عمر راشد
يفتح اللقاء معه الباب واسعا لمعرفة خبايا قطاع تأجير وتمويل شراء الطائرات في الشركات الإسلامية والتعرف عن قرب لكل ما هو جديد في عالم الطيران وعلاقة شركته بهذا السوق الكبير والضخم.
وقد احترت كثيرا في وصف هذا الرجل الذي قد يبدو للوهلة «سهلا» يمكنك أن تلتقط منه ما تشاء من معلومات إلا أنني وجدت نفسي أمام سهل ممتنع، خبرته تعدت الـ 27 عاما في بيته الكبير الخطوط الجوية الكويتية.
فاللقاء مع رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في شركة ألافكو لتمويل شراء وتأجير الطائرات أحمد الزبن يتيح لك سيلا من المعلومات ليس عن شركته فحسب وإنما عن سوق الطيران في المنطقة والعالم، مبحرا بك في خفاياه، آخذا بيدك لمعالم لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال عين ثاقبة وخبير مطلع عليها.
ومن اللافت لك عند دخول باب الشركة أن رحابة صدر «أبوعبدالله» اتسعت لجميع موظفيه الذين تجدهم وقد تشربوا أسلــوبه ودرجوا على معاملة الآخرين وفق مدرسته التي يقول عنها «إنها تعتمد على الصراحة والشفافية».
وبصراحته المعهودة قال لي إن تخصيص «الكويتية» في 10 أشهر في حكم المستحيل، وإن حدث فيحمل المشترين أعباء كبيرة ولا يمكن للمشترين تحمله موضحا أن الأمر يحتاج إلى وقت طويل لتمهيد الأجواء أمام المستثمرين الجدد فنيا وإداريا.
وقال إن قيمة أسطول «ألافكو» السوقية تتعدى الـ 9 مليارات دولار بواقع 66 طائرة تتنوع بين الإيرباص والبوينغ، مشيرا إلى أن ألافكو استطاعت توفير 17 طائرة للخطوط السعودية في مواعيد أقل من تلك التي كانت ستوفرها لهم شركتا البوينغ أو الإيرباص وبأسعار منافسة.
وقال لي: لقد «اعتصرني الألم» عندما علمت بإلغاء صفقة الكويتية، مستدركا «وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم»، موضحا أنه على استعداد أن يقدم «عيونه» قبل طائراته إلى «الكويتية» إذا طلب منه ذلك.
وكشف أحمد الزبن عن قيام ألافكو بالتفاوض لشراء 20 طائرة لصالح بنك محلي بقيمة مليار دولار ستتضح معالمه قريبا وهو من المنتجات الجديدة الذي تطرحه الشركة والمعروف بخدمة إدارة الأساطيل للغير من أجل تنويع منتجاتها وكذلك استيعاب حركة السوق المتنامية.
وأشار إلى أن «ألافكو» تتميز خليجيا عن غيرها بمواعيد التسليم وكذلك بالأسعار المنافسة ولديها القدرة للوصول إلى عملائها بصورة سريعة وبكفاءة عالية، مشيرا إلى أن الشركة ستتجه لتوسيع رقعة عملائها في المنطقة العربية.
وتطرق الزبن إلى أن عدم تفاعل السهم مع أخبار الشركة يعود بالأساس إلى نوعية المساهمين التي تنحصر أعمالهم في «المضاربة» دون غيرها، قائلا إن سهم «ألافكو» تشغيلي وسنجني ثمار عملنا الذي بدأناه في يناير 2009 متوقعا أن تحقق الشركة الكثير من الأرباح خلال المرحلة المقبلة.
وحول أرباح الربع الرابع قال إنها «ممتازة» وستظهر فيها صفقة الخطوط العمانية التي سيتم التوقيع عليها بصورة نهائية قريبا جدا.
سألته عن شركة الوقود التي تقدم من زمن لتأسيسها كمساهمة عامة، فقال لي ضاحكا: الله أعلم أين وصلت، فالأمر لا يزال حبيس الأدراج عند المسؤولين.
وفي زيادة الـ 50 دينارا، قال «لا تعطني السمكة بل علمني كيف اصطادها» في إشارة واضحة إلى أن انتصار الاتجاه الاستهلاكي على القيم والمعايير الإنتاجية في واقع الأمر هو ابتعاد الكويت عن حلم تحقيق المركز المالي والتجاري الذي تطمح إليه.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )