كشفت وزارة السياحة التركية عن برامج جديدة لاستقطاب المزيد من السياح العرب والخليجيين الى مدنها المختلفة خلال الصيف الجاري، لاسيما الى مدن الوسط التي تشمل كابادوكيا وقيصري وكازوكلي باعتبارها وجهات جديدة على السائح الخليجي.
وأشار عضو مجلس الأعمال التركي الكويتي أمين شاكماك في تصريح صحافي بمناسبة تنظيم وزارة السياحة التركية بالتعاون مع الخطوط الجوية التركية جولة سياحية لعدد من ممثلي الصحافة الكويتية، شملت اقليم قيصري والمناطق المحيطة والتابعة له في منطقة الأناضول، الى ان تركيا تسعى الى زيادة عدد السياح من الكويت خلال العام الحالي الى نحو 100 ألف سائح، لاسيما بعدما نجحت في مضاعفة عدد السياح الكويتيين خلال السنوات القليلة الماضية الى 50 ألف سائح كويتي سنويا.
وأوضح ان جهود وزارة السياحة التركية حققت نتائج ايجابية على صعيد السياحة الخليجية فاقت التوقعات حيث ارتفع عدد القادمين من دول الخليج الى نحو 350 ألف سائح سنويا مع توقعات باستمرار نمو التدفقات لتصل الى حوالي 500 ألف سائح بنهاية العام الحالي.
وأشار الى ان تركيا تتمتع بمقومات سياحية تحسدها عليها كثير من الدول فإلى جانب المساحات المترامية الأطراف من الطبيعة الخضراء الساحرة والغابات والتلال والجبال المكسوة بالأشجار وعلى جبينها يرقد تاج من الثلج والجو المعتدل هناك ارث تاريخي تختزنه مناطق عديدة داخل تركيا البلد المترامي الأطراف بين أوروبا وآسيا، مثل الأماكن الأثرية والتاريخية التي يعود تاريخها الى آلاف السنين.
وأضاف قائلا «نتيجة لهذا الثراء في عوامل الجذب السياحي تحتل تركيا المرتبة الخامسة عالميا في القدرة على استقطاب السياح، حيث زارها العام الماضي نحو 23 مليون سائح من مختلف دول العالم، وتتطلع الى زيادة عدد السياح الاجمالي ليصل الى 28 مليون سائح هذا العام.
وذكر ان اقليم قيصري والمناطق المحيطة والتابعة له في منطقة الأناضول، تعد من المناطق المؤهلة لاستقبال السياح الخليجيين والكويتيين بحكم تمسك سكانها من المسلمين المحافظين بالتقاليد الاسلامية، فضلا عن امتلاكها جميع مقومات الجذب السياحي، خصوصا للسياح العرب من خلال ما يعرف بـ «السياحة الحلال» وهو المفهوم الذي تبنته العديد من المنشآت السياحية الحديثة والمتطورة في مدن هذا الاقليم، خصوصا فندق اسوس الصحي في منطقة كازوكلي.
وتعد مدينة قيصري عاصمة اقليم الأناضول وتتميز بتاريخ عريق وحضارات قديمة، فهي المدينة التي ولد فيها الرئيس التركي الحالي عبدالله غول الذي دخل البرلمان التركي ممثلا عنها عام 1991، وتدرج حتى وصل رئيسا للجمهورية التركية.
كما كانت قيصري على مدى التاريخ من أهم مراكز التجارة في الأناضول، بالاضافة الى ذلك فهي مدينة جذابة بجبلها المهيب «ارجييس»، وامكانياتها السياحية المتنوعة التي تتضمن السياحة التاريخية والصحية وغيرها.
وأشار الى ان 70% من السياح الذين يزورون المدينة هم من الأتراك والبقية من الأجانب، لاسيما الأميركيين والأوروبيين الى جانب موجة جديدة من السياح الهنود والصينيين واليابانيين.
وقال «يوجد في المدينة الكثير من الفنادق في مقدمتها الهيلتون، وهي لاتزال غير معروفة بالنسبة للسياح العرب، ولذلك فإن توجهات المدينة الحالية هي الترويج لنفسها كوجهة سياحية عربية، خصوصا انها تعتبر من أكثر المدن المحافظة في تركيا لذلك تعد الأنسب للسياح العرب والأسرة الخليجية بشكل خاص».
أول مستشفى أوروبي
وتضم المدينة أول مستشفى تم انشاؤه في اوروبا كلها وكان ذلك في العام 1206، وكان مخصصا للمرضى النفسيين أيام السلاجقة الذين يحسب لهم انهم اهتموا مبكرا بالمرض النفسي واعتبروا المصابين به يستحقون العلاج وليس كما كان يتم معاملتهم في أوروبا على أساس انهم منبوذون يتم وضعهم في السجون.
ويتوسط مدينة قيصري واحد من أكبر الأسواق التجارية المغطاة خارج اسطنبول يضم أكثر من 500 محل تجاري، بها سلع لجميع مستلزمات الفرد والأسرة وبأسعار مناسبة جديدة، خصوصا السلع التي تتميز بها المدينة وفي مقدمتها البسطرمة والسجق والأجبان.
كما تشتهر بعض المناطق المحيطة بمدينة قيصري بوجود كثير من الطيور المهاجرة والنادرة ايضا كما تضم أطول قناة تحت الأرض بطول 10700 متر يتم من خلالها نقل المياه من نهر زامنات الى المناطق المخصصة للزراعة بقوة 400 ليتر في الثانية.
وتتميز قيصري بقربها من شلالات يحيا لي (أو شلالات يحيا علي) التي تعتبر من الشلالات الطبيعية الخلابة والتي تستقطب آلاف السياح سنويا.
اما منطقة كابادوكيا والمعروفة هناك بالارض الساحرة في تركيا، والتي تمتاز بمناظرها الساحرة والخلابة التي تبهر الانظار، فهنالك مناظر طبيعية كثيرة تقف الكلمات عاجزة عن وصفها وتزيد من جمالها القلاع التاريخية والاعمدة الجيرية التي تسمى بـ «الأعمدة الساحرة» المنتصبة منذ مئات السنين.
أرض الخيل
والاسم «كابادوكيا» مستوحى من التسميات القديمة وهو يعني ارض الخيل والفرسان حيث احضرت الى المكان الجياد التي استخدمت للحروب، وخلال السنوات الماضية، قام سكان المنطقة ببناء كنائس، وبيوت السكن وعدد من المدن تحت الارض، وتمتد منطقة كابادويكا الواقعة وسط تركيا، على مساحة شاسعة بين جبال تاوروس وجبال فونتوس الطبيعية والساحرة، وتتوسط المنطقة هضبة جميلة للغاية تقع بين جبال حسن داغ، ملنديز وارغياز.
ويعتمد سكان هذه المنطقة في معيشتهم على الزراعة والسياحة وقبل ملايين السنين امطرت البراكين المنطقة بالجير وهو ما يعطيها اليوم منظرا ساحرا بفعل حدوث الظواهر الطبيعية.
ومرج «جورميه» هو المرج المركزي في كابادوكيا وتظهر فيه مناظر طبيعية خلابة حيث نجد الاعمدة الحجرية الشامخة والضخمة التي نتجت بفعل التآكل الذي استمر على مدار السنوات بسبب المياه والرياح، ومنذ تلك السنوات اكتشف السكان المحليون أن الجير مادة قابلة للحفر حيث نجد في المكان حوالي 4 آلاف عام من الحفر، واستخدمت الحفريات لاهداف متعددة منها التخزين والاختباء.
وقد حاول العديد من المحتلين احتلال كابادوكيا، لذلك قام سكانها بحفر مدن مخفية تحت الارض تألفت من عدة طوابق لتستوعب آلاف الاشخاص، وذلك في فترات مختلفة.
وتضم كابودكيا متحفا مفتوحا تم ادراجه ضمن قائمة اليونيسكو بمعنى انه منطقة عالمية لا يمكن اجراء اي تعديلات فيها او بناء اي مبنى فيها قبل الرجوع الى اليونيسكو والحصول على موافقتها.
ويوجد في المنطقة فندق فريد في العالم يتكون من حوالي 75 غرفة وجناحا سترتفع قريبا الى 100 غرفة وجناح كلها منحوتة داخل جبل مما يجعله فريدا من نوعه حيث بلغ اجمالي المبالغ المستثمرة فيه اكثر من 50 مليون دولار.
المياه المعدنية
تتميز منطقة كازالكي بوجود المياه المعدنية والطمي الطبي (الطين) الذي يستخدم في علاج الحالات المستعصية والتي عجز الطب عن علاجها.
وتضم المنطقة عددا من الفنادق فئة 4 و5 نجوم الى جانب 3 نجوم بطاقة 10 آلاف سرير وعدد حوالي 300 الف شخص يزورونها سنويا غالبيتهم من تركيا جاءوا للاستشفاء من الامراض.
وزائر المنطقة يمكنه مشاهدة فندق ومنتجع اسوس الذي يعتلي تلة تطل على المدينة وسط واحة كبيرة من المساحات الخضراء.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )