اتسمت آليات التداولات في سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) امس بالتباين الواضح على معظم الأسهم المدرجة في كافة القطاعات بسبب ضغوطات كبريات المحافظ والصناديق الاستثمارية ما دفع شريحة كبيرة من المتداولين الى بيع أسهمهم بطريقة عشوائية.
كما سيطرت حالة التباين على مجريات الأداء نفسها في الساعة الأخيرة وتحديدا على أسهم قطاعي الصناعة والخدمات رغم الأداء الجيد لأسهم قيادية في قطاع الخدمات الأمر الذي يعزز من فرضية عودة الأسهم القيادية الى دفة قيادة السوق على الأقل مع انتهاء المهلة الممنوحة للأسهم للإعلان عن أرباحها.
وعلى الرغم من أنه لم يتبق من تداولات يوليو سوى جلسة واحدة الا أنها قد تحمل معها حركة تصحيحة قد تفيد الأسهم الرخيصة على أساس امكانية تحديد مستويات سعرية جديدة بعيدا عن التصعيد الذي لا يفيد صغار المتعاملين بقدر مايصب في صالح المجموعات المضاربية.
وابدى متعاملون في تصريحات لـ «كونا» استغرابهم من حال السوق الذي يقع تحت وطأة متغيرات تتحكم فيها آليات بعيدة تماما عن العرض والطلب المتعارف عليهما في أسواق المال على المستوى العام مؤكدين أن جرعة المضاربات تتفوق يوما بعد يوم على الاستثمار المؤسساتي.
وقال المتداول نايف الديحاني ان الاكتتابات في زيادات رؤوس الأموال لازالت هي المسيطرة على هاجس معظم المتعاملين لاسيما انها تتزامن مع عطلة الصيف ما يرجح سحب السيولة لاستيفاء تغطية هذه الاكتتابات التي يطمح البعض من خلالها للفوز بحصص تخصصية فيها وان كانت نسبتها قليلة.
وأضاف ان ما يمر به السوق يعتبر الافضل مقارنة مع الأسواق الاقليمية، حيث ان الحراك الاقتصادي على مستوى العالم مازالت تتحكم فيه مشاكل اقتصادية ومن الطبيعي أن تتأثر بها الشركات المدرجة في أسواق المال مثل مشكلة التضخم التي تلف اقتصادات دولية وبالتالي تؤثر على المستثمرين.
وقال المتداول عبدالله الظفير ان السيناريو المتوقع خلال تداولات اليوم سيختلف كثيرا عما حدث امس على اعتبار ان المحافظ والشركات ستسعى الى تنفيذ لعبتها الاستثمارية في محاولات تجميل اغلاقاتها الشهرية، مايدل على ان المؤشرات الأولية للربع الثالث ستتأثر كثيرا مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
وأضاف الظفير ان أسهم القطاع الاستثماري كان لها دور فاعل في مجريات الحركة ومن المؤمل أن تستمر على وتيرتها مع تسارع وتيرة اعلانات أرباح الربع الثاني وان كان تأخرها بسبب موازنات الشركات التابعة مايعني أن تذبذب السوق سيستمر حتى الأسبوع المقبل.
وقال المتداول يوسف الراشد ان تدخلات المجموعات الاستثمارية على أوامر الشراء والبيع تعود الى مدى قناعتها بمستوياتها السعرية وللاستفادة أيضا من فروقات الأسعار لصالحها خاصة في مثل هذا التوقيت.
وتمنى الراشد عودة السوق الى منواله المتصاعد كما كان عليه الأمر قبل اغلاقات النصف الأول، حيث شهدت المؤشرات القيادية تسجيل أرقام تاريخية قفزت بالسوق الى مرحلة جذبت استثمارات أجنبية لاسيما الأموال الخليجية.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )