محمود فاروق
استمرارا لمسلسل العزوف عن الشراء والضغط على السوق تراجعت المؤشرات العامة بحدة واضحة اثر غياب مبادرة كبار الملاك وصناع السوق، الامر الذي زاد من تخوف صغار المستثمرين على التداول، خاصة بعد ابتعاد الصناديق والمحافظ عن التداول بشكل كبير بعدما اجروا عمليات جني ارباح على عدة اسهم قيادية ومنها سهم «زين» الذي هوى بدرجة كبيرة بعد ارتفاعات استمرت على مدار ثلاثة ايام متتالية.
فالمعطيات العامة للسوق تشير الى ان الحالة التي يشهدها السوق تتبلور في اطار ضغط لا مبرر له على السوق نظرا لعدم وجود اي اخبار سلبية بدرجة تؤثر على السوق بشكل كبير سوى وفاة رمز مجموعة البحر جاسم البحر، الا ان تلك المجموعة استطاعت أن تغير القاعدة عن طريق المحافظة على اسهم شركاتها، وذلك باجراء تداولات مكثفة في نهاية تداولات امس ساعدت بدورها على تغيير وتقليص الخسائر، اضافة الى ارتفاع قيمة التداول التي لم تتجاوز الـ 85 مليون دينار، وعلى ذلك طرحت عدة تساؤلات لدى اوساط المتعاملين عما يحدث للسوق والذي يعتبر مرآة للاقتصاد الوطني، ولماذا ينتظر المسؤولون ذلك الامر وتركه يهوي بهذا الشكل، مطالبين الصناديق الخاصة في الحكومة والهيئة العامة للاستثمار والتي تشارك في عدة شركات استثمارية بالتدخل السريع والفوري لانقاذ السوق من موجة التراجع الحادة، خاصة بعد كسر حاجز التأسيس 14.900 نقطة واخذه اتجاه تراجع بحت دون اسباب واضحة اثناء جلسات التداول، فالضبابية سيطرت على السوق، حيث انعدمت الرؤية العامة للسوق ومبعث التكهنات والتحليلات التي من شأنها ان تساعد على بث الثقة والتي انعدمت تماما بعد فشل جميع التوقعات خلال جلسة امس.
فعلى الرغم من الارتفاع المحدود لعدة شركات الا ان السوق انضغط بشكل كبير ومن الممكن ان يكون متعمدا ولكن لا يمكن القاء ذلك التعمد على احد وخاصة بعد سعي مجموعة البحر والمجموعة الدولية لاعادة النشاط للسوق في نهاية تداولات امس مما اعطى انطباعا جيدا للمتداولين بعد تبخر اموالهم وحسرتهم التي ظهرت على وجوههم اثناء تداولات امس حيث قام العديد من المتداولين باجراء عمليات بيع وانتقال من شركة لاخرى ساعد ذلك على تبخر اموالهم وتكبدهم المزيد من الخسائر اليومية ولذلك ينصح بالانتظار وعدم اجراء عمليات بيع الى ان يهدأ السوق ويعود الى اتزانه السعري والوزني اضافة الى عودة طبيعية للمتغيرات الثلاثة التي فقدت الكثير فما يحــدث الآن بالســـوق لا يعكس الصــــورة الواقعيـــة للسوق والـ 200 شركة المدرجة حيث يتم تداول عدة اسهم بأقل من القيم الدفترية للسهم ولذلك تعتبر الاسعار الحالية للأسهم جذابة للشراء وجيدة للاقبال عليها وخاصة الشركات ذات الارباح التشغيلية الجيدة.
كما يجب تدخل حقيقي من قبل الصناديق والمحافظ المالية التي لها دور فيما يحدث حاليا بالسوق ولا يكون دورها مقتصرا على جني الارباح والمضاربات السريعة البحتة اضافة الى السيولة المالية التي هاجرت السوق تماما مع كل تراجع يشهده السوق وعلى ذلك يمكن القول ان السوق في منطقة «حرجة» يجب التدخل الفعلي لانقاذه حتى يعود لريادته وسط اسواق المنطقة الخليجية.
ومن المتوقع ان يستمر السوق على وتيرته الحادة والمتذبذبة خلال الفترة المقبلة الى قرب اعلانات الربع الثالث او بعد الانتهاء من اجازة عيد الفطر حيث اجتمع العديد من الآراء على ذلك القول وان كان السوق حاليا لا يخضع لأي اقوال تكهنية للسوق.
تراجع المؤشرات
انخفض المؤشر العام للبورصة 121.1 نقطة ليغلق على 14821.9 نقطة كذلك انخفض المؤشر الوزني 7.75 نقاط ليغلق على 748.68 نقطة وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 157.5 مليون سهم نفذت من خلال 4489 صفقة بلغت قيمتها 83.4 مليون دينار وجرى التداول على اسهم 113 شركة من أصل 200 شركة مدرجة وارتفعت اسعار اسهم 27 شركة وتراجعت اسعار اسهم 86 شركة وحافظت اسهم 87 شركة على اسعارها واسهم 47 شركة لم يشملها النشاط.
وارتفع مؤشر قطاع واحد من أصل ثمانية حيث سجل قطاع التأمين ارتفاعا بلغ 40.9 نقطة فيما سجل قطاع الشركات غير كويتية أعلى تراجع من بين القطاعات المتراجعة بـ 196.7 نقطة تلاه قطاع الخدمات بـ 169.4 نقطة ثم قطاع البنوك بـ 169.1 نقطة.
عزوف عن الشراء
شهدت تداولات امس منذ بدايتها تراجعا بمقدار 15.7 نقطة مع بداية التداولات ليصل الى مستوى 14927.3 نقطة وبلغت كمية الاسهم المتداولة عند تلك النقطة 15.6 مليون سهم بقيمة بلغت نحو 8.1 ملايين دينار موزعة على 457 صفقة واستمر المؤشر في تراجعه لمنتصف جلسة التداول والتي شهدت تراجعا بحتا بمقدار 14849.1 نقطة وبلغت كمية الاسهم المتداولة عند تلك النقطة 89.5 مليون سهم بقيمة بلغت 51.6 مليون دينار موزعة على 2450 صفقة.
حتى اغلق المؤشر تداولات ثاني ايام الاسبوع وشهر اغسطس بـ 121.1 نقطة.
وشهد قطاع البنوك تراجعا بقيادة اسهم 6 بنوك على رأسهم سهم كل من بيت التمويل الكويتي (بيتك) وسهم بنك التجاري بمقدار 40 فلسا لكل منهما بينما شهد سهم بنك بوبيان ارتفاعا طفيفا بمقدار 10 فلوس ليصل سعر السهم 550 فلسا.
كما سجلت أغلب اسهم قطاع الاستثمار تراجعا بقيادة سهم بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) والذي حقق تراجعا بمقدار 40 فلسا ليصل سعر السهم الى 1040 فلسا، كما تراجعت اسهم 22 شركة بينما ارتفعت اسهم 7 شركات بالقطاع بقيادة سهم مجموعة برقان القابضة والذي ارتفع بمقدار 50 فلسا ليصل سعر السهم 760 فلسا، حيث اتسمت تداولات القطاع بالمضاربات الضعيفة والانتقائية.
وشهد قطاع التأمين ارتفاعا بقيادة اسهم الاهلية للتأمين بمقدار 40 فلسا ووربة للتأمين بمقدار 5 فلوس ولم تشهد اسهم 5 شركات اي تغيير خلال تداولات امس.
بينما احتد التداول بقطاع العقار على الرغم من تراجعه وخاصة في الدقائق الاخيرة من الاقفالات بقيادة شركات مجموعة البحر والدولية، حيث ارتد سهم عقارات الكويت بعد ان تداول بالحد الادنى له ليرتفع بمقدار طفيف بلغ 8 فلوس ليصل سعر السهم 170 فلسا، كما ارتفع سهم جيزان والمنتجعات بذات المقدار مع التغير في القيمة والكمية المتداولة وتراجع القطاع بقيادة سهم شركة المباني وذلك بمقدار 40 فلسا ليصل سعر السهم 1660 فلسا، وتراجع ايضا بحدة سهم شركة الصفاة العالمية القابضة بمقدار 30 فلسا ليصل سعر السهم 530 فلسا.
ولم تشهد اسهم 12 شركة اي تغيير خلال تداولات امس بالقطاع.
وشهدت ايضا اغلب اسهم شركات قطاع الصناعة تراجعا وذلك بقيادة سهم الشركة الكويتية لصناعة مواد التغليف والذي شهد تراجعا حادا بمقدار 80 فلسا ليصل سعر السهم الى 700 فلس ولم يشهد سهم منا القابضة اي تغيير خلال تداولات امس بينما ارتفع سهم شركة الخليج للكابلات والصناعات الكهربائية بمقدار 20 فلسا ليصل سعر السهم 2520 فلسا.
ولم تشهد سوى 6 شركات ارتفاعا بقطاع الخدمات، حيث اتسمت تداولات القطاع بالضعف سوى سهم شركة الشبكة الآلية الذي تداول بكمية بلغت 18.1 مليون سهم، حيث بلغ سعر السهم 465 فلسا.
وقد استحوذت قيمة تداول اسهم 13 شركة على 64.9% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها النشاط والبالغ عددها 113 شركة واحتل سهم الشبكة القابضة اعلى مستوى بين الاسهم من حيث حجم التداول بـ 18.1 مليون سهم وحقق سهم مجموعة برقان القابضة اعلى مستوى بين الاسهم المرتفعة اذ بلغت نسبة ارتفاعه 7% فيما سجل سهم الشركة الكويتية لصناعة مواد التغليف ادنى مستوى بين الاسهم المتراجعة بنسبة 10.2%.
واحتل سهم زين المركز الاول من حيث القيمة المتداولة البالغة 11.3 مليون دينار، مستحوذا على 13.5% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها النشاط خلال جلسة تداولات امس.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )