قبل أقل من أسبوعين على اغلاقات الربع الثاني من العام الحالي تدخل سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) في دوامة «غربلة» تستهدف أسهما رخيصة تضخمت أسعارها على مدار الشهرين الماضيين في وقت تسعى فيه شريحة المحافظ والصناديق الاستثمارية الى تجميل أرقامها النهائية عبر تصعيد بعض الأسهم.
وسيطرت عمليات جني الأرباح والحركات التصحيحية على مجريات تداولات السوق امس ما جعل صغار المستثمرين يسيرون في اتجاه الشراء دون الانتقائي محاولة منهم لكسب أكبر قدر ممكن من المكاسب وقبل الضغط المبرمج من جانب المضاربين.
وقال متداولون في البورصة لـ «كونا» ان بلوغ المؤشر السعري مستوى 15500 نقطة وعلى الرغم من أنه يعتبر رقما قياسيا جديدا وتاريخيا الا أن الدقيقة الأخيرة التي شهدت ارتفاعات مبالغا فيها لاتعبر بصورة واقعية عن مجريات جلسة امس.
وقال المتداول محمد العبد الكريم ان مجريات السوق منذ بداية التداول حتى قرع جرس الاغلاق والشراء الانتقائي انحصر في أسهم قيادية وتشغيلية على الرغم من أن الرخيصة دون 500 فلس كانت الوقود الذي صعد بالقيمة النقدية الى مستويات الربع الأول من العام.
وأضاف العبد الكريم ان السوق واجه المضاربة ولكن تظل الاشاعات هي المسيطرة على معظم الأوامر بين المتداولين لاسيما الصغار منهم ما انعكس على قطاع الخدمات والصناعة وقطاع غير الكويتي الذي استفاد من السيولة المالية التي ضخت من مستثمرين خليجيين.
وقال المتداول بندر مشعل ان سيناريو أداء السوق اذا استمر على حاله حتى نهاية العام فستتمكن بعض الشركات التي لم يكن أداؤها في الربع الأول مجزيا من تحقيق ما كانت تصبو اليه وستكون فرصة لمتداولي أسهم هذه الشركات.
وأضاف مشعل ان بعض الصفقات التي أعلنت عن شركات في قطاع العقار ومن ثم الخدمات ساهمت بصورة مباشرة في أداء قطاعات ذات صلة ما يمهد لعودة النشاط المحموم على أسهمها خاصة مع وجود الوفرة المعمارية التي تمر بها منطقة الخليج والتي تدخل فيها شركات عقارية كويتية.
وقال المتداول أحمد البدر ان أداء السوق أفضل مما كان عليه في الأيام الماضية على اعتبار أن القطاعات الرئيسية في السوق شهدت ارتفاعات بفضل محافظها التي دعمتها على مدار ساعات التداول بغية الاستفادة من أسعار بعض الأسهم التي أصبحت مغرية.
وتمنى البدر أن يواصل السوق تسجيل قفزاته القياسية في الأسبوع المقبل حتى تكون الاقفالات مجزية لمن منيت أسهمهم بخسائر في الربع الأول.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )