9.4 ملايين دينار في ميزانية عام 2009 وايضا 9.4 ملايين دينار في ميزانية عام 2010.
حيث يلاحظ ان السهم شهد ضغوطا ملحوظة.
وارتفعت التداولات نسبيا على سهم جلوبل الذي سجل ارتفاعا بمقدار وحدتين.
واستمرت التداولات مرتفعة على سهم المدينة مع استقرار سعره السوقي، فيما ضعفت التداولات نسبيا على سهم اكتتاب.
وتباينت حركة اسعار الشركات العقارية بين الاستقرار والصعود فقد واصل سهم الوطنية العقارية الارتفاع في تداولات نشطة، فيما شهد سهم العربية العقارية ضغوطا للتجميع على الاسعار الحالية، حيث يتوقع ان تعلن الشركة قريبا عن صفقة عقارية ستحقق من ورائها ارباحا كبيرة، ولم يتفاعل سهما «المستثمرون» و«جراند» مع تفاصيل الارض التي تمتلكها الشركتان في مصر، فيما ان سهم المزايا القابضة تأثر في بداية التداول بتعثر مفاوضات بيع برج اسكاي جاردنز ما ادى لانخفاض السهم بالحد الادنى، إلا ان عمليات الشراء القوية التي قامت بها بعض المحافظ المالية المتابعة والمقربة من الشركة ادت الى تلاشي الخسائر التي مني بها السهم ليغلق على 920 فلسا، بعد ان كان متراجعا الى 870 فلسا، كذلك الامر لسهم دبي الاولى الذي انخفض بالحد الادنى ليعود لمستواه السعري السابق، فيما شهد سهم ابيار ضعفا شديدا في تداولاته مع استقرار في سعره السوقي.
الصناعة والعقار
ارتفعت نسبيا حركة التداول على بعض اسهم الشركات الصناعية مع ارتفاع اسعار اغلبها خاصة سهم مجموعة الصناعات الوطنية الذي شهد عمليات شراء قوية دفعته للارتفاع بقوة، كما حقق سهم المعدات القابضة ارتفاعا ملحوظا في سعره في تداولات مرتفعة نسبيا.
وحققت اغلب اسهم الشركات الخدماتية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة، فقد ارتفع سهم زين بالحد الاعلى بفعل عمليات الشراء مقابل الضعف الملحوظ في البيع، اما سهم ميادين، فقد شهد تداولات قياسية امس تمثل نحو 8.8% من اجمالي اسهم الشركة، حيث انخفض السهم بالحد الادنى تأثرا بهبوط سهم المزايا القابضة إلا ان عمليات الشراء القوية التي شهدها دفعت السهم للارتفاع من 178 فلسا الى 190 فلسا، وحافظ سهم اجيليتي على سعره السابق في تداولات نشطة.
أما سهم الصفوة، فقد اتسمت تداولاته بالضعف مع انخفاض محدود في سعره، وسجلت اغلب اسهم الشركات غير الكويتية ارتفاعا في اسعارها في تداولات محدودة.
ورغم القفزة الملحوظة في قيمة التداول إلا ان اسهم 12 شركة استحوذت على 56.9% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها النشاط والبالغ عددها 154 شركة.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )