مع قرع جرس اغلاق الجلسة الأسبوعية في سوق الكويت للاوراق المالية (البورصة) سيتبدل مشهد التداولات مع الأيام المتبقية من شهر يونيو الجاري والتي تكون السوق معها قد انهت الربع الثاني على مستويات تاريخية في كل المؤشرات.
واللافت للنظر في مجريات الاسبوع هو قيادة الاسهم الرخيصة لثاني أنشط اسواق المال في المنطقة ما اعتبرته شريحة واسعة من المسؤولين في الشركات المدرجة علامة فارقة في تداولات البورصة منذ سنوات مضت.
وقد أجمع المسؤولون في لقاءات مع «كونا» على أن أبرز المتغيرات التي أثرت على منوال حركة السوق تمثلت في «حزمة» من العوامل تصدرتها عمليات المضاربة مرورا بجني الارباح وأخيرا حركات التصحيح التي طالت أسهما تشغيلية وذات ثقل وتابعة لكبريات المجموعات الاستثمارية.
وقال رئيس مجلس الادارة العضو المنتدب في المجموعة المالية حسين العتال ان أداء السوق خلال الاسبوع كان طيبا حيث شهدت معظم المؤشرات ارتفاعات قياسية مدعومة بتوقعات أرباح الربع الثاني ومن قبلها الاول بل وكان لأرباح العام 2007 أثر ايجابي.
وأضاف العتال ان البورصة الكويتية مازالت محافظة على ايقاعها بين أسواق المال في منطقة الخليج حيث ان معدلات الربحية لمعظم الاسهم المدرجة ممتازة مقارنة مع أداء شركات خليجية اخرى مايصب في صالح السوق.
وعزا حال التباين التي تمر بها البورصة الى الجدال بين السلطتين التنفيذية والتشريعية حول بعض القضايا العالقة الامر الذي القى بظلال سلبية على فترات أداء بعض الايام علاوة على عدم اتضاح الرؤية لبعض المتغيرات الحاصلة في المنطقة.
وتوقع ان يصل المؤشر السعري الى مستوى الـ 16 ألف نقطة ما لم تمر البورصة بحركة تصحيحية قبل نهاية العام تتراوح نسبتها بين 15 و20%، مشيرا الى أن كل المقومات الفنية وقوة الشركات المدرجة قد تؤخر مثل هذه الحركة التصحيحية.
وقال نائب الرئيس التنفيذي لادارة الأصول في شركة مرابحات الاستثمارية مهند المسباح على الرغم من بلوغ المؤشر السعري مستويات قياسية فان الملاحظ قيادة السوق من جانب أسهم رخيصة مع تدن واضح لأسهم بعض الشركات القيادية.
وأضاف المسباح ان هذا الامر أعطى البعض ايحاء بأن الارتفاعات التي تمر بها السوق تصب في صالح شركات رؤوس أموالها صغيرة وليس لها تأثير قوي على مجريات الحركة فعليا بدليل أنه يوميا نجد أن أنشط 10 أسهم تابعة لشركات تحركاتها في السابق كانت شبه معدومة.
وكشف بعض ألاعيب المضاربين الذين اجبروا السوق على الانجرار وراء المضاربة البحتة عبر بث بعض الشائعات أو اطلاق بعض الأخبار غير الموثوق فيها من اجل اغراء البعض للدخول عليها ما يكبد المستثمرين الخسائر.
وتوقع أن يشهد السوق حركة تصحيحية تكون في صالحه ولكن بعد اعلانات الارباح للربع الثاني حيث ان المؤشرات الايجابية كلها في صالح تسجيل قفزات قياسية جديدة خاصة الشركات التي اعلنت الدخول في بعض المشروعات.
وقال رئيس اللجنة التأسيسية لجمعية المتداولين الكويتية محمد الطراح ان السمة البارزة للسيناريو الذي ظل ملازما للسوق تمثلت في الضغط المتعمد من جانب المضاربين طوال ساعات التداولات ومن ثم تأتي الدقيقة الاخيرة لتقلب الموازين رأسا على عقب بارتفاع مبالغ فيه وغير مبني على اسس اقتصادية بحتة.
وتساءل الطراح عن تفاقم مشكلة ارتفاعات بعض الاسهم للحد الاعلى والتي التفتت اليها ادارة السوق اخيرا معتبرا أن مثل هذه التصرفات تقتضي الحزم المباشر والا تترك لأيام بل لأسابيع لأن هذا الأمر يكبد صغار المستثمرين خسائر كبيرة.
وتوقع أن يواصل السوق صعوده التاريخي تزامنا مع ارباح الشركات للربع الثاني والتي ستبدأها البنوك على اعتبار أنها دائما المبادرة ومن ثم ارباح الشركات القيادية التشغيلية.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )