لم يمض على التداولات الخضراء في سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) سوى جلستين حيث أتت الحركة التصحيحية امس على ما تحقق من أرباح متواضعة ما وضع صغار المتعاملين بين سندان الهبوط ومطرقة تفنيد شريحة المحللين بأن السوق ماض في طريقه الصحيح.
ومع تعليل المحللين بأن مجريات الأداء تصب في اتجاه التأسيس لمستويات سعرية جديدة بعد الصعود القياسي لما قبل الاغلاقات السنوية ومحاولة فهم المتعاملين حقيقة ما يدور من جانب كبريات المحافظ والصناديق الاستثمارية التي تحول دون بلوغ الأسهم القيادية ارتفاعات تدفع المؤشرات الى صعود يعيد لها حركاتها المعهودة.
وبرغم محاولات مجموعات استثمارية لها سمعتها في السوق وتعد لاعبا أساسيا في تجميل الاقفالات في نصف الساعة الأخيرة الا أن الأمر لم يرق لكثير من المستثمرين الذين غرر بهم في الساعة الأولى ما دفع البعض منهم الى التخلص من الأسهم بطريقة عشوائية خاصة في قطاعي الخدمات والصناعة.
ومع الدقيقة الأخيرة تبدل حال السوق حيث الاقفالات الوهمية التي لا تعبر بالضرورة عن مجريات ساعات التداولات التي غلب عليها حال التباين بفعل جني الأرباح والمضاربات التي طالت أسهما رخيصة أكثر من التقليدية برغم أن الأخيرة هي التي في طريقها لقيادة ما تبقى من تداولات الشهر.
واللافت للنظر في تداولات امس هو الانتعاشة الملحوظة التي طالت قطاع غير الكويتي حيث السيولة الخليجية مازالت تدعم أسهم القطاع والمتوقع استمرار هذا الدعم الى الأسبوع المقبل تزامنا مع مشروعات أبرمت عقودها بعض شركات القطاع.
وعقب قرع جرس الاغلاق «كونا» سألت شريحة المتعاملين عن المتغيرات التي أثرت على مجريات تداولات امس بعد ارتفاعات الجلسات الماضية وما اذا كان للمحافظ دور خفي في الضغط على أسهم قطاعات المقدمة من أجل كبح جماح الارتداد فكانت هذه المحصلة.
عزا المتعامل فهد الكندري الأداء المختلط لسيناريو أداء السوق امس الى ضغوط مارستها بعض المحافظ صوب الأسهم القيادية خاصة في قطاع الاستثمار الا أنه استطاع الاغلاق على اللون الأخضر بفعل عمليات شراء محمومة في الدقيقة الأخيرة ما ينبئ بأن تداولات القطاع ستكون في مرحلة انتعاش تفاعلا مع أرباح الربع الثاني.
وقال الكندري ان بعض الأسهم شهدت انتعاشا مثل دبي الأولى للجلسة الثانية على التوالي علاوة على عقار ومن ثم هيومن سوفت ومبرد والنخيل كما شهدت أسهم المدينة أكثر تداول في وقت من المتوقع فيه أن تستمر الشركات في الافصاح عن بياناتها المالية عن اعمال النصف الأول ما يجعل الأمر ممهدا لمعاودة السوق الى الارتفاع في التداولات.
من جهته، قال المتداول هايف البدر ان بعض أسهم قطاع شركات الأغذية ظلت محافظة على تداولاتها المستقرة حتى قرع جرس الاغلاق وهذا الأمر اعتدناه خاصة مع دخول فصل الصيف علاوة على أن الشركات دائما ما تبرم بعض العقود التي تعود بالنفع على أداء الأسهم في السوق.
وتوقع البدر أن تعاود أسهم القطاع المصرفي انتعاشتها التي شهدتها اليومين الماضيين وخاصة بعد الانتهاء من اعلانات الأرباح التي جاءت على المتوقع حين رددت بعض المجموعات المضاربية اشاعات في شأن عدم تحقيق أسهم القطاع نموا ملحوظا ولكن الأمر جاء عكس ذلك تماما.
وقال المتداول مشعل المسلم ان مجريات السوق تحكمت فيه عمليات العزوف التي مارستها كبريات المحافظ في فترات حرجة أثناء ساعات التداول وخاصة قبل الاغلاق بنحو 15 دقيقة ولكن المؤشر عوض جزءا من خسائره مع الاغلاق.
وأضاف المسلم ان آخر ثانية في التداولات شهدت تصعيدا في القيمة النقدية من 88 مليونا الى 92.6 مليون دينار.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )