فواز كرامي
تشهد منطقة الخليج العربي نموا كبيرا في عدد المجمعات التجارية «المولات» حيث ازداد عدد هذه المجمعات بصورة استحقت توقف مجلة الميد عندها حيث اعتبرتها استجابة للنمو السريع في مبيعات التجزئة وتحسن القوى الشرائية للمواطنين في دول مجلس التعاون الخليجي بعد الطفرة الكبيرة في اسعار النفط في السنوات الخمس الماضية.
وتقول المجلة المختصة بشؤون منطقة الخليج الاقتصادية انه مع ارتفاع المعدلات السنوية لانفاق مواطني دول الخليج في السنوات الخمس الماضية بمعدل 10 – 20% فإنه من السهل استنتاج السبب وراء الاقبال الكبير على بناء المجمعات التجارية واقبال المستثمرين في المنطقة على بنائها وتشييدها اضافة الى شراء وكالات عالمية وافتتاح فروع لها في دولهم.
وتضيف ميد «ان هذه الطفرة الكبيرة في القوى الشرائية لمواطني دول الخليج لفتت انتباه شركات بيع التجزئة العالمية مثل «ماكس اند سبنسر» و«كارفور» وبتوافر المجمعات التجارية وقوى شرائية واهتمام شركات عالمية مهتمة بالدخول إلى الأسواق الخليجية فإن هناك العديد من العقود بين شركات عالمية لبيع التجزئة مع مستثمرين خليجيين لافتتاح فروع لشركاتهم في هذه المجمعات، مشيرة إلى أن افتتاح هذه الفروع للشركات العالمية سيشكل معضلة كبيرة بالنسبة للشركات والاسواق المحلية.
وتنبه «ميد» المقاولين والمستثمرين الخليجيين الى عدم الافراط في بناء المجمعات التجارية محذرة من ان يفوق عدد المجمعات الطلب عليها مما سيشكل مخاطرة حقيقية، حيث ان التجربة الصينية في هذا الصدد تستحق التوقف واخذها بعين الاعتبار حيث تجلت ببناء عدد كبير من المجمعات التجارية في المدن الرئيسية الصينية في أواخر التسعينيات والتي لم يواكبها النمو نفسه في الاقبال على هذه المجمعات من قبل الماركات العالمية والمستثمرين مما ترك العديد من هذه المجمعات خاوية.
وتوضح «ميد» انه في ظل الارتفاع في اسعار النفط في السنوات الأخيرة كان قطاعا العقارات ومبيعات التجزئة هما اكثر القطاعات في دول الخليج استفادتا منها بصورة ايجابية وتردف المجلة بان التأثير الايجابي على قطاع مبيعات التجزئة تجلى من خلال بناء المجمعات التجارية وشراء وكالات وتراخيص لشركات عالمية في هذا المجال.
موضحا ان هذه الماركات العالمية اصبحت تلحق بالاسواق المحلية بعض الخسائر في حصتها السوقية وشريحة كبيرة من زبائنها.
وارتفع حجم مبيعات التجزئة من المواد الغذائية في دول مجلس التعاون الخليجي بحسب «ميد» في الفترة ما بين يونيو 2007 حتى مايو من 2008 بنسبة 10.1% بالنسبة إلى الفترة نفسها من العام 2006 – 2007 وذلك حسب احصائيات الشركة الاميركية للابحاث والدراسات «نيلسون» مع الاخذ بعين الاعتبار تفاوت الارقام بين الدول الخليجية.
وتبين «ميد» ان ادارة المخازن في تشاين ديبنهايمر البريطانية التي تمتلك فروعا في خمس من دول الخليج اضافة الى الاردن اشارت الى مضاعفة حجم مبيعاتها خلال السنوات الماضية، حيث يقول المدير الاقليمي للشركة فرانسيس ماكويلي «هناك نمو ملحوظ في حجم المبيعات بعد افتتاح العديد من فروع الشركة في دول الخليج، مضيفا ان العديد من شركات مبيعات التجزئة العالمية تعتبر دول الخليج من اهم الاسواق النامية في مجال افتتاح فروع شركات التجزئة الامر الذي اخالفها الرأي فيه».
ويضيف ماكويلي ان بالنسبة إلى الشروط التجارية في هذه الدول وحجم المبيعات العالية فإن العديد من شركات مبيعات التجزئة العالمية تمتلك خططا توسعية في السوق الخليجي بسبب النمو الكبير اكثر من مواطن هذه الشركات الاوروبية.
وتستدل الميد على هذا من خلال مجموعة فواز الحوكير السعودية والتي تمتلك اكثر من 600 فرع على امتداد المملكة العربية السعودية والتي كان آخر مشاريعها هو افتتاح فرع للشركة النمساوية «كيكا» والتي تمتلك حقوقا حصرية لـ 40 ماركة اوروبية مسجلة، حيث تخطط المجموعة السعودية من خلال احدى شركاتها وهي شركة الحوكير للتسلية والمواد الغذائية لافتتاح 40 مخزنا وفرعا في المملكة في العام الحالي.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )