انصرفت شريحة من المتداولين في سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) عن مشهد التداولات منشغلين باكتتاب زيادة رأسمال شركة «زين» للاتصالات وشركة الاتصالات الثالثة وسط حالة من التباين عمت معظم القطاعات المدرجة مع بداية الجلسة الاسبوعية.
ورغم تطمينات القطاعين العام والخاص في تغطية الاكتتابين الا ان جرعة التصريحات للاستعداد لتمويل المساهمين لم تشفع للأداء المختلط من جانب المتداولين الذين فضل بعضهم الاحتفاظ بجزء من السيولة مما أثر على حركة السوق.
وعلى الرغم من انشغال المتداولين بهذين الاكتتابين الا ان شركات أخرى طلبت استدعاءات لزيادة رؤوس أموالها وأدخل السوق في مأزق لتشتيت السيولة بين الاستثمار في السوق او الاتجاه صوب الاكتتابات الأمر الذي تعكسه حالة التذبذب على الأسهم القيادية التشغيلية علاوة على بعض من الرخيصة.
ولم يهنأ السوق كثيرا بانتهاء الشركات المدرجة بالاعلان عن ارباحها للنصف الاول الا مع اغلاق الخميس الماضي حين ارتفع المؤشر السعري 191 نقطة بعد سلسلة من التراجعات اكد وقتها المحللون الماليون ان منوال الارتداد سيعاود الارتفاع مطلع الأسبوع وهذا مالم يره المتداولون على الرغم من التحسن التدريجي لتداولات امس.
ويبدو أن جلسات الاسبوع الجاري سيغلب عليها الشراء الانتقائي وفق رؤية المحافظ والصناديق الاستثمارية التي ستسعى أيضا الى الاستفادة من فجوة فراغ السوق من السيولة لتعويض أدائها المتواضع خلال تداولات يوليو الماضي خوفا من اخفاقات أخرى في أغسطس مايشكل ضغطا على ارقام سبتمبر وبالتالي تتأثر ارباح الربع الثالث.
وكالعادة لعبت الثواني الاخيرة في تداولات امس دور البطولة، حيث حولت المؤشر السعري من اللون الأحمر الى اللون الأخضر ما يعتبر تزييفا ووهما لواقع الحال على مدار ساعات الجلسة.
وحول التوقعات لمجريات الحركة خلال الأسبوع الجاري قال متداولون لـ «كونا» ان السوق يشهد فورة اكتتابات حاليا.
وعدد المتداول عبدالله المشعل المتغيرات التي مازالت تؤثر على مجريات أداء السوق علاوة على الاكتتابات، حيث قال ان البعض مازال في اجازته الصيفية وبالتالي انعكست أعداد الصفقات المبرمة علاوة على تجميع بعض الأسهم التي انخفضت اسعارها واصبحت مغرية للشراء علاوة على المضاربات.
وعزا المشعل انحصار أوامر الشراء الى البيع لخوف المتداولين من حركات تصحيحية عنيفة كما كان الحال في بداية الاسبوع الماضي حين ضغطت بعض المحافظ والصناديق على اداء السوق ماحدا بالصغار الى التخلص من اسهمهم بصورة عشوائية وفي معظم القطاعات دون استثناء.
وقال المتداول جاسم الهملان ان أداء السوق منذ البداية يدل على أن الحذر والترقب كانا يسيطران على مجريات الاداء لاسيما على بعض الاسهم دون الـ 500 فلس أو التي تزيد عن ذلك بقليل في حين شهدت أسهم تشغيلية حركة غير معتادة وبدعم من ملاك الاسهم الكبار في محاولة لتعديل وضعها وسط حالة التباين التي تمر بها السوق منذ بداية تداولات أغسطس.
وتمنى الهملان ان يرتد السوق ايجابا على بعض الاسهم خاصة التي تتعامل وفق احكام الشريعة الاسلامية انسجاما مع التهافت عليها تزامنا مع شهر رمضان علاوة على اسهم قطاع غير الكويتي الذي يشهد في مثل هذه الآونة دفعة قوية من تداولاتها في الأسواق الاساسية لها.
ولاحظ المتداول طلال العنزي تطور أداء اسهم قطاع الخدمات من خلال رصده لتحركات الأوامر عليه ماجعله يركز أكثر على هذا القطاع الواعد الذي ينتظر منه ارباحا جيدة بعد انتهاء أعمال الربع الثالث نظرا لأن اداءه في النصف الاول لم تكن مقنعة لكثير من المتداولين.
وعبر العنزي عن امله في أن يكون لصناع السوق دور طالما افتقدته البورصة حتى لاتتعرض المؤشرات الرئيسية الى مزيد من الخسائر جراء تحكم المضاربين في مفاتيح الصعود في السوق من خلال صفقات معظمها يتم في الدقيقة الاخيرة من التداولات «ويكفي أن المؤشر السعري فقد في الاسبوع الماضي 400 نقطة».
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )