عمر راشد
قبل سنوات قليلة لم تكن كلمة «فوركس» forex باللغة الانجليزية وهي اختصار لعبارة forigne excange market تعني شيئا للكثير من المهتمين بالاستثمار في المنطقة، لكن العبارة التي تعني حرفيا التجارة أو المضاربة بالعملات الأجنبية، وعلى الرغم من مخاطرها الكبيرة في رأي بعض المحللين، وفوائدها في رأي البعض الآخر، سرعان ما وجدت طريقها الى جانب القنوات الاستثمارية الأخرى من اسواق مال ومعادن وعقارات وسلع آجلة وغيرها.
ويقدر المحللون الماليون الحجم اليومي لتداول العملات في سوق الفوركس بحوالي 3 تريليونات دولار (3 ألاف مليار دولار يوميا) حيث ان مئات الملايين من الدولارات تباع وتشترى كل بضع ثوان.
ومنذ ان فقد الدولار قيمته الثابتة نتيجة الغاء ارتباطه بالذهب، تغير دور العملات من وسيلة لتسهيل تبادل البضائع الى سلع يتم تداولها بكل معنى الكلمة.
وادت المتاجرة الحرة بالعملات الى تركيز الأموال بأيدي تجار البورصة، مما جرد الحكومات من امكانية التحكم بتوجيه الاقتصاد لمصلحة المجتمع ككل.
احد مسؤولي شركة تداول العملات الأجنبية في دبي، قال ان سوق تداول العملات هو بالفعل الأكبر عالميا حيث يبلغ 3 تريليونات دولار يوميا.
واضاف ان السبب في ضخامة حجم هذه السوق هو ان المتداولين ليسوا أشخاصا أو مستثمرين فقط، بل حكومات وشركات وبنوكا مركزية وغير مركزية، موضحين ان دولة الامارات العربية المتحدة يهمها مثلا زيادة احتياطيها باليورو بدلا من الدولار، بسبب تراجع سعر صرف الدولار على المستوى العالمي أمام العملات الرئيسية الأخرى.
ويقول ان البنوك هي الأخرى تدخل بقوة كبرى في السوق من أجل تحسين أوضاعها ببعض العملات بدلا من عملات أخرى.
ويرى ان ما زاد في اهمية وحجم التداول والمضاربة بالعملات هو وجود الانترنت ومنصات تداول مثل المنصة التي توفرها شركة acm للتداول من خلال 4 مكاتب رئيسية على مستوى العالم أحدها في دبي.
ويضيف ان المتداول في العمــلات يستــطيع التـــداول من المنزل أو المكتب أو أي مكان آخر وحتى من خلال هاتفه المتحرك، كما أن معرفة المتداولين بالسوق قد أدى لزيادة التداول.
ويرى ان ما شهدته أسواق الأسهم من تراجعات في منطقة الخليج والشرق الأوسط ككل خلال السنوات الماضية قد أدى بدوره لزيادة التداولات على العملات وبخاصة بعد ما حصل في سوق الأسهم الاماراتية في عام 2006 حين هرب المستثمرون من الأسهم الى سوق تداول العملات كقناة استثمارية جديدة.
ولدى سؤاله عن الاسباب التي تدفع بالجهات الاعلامية في المنطقة الى التحذير بشدة من مغبة الدخول في عمليات المضاربة على العملات قال هذه السوق ليست فيها رقابة مالية من أي نوع، وفيها تراخيص وهمية وشركات وهمية، وبعض هذه الشركات يحصل على تراخيص خدمات أعمال، وليس على ترخيص خدمات مالية، كما ان هناك شركات تدخل السوق بصفة صانع سوق من اجل التلاعب بالأسعار وتحقيق ربح سريع من خلال تخسير المستثمرين الأفراد.
بعض المحللين اشار ان حدة مشكلة الغش في عمليات المضاربة بالعملات قد تقلصت بشــكل كبير، بل انها اوشكت على الاختفاء بين الشركات الاميركية العاملة بالفوركس وذلك لشدة المنافسة الموجودة بين الشركات لادراك العميل لأي محاولات غش من قبل أي شركة فوركس.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )