أكد عدد من الخبراء في شركة باين اند كومباني الشرق الأوسط أن المخاوف من صناديق الثروة السيادية الخليجية ليست في محلها، وقال أن تلك الصناديق التي تملك تحت تصرفها تريليونات الدولارات تتبنى نهجا عمليا وليس سياسيا في استثماراتها.
وأضافوا أن تلك الصناديق التي تملكها دول مثل الامارات العربية المتحدة والسعودية استطاعت أن تنشئ شركات عالمية رائدة مثل اعمار في قطاع الانشاء والعقارات وطيران الامارات في قطاع الخطوط الجوية والشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) في قطاع البتروكيماويات، وخلال أزمة الائتمان في العام الماضي ساعدت عدة صناديق خليجية في زيادة رأسمال بنوك غربية غير أن حصصها متواضعة.
وقالوا ان الاستثمار في الصناديق السيادية يعكس توجها معاكسا للطفرات النفطية السابقة في السبعينيات والثمانينيات لدى دول مجلس التعاون الخليجيين، حيث تستثمر المنطقة هذه المرة في اقتصادها ومستقبلها، معتقدين أن الخليج يدركون اعتمادهم الكلي على النفط والغاز ومن ثم يحاولون تنويع مواردهم بعيدا عن ذلك.
وأوضحوا أن قيمة الاستثمارات قيد التنفيذ أو المعلنة للسنوات السبع القادمة في دول مجلس التعاون الخليجي الذي يضم السعودية والكويت والامارات والبحرين وسلطنة عمان وقطر 1.9 تريليون دولار.
وتوقع المحللون ظهور المزيد من الشركات العالمية الرائدة تخرج من هذه المنطقة وستصبح صناديق الثروة السيادية قوة رئيسة لكنها ستكون شركات جيدة وستصبح الادارة الرشيدة والشفافية أكثر وضوحا بشكل تدريجي.
وأضافوا أنه رغم ثرواتها تقاعست دول الخليج العربية عن الاستثمار خلال الخمسة عشر عاما الماضية في مشروعات البنية التحتية لديها ولم تدرك الحاجة لذلك الا مؤخرا.
وقالوا أن اعمار الاماراتية وهي من أكبر شركات التنمية العقارية في العالم تشتري أراضي في المغرب ومصر والهند وتونس ومناطق أخرى بالاضافة الى دخولها شراكات خليجية قوية استطاعت أن تمتد شرقا وغربا دون أن تتأثر بأي من المشكلات الرئيسية.
وأضافوا ان استراتيجية الخليج تقوم على الذهاب الى ما هو أبعد من السوقين المحلية والاقليمية.
واشاروا الى أن «سابك» وهي من أكبر عشر شركات للبتروكيماويات في العالم قامت بعمليات استحواذ كبيرة في بريطانيا وهولندا وستواصل التوسع.
وتقتفي أثرها شركات سعودية في قطاعات أخرى مثل الصناعات الغذائية.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )