عمر راشد
عادة ما يتحرك الذهب مع النفط بصورة طردية بسبب جاذبية الذهب كوسيلة للتحوط من التضخم لكنه في الأشهر القليلة الماضية لم يساير أسواق الطاقة والحبوب التي ارتفعت إلى مستويات قياسية عالية، يقول محللون ان شبح التضخم وموجة الهبوط في أسواق الأسهم عوامل قوية تنبئ بإثارة اهتمام المستثمرين بالذهب الذي يبدو انه سينتعش ليلحق بركب السلع الأولية الأخرى التي تخلف عن الصعود معها في عام 2008.
غير ان الأمور صارت في اتجاه آخر، في أعقاب قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) الأسبوع الماضي بألا يرفع أسعار الفائدة مع تحذيره من ان التضخم مازال خطرا متناميا فان تجدد الاهتمام فجأة بالذهب يبدو أنه أحيا ارتباطه الطردي بالنفط.
وينبئ هذا بأن الذهب سوف يستفيد مع استمرار التضخم في بث الفوضى في أسواق الأسهم وتقليص قيمة الدولار ودفع مستثمري الأسهم الى البحث عن عوائد في مكان آخر.
وقال الخبراء والمتخصصون ان صعود سوق الذهب في الآونة الأخيرة يظهر أن الشكوك والمخاوف مازالت قائمة وهموم التضخم لغياب بيان قاطع من مجلس الاحتياطي الاتحادي كانت عامل دعم للمعدن.
وقد قفزت أسعار العقود الآجلة للذهب في السوق الأميركية نحو أربعة في المائة مسجلة أكبر زيادة لها في يوم واحد بالدولار منذ عام 1985 اذ تسببت مخاوف أسواق المال واسعار النفط القياسية المرتفعة في هبوط حاد للأسهم العالمية.
ومع ان الذهب فقد 10% بعد أن سجل المستوى القياسي المرتفع 1030.80 دولارا للاوقية في 17 مارس فان المعدن النفيس مازال سعره مرتفعا 10% عما بدأ به العام مقارنة بهبوط نسبته 12 % في مؤشر الأسهم العالمية ذي القاعدة العريضة (ام.اس.سي.آي ايه.سي.دبليو.آي).
وقد انخفض مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى في احدى المراحل أكثر من 20 % دون ذروته في أكتوبر عام 2007 ليصبح على اعتاب سوق نزولية حسب تعريف وول ستريت بينما أغلقت العقود الآجلة الأميركية لتسليم أغسطس مرتفعة نحو 2% عند 931.30 دولارا.
وقال مراقبون انه في الوقت نفسه فان الذهب من المتوقع أن يرتفع مسايرا النفط بعد ان انكسر بصورة مؤقتة الارتباط الطردي بينهما بسبب انتعاش الدولار في الأشهر القليلة الماضية، وينظر الى الذهب أيضا بوصفه عملة بديلة لخضراء الظهر.
وتبلغ قوة الذهب لشراء النفط أدنى مستوى لها الآن بعد أن قفز النفط نحو 50 % حتى الآن هذا العام، ويوم الجمعة كانت اوقية الذهب تشتري فحسب 6.53 براميل من النفط وهو أدنى مستوى لها منذ عام 2005.
وقد يكون صعود الذهب في الآونة الأخيرة، وهو مقياس تقليدي للتضخم وملاذ آمن للاستثمار وقت الأزمات، إيذانا بان التضخم قد يتفاقم وفوضى أسواق المال قد لا تزول قريبا.
وقال روبرت لوتس الرئيس وكبير مسؤولي الاستثمار في مؤسسة كابوت مني مانجمنت وقيمتها 500 مليون دولار بولاية ماسيتيوتس انه يتوقع ان يقبل مزيد من المستثمرين على شراء الذهب لتنويع استثماراته.
ويتوقع لوتس الذي ينصح زبائنه بتملك ما بين خمسة وعشرة في المائة من استثماراتهم من منتجات المعادن النفيسة أن يبلغ سعر الذهب 1500 دولار خلال الثلاثة الأعوام القادمة.
وحذر مديرو صناديق استثمار آخرون أن سوق السلع الأولية قد تكون متقلبة وهناك مخاطر مرتبطة بأي استثمار.
وقال اكسيل ميرك مدير صندوق استثمار ميرك للعملات الصعبة في بالو التو بكاليفورنيا الذي يدير موجودات قيمتها 400 مليون دولار «لم يعد هناك وعاء استثماري آمن، والنقد ليس وعاء آمنا والسلعة الأولية ليست سوى وسيلة للتنويع في عالم لا يوجد فيه ملاذ آمن».
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )